كتب محمد المرشد: كما هو معروف.. فإنّ كأس العالم 2022، سيكون الرقصة الأخيرة بالنسبة لكريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، فهل يستطيع أحدهما الفوز بجوهرة التاج العالمية لكرة القدم؟ هل يمكن أن يتوّج ميسي أو رونالدو مسيرتهما المضيئة في عالم كرة القدم من خلال رفع لقب بطولة كأس العالم 2022. مع أكثر من 1600 هدف وما يقارب 50 لقباً جلبهما كلتا الأسطورتين لأنديتهما ومنتخبات بلادهما، فقد نقل هذان الرمزان العالميان كرة القدم إلى بُعد مختلف، يكفي ما حققاه من استمرارية طوال الـ17 عاماً الماضية وهما في قمة مستويات كرة القدم وأعلاها. الجدل الذي احتدم منذ عقدين من الزمن من الآن من هو الأفضل: ميسي أم رونالدو؟ يمكن لمن يفوز بكأس العالم 2022 أن يعطي لنفسه أفضلية وعلو كعب على الآخر وربما يُصنف أحد منهما لو تمكن من تحقيق الكأس العالمية بأفضل لاعب في تاريخ كرة القدم. مع التاريخ الكبير لكلا اللاعبين، خصوصاً على صعيد الجوائز الفردية، ورغم فوز البرغوث ميسي بجائزة الكرة الذهبية أكثر من الدون رونالدو (7 مرات لميسي مقابل 5 مرات لرونالدو) إلا أن الكثيرين يعتبرون أن هذا ليس معياراً لمنح أحدهما أفضلية على الآخر. يظهر كل منهما للمرة الخامسة في تاريخ نهائيات كأس العالم 2022، لعب ميسي 21 مباراة وسجل 8 أهداف بينما سجل رونالدو نفس عدد الأهداف في 18 مباراة فقط. دخل رونالدو التاريخ في نهائيات كأس العالم بمشاركته هذه، حيث أصبح أول لاعب يسجل في خمس نهائيات متتالية من بطولة كأس العالم. هل يستطيع ليو ميسي الفوز بكأس العالم؟ كان المنتخب الأرجنتيني مرشحاً فوق العادة لتحقيق لقب بطولة كأس العالم 2022، إلا أن الهزّة التي تلقاها التانغو الأرجنتيني أمام الأخضر السعودي في المباراة الافتتاحية ساهمت في خفض نسبة التوقعات. يخوض اللاعب الأرجنتيني الأكثر تمثيلاً وتسجيلاً للأهداف لمنتخب بلاده نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة على التوالي، وطوال مشاركاته السابقة لم يترك ميسي أي بصمة تُذكر سوى دوره الرئيسي في وصول الأرجنتين للمباراة النهائية في مونديال 2014 ثم الخسارة أمام ألمانيا بهدف نظيف وضياع حلم تحقيق اللقب. لعب ميسي مسيرته كاملةً على صعيد المنتخب تحت ظلّ الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا، الذي قاد منتخب بلاده إلى المجد في بطولتي 1978 و1986 وتمت الإشارة إلى ليو باعتباره خليفة مارادونا اللاعب الذي يعتبره الكثيرون الأعظم في التاريخ. بينما يتفوق ميسي على مارادونا في مسيرته على صعيد الأندية، إلا أنه مازال بعيدا كل البعد عما قدمه مارادونا للمنتخب، فوز ميسي بلقب بطولة كوبا أمريكا 2021 ثم تحقيقه لقب مونديال هذا العام فإنه سينهي كل الجدل ليُصنف ليو على الأقل بالنسبة إلى الأرجنتينيين اللاعب الأعظم في التاريخ. هل يستطيع كريستيانو رونالدو الفوز بكأس العالم؟ سيكون ضرباً من المستحيل الحديث عن ليونيل ميسي بدون أن يُذكر كريستيانو رونالدو، خصوصاً لو أننا نتحدث عن بطولة كأس العالم أو الجدل حول اللاعب الأفضل في التاريخ. شهدت كرة القدم وصراعاتها بين رونالدو وميسي واحداً من أكثر العروض الممتعة والمثيرة، خصوصاً أنّ كليهما ساهم في استمرارية الآخر بأعلى مستويات كرة القدم طوال عقدين من الزمن. يهدف CR7 إلى إنهاء مسيرته الكروية مع لقب كأس العالم، وهو ما سيرفع من ادعائه الشخصي ويؤكد عليه بأنه الأعظم على الإطلاق. كان رونالدو صاحب الفضل الكبير بالنسبة لأفضل لحظة في تاريخ الكرة البرتغالية، عندما قاد برازيل أوروبا إلى الفوز ببطولة يورو 2016 وهو أعظم لقب دولي في تاريخ البرتغال. رونالدو، هو الأكثر مشاركة في المباريات بتاريخ المنتخب البرتغالي برصيد 192 مباراة كما أنه هدّاف كرة القدم على مرّ عصورها وتاريخها برصيد 118 هدفاً حتى لحظة كتابة هذا التقرير. يريد كريستيانو الآن، قيادة البرتغال إلى أكبر لقب دولي ويمتلك اللاعبون من الثقة ما يمكنّهم من تحقيق اللقب خصوصاً بعد فوزهما بلقب بطولتيّ يورو 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019. هناك جيل من المواهب الذي يحمل آمال الكرة البرتغالية بجانب كريستيانو رونالدو من أمثال: جواو فيليكس، برونو فرنانديز، بيرناردو سيلفا وربن دياز وغيرهم، وإن ضاعت هذه الفرصة على المنتخب البرتغالي فقد لا نراهم يتوجون بالبطولة العالمية حتى عشرات السنوات القادمة. يحمل رونالدو العديد من الألقاب والأرقام القياسية لعل أبرزها: أعظم هداف في دوري أبطال أوروبا، الأكثر صناعة للأهداف في دوري أبطال أوروبا، هدّاف بطولة أمم أوروبا، الهدّاف التاريخي لكرة القدم. أرقام كافية لأن تضع رونالدو كأعظم لاعب في التاريخ، لكن الفوز سينهي هذا الجدل، وقد يخسر ميسي لقب (GOAT) الأعظم في كل الأوقات لصالح كريستيانو رونالدو.
مشاركة :