حائل 10 جمادى الأولى 1444 هـ الموافق 04 ديسمبر 2022 م واس إعداد : سلطان الشمري - تصوير : ياسر الحمندي تعد تربية الخيول العربية وترويضها هواية تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، حيث ترتبط بتاريخنا وتراثنا، وترمز للشجاعة والفخر والجمال والقوة والبطولة والأصالة، وتعزز ثقة محبي هذه الرياضة بأنفسهم وتساعدهم على تعلم الصبر والتحمل، فضلاً عن فوائد ممارسة الفروسية الصحية سواء على المستوى النفسي أو الجسدي . وتنتشر مرابط وإسطبلات الخيول في منطقة حائل، حيث أسهمت في تعزيز هذه الهواية لدى الشباب والأطفال التي اكتسبوها من الآباء, حيث توفر مساحات ترفيهية للعوائل مع أطفالهم للاستمتاع بجولة داخل الإسطبل وتحويلها إلى رحلة شبه أسبوعية ممتعة، من خلال وجود المسطحات الخضراء والمساحات المخصصة للألعاب وغيرها من الخدمات التي قد يحتاج إليها الزوار والمرتادون ، حيث تتجاوز إسطبلات الخيول في مدينة حائل والمحافظات والقرى التابعة 50 إسطبلاً . وأكد عدد من أصحاب إسطبلات الخيل لــ " واس " أن هناك إقبالا متزايدا على هذه الرياضة طيلة فترات السنة من الشباب والأطفال من الجنسين . وأوضح صاحب أحد مرابط الخيول بحائل عبدالسلام محمد العتيق أن رياضة ركوب الخيل تحظى بإقبال من جميع الفئات العمرية، حيث يقبلون على ممارسة هذه الرياضة لأسباب مختلفة فهي رياضة ممتعة تسهم في تعزيز العضلات والعلاج النفسي وتأهيل أصحاب الهمم والتدريب, كما تعد ركوب الخيل رياضة مفيدة لجسم الإنسان وتساعده على تحسين صحته العامة . من جانبه وصف صاحب مربط للخيل العربية الأصيلة طلال بن سليمان اليحياء أن الخيول العربية تعد الخيول الخفيفة في العالم، وتتميز برأسها المميز وذيلها المرتفع، وتعدّ بذلك واحدة من الأنواع التي من السهل التعرف عليها، وهي واحدة من أقدم سلالات الخيول وأفضلها بقدرتها على الركض لمسافات طويلة وجمالها الملفت للنظر، مبيناً أن ارتفاع الجواد العربي يتميز بطوله المتوسط الذي يتراوح من 150 سم وأكثر، وتختلف الألوان بالنسبة للخيول العربية فمنها اللون الرمادي والأشهب والبني والأسمر والأشقر والأسود والأبيض الذي يُعرف عند العرب " بالأصفر ". من جهته أبان وليد ساير الشمري أن رحلة الاهتمام بالخيل تبدأ من الولادة، حيث يجب الاهتمام برضاعة المهر وتلقي التغذية الكاملة ثم الفطام في عمر 7 أشهر، وتوضع الأمهار في أماكن أوسع يسمى (البادوك) حتي يتمكن المهر من الحركة بحرية كافية، ويتصف (البادوك) بأرضيته الصلبة وبعد ذلكيتم تعويد المهر على اللجام والمشي ويتم ترويض المهر ويسمى (عسفه) عندما يصل عمره سنة وثمانية أشهر إلى سنتين لتبدأ مراحل تدريبة . وأضاف أن البرنامج التدريبي للخيول يبدأ بالمشي ويسمى (المسار) ويستمر لمدة شهرين تقريباً بمعدل 4 كيلومترات يومياً، وبعد ذلك ينتقل لمرحلة (الطرود) لمدة شهرين في مكان مخصص للتدريب ليأخذ الحصان دورة أو دورتين كاملتين في الميدان المخصص للسباق، ثم تأتي مرحلة الكنتر (التراحيل) حيث يأخذ الحصان دورة أو دورتين في المضمار لمدة ثلاثة أشهر، وفي آخر مرحلة من مراحل التدريب يتم إشراك الحصان في سباقات تجريبية لمسافة 400 متر فقط، وبعد ذلك سباق لمسافة 1000 متر، ثم يشترك الحصان في سباق1200 متر مع خيل بنفس العمر حتى يتم التأكد من مدى جاهزية الحصان ومقارنته بالخيول الأخرى . فيما أفاد سامي الهملان أحد المهتمين بالخيول أن هناك عدة محاذير قبل ركوب الخيل وخاصة للأطفال، من أبرزها عدم استخدام الخيل في مَناطِق ذات تضاريس صعبة، وفي الأجواء العاصِفة والماطِرة، وضرورة التأكد من حالة المُعدِّات وجاهزيتها قبل ركوب الخيل، والتأكد من إطعام الحصان قبل ركوبه، مبيناً أنه في حال لم يكُن الراكب متمرِّساً، فيُفضل وجود شخص مُتمرِّس معه واختيار جوادٍ هادئ ومُعتاد على التعامُل .
مشاركة :