من أجل أن تحقق السعودية رسم خريطة طريق لمستقبل مستدام، تتجه نحو حدث ينظر إليه أنه الأكبر في قطاع السياحة والسفر بالعالم، من خلال استضافة حوارات قمة المجلس العالمي للسفر والسياحة التي عقدت في نسختها الثانية والعشرين بالرياض في 2022/11/28م كشفت عن نية استثمار أكثر من 10 مليارات دولار في بيئة السعودية السياحية الجاذبة، من أجل الوصول بالقطاع السياحي إلى مستويات عالية من المرونة والاستدامة، خصوصاً وأن السعودية أصبحت إحدى أفضل الوجهات السياحية نمواً في العالم، والتوجه السعودي يركز على التكامل مع التوجه العالمي نحو مستقبل أفضل للسياحة، والتقدم السعودي في هذا القطاع لم يكن جهداً فردياً بل يعد تكاملياً مع مختلف الجهات ذات العلاقة في العالم. حيث تعتبر السياحة واحدة من الصناعات العالمية القليلة التي تشكل فيها النساء غالبية القوى العاملة فيها تشكل نحو 54 في المائة من حجم القوى العاملة ككل في قطاع السياحة، في ظل توقعات بأن تصل قيمة الفرص الاستثمارية إلى 6 تريليونات دولار بحلول 2030، حيث وصلت الرغبة في السفر الدولي إلى أعلى مستوياتها منذ بداية الوباء، وهناك توقعات بأن تستمر جاذبية السعودية وانطباعها الإيجابي بوصفها وجهة في النمو، مع أعلى الدرجات عبر دول منطقة الخليج، إلى جانب إندونيسيا والهند وماليزيا وتايلاند. ومن أجل أن تكون السعودية من أفضل الوجهات العالمية، اتجهت السعودية بإعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق المخطط العام لمطار الملك سلمان الدولي، لتكون الرياض بوابة العالم، ووجهة عالمية للنقل والتجارة والسياحة، وجسراً يربط الشرق بالغرب، بما يرسخ مكانة السعودية كمركز لوجستي عالمي، ليس هذا فحسب، بل يجعل مدينة الرياض ضمن أكبر عشر مدن اقتصادات مدن في العالم. ولمواكبة النمو المستمر في عدد سكان الرياض الذي يستهدف الوصول إلى ما يتراوح بين 15 و 20 مليون نسمة بحلول عام 2030، بل وسيكون المطار واحداً من أكبر المطارات في العالم من أجل أن يرفع الطاقة الاستيعابية إلى 120 مليون مسافر بحلول عام 2030، كما يستهدف الوصول إلى 185 مليون مسافر، ومرور ما يصل إلى 3.5 ملايين طن من البضائع بحلول عام 2050، تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية والمبادرات الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية، ودعم جهود السعودية في تنويع الاقتصاد، حيث من المتوقع أن يسهم المشروع بنحو 27 مليار ريال سنوياً في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بجانب استحداث 103 آلاف فرصة وظيفية. كان قد تحدث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في يناير 2021 في مبادرة مستقبل الاستثمار عن مستهدفات استراتيجية الرياض وسعيها إلى تحويل عاصمة السعودية إلى واحدة من أكبر عشر اقتصادات مدن العالم، بسبب أن الرياض تمتلك ميزات تنافسية تزخر بها باعتبارها القوة الشرائية الأكبر في الشرق الأوسط، نظراً لما تملكه من حجم وتأثير اقتصادي ضخم، وتتضمن الاستراتيجية ست ركائز وهي: النمو الاقتصادي في شتى القطاعات، تطوير الكوادر الوطنية مع استقطاب أفضل المواهب العالمية، تحسين جودة الحياة، التخطيط الحضري المكاني على مستوى عالمي، الحوكمة الحصيفة لممكنات وموارد الرياض، تطوير هوية عالمية للرياض تعزز الدور العالمي للعاصمة من الناحية الاقتصادية والسياسية والثقافية، بالإضافة إلى تعزيز قدرتها التنافسية، من خلال 26 برنامجاً قطاعياً تتضمن أكثر من 100 مبادرة نوعية وأكثر من 700 مشروع رائد في شتى القطاعات وفي جميع أنحاء العاصمة، لتصبح الرياض من أفضل المدن العالمية. خصوصاً وأن الدولة تتجه نحو تحقيق مشروع الرياض الخضراء وهي أحد مشاريع الرياض الأربعة الكبرى، حيث يعد المشروع من أهم المشاريع البيئية، وأحد أكبر مشاريع التشجير طموحاً في العالم، حيث يغطي التشجير في مشروع الرياض الخضراء معظم مساحة ومكونات العاصمة المكونة من 137 حياً بهدف رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء لـ16 ضعفاً عما هي عليه حالياً، وهي في نفس الوقت تدعم أهدافاً بيئية أخرى تتوافق مع التزامات السعودية لمكافحة التغير المناخي عالمياً.
مشاركة :