العمل التطوعي .. عطاء إنساني بلا حدود

  • 12/5/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

جدة ـ البلاد عملت المملكة ممثلة في الجهات ذات العلاقة على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي ليكون وفق نهج مجوَّد يحفز على التبني المجتمعي والتنظيم والتمكين وصولاً إلى مليون متطوع ومتطوعة نهاية عام 2030م؛ في ظل مشاركتها دول العالم في الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع الذي يصادف 5 ديسمبر من كل عام، بإطلاق العديد من الفعاليات والمبادرات، بمشاركات الجهات الحكومية والخاصة والجمعيات الخيرية المختلفة. وتسلط هذه الفعاليات تحت مظلة وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المقامة في المجمعات التجارية والمرافق العامة، الضوء على العمل التطوعي والتنافس فيه بين الشباب والشابات، بالإضافة إلى تنفيذ العديد من المبادرات التطوعية في مختلف محافظات ومناطق المملكة، والعمل على تدريب وتأهيل المتطوعين؛ تعزيزاً لقيم العمل التطوعي الذي تضمنته مستهدفات الرؤية الطموحة، في مسعى غايته إدراك الأثر الإيجابي الفاعل للعمل التطوعي على الفرد والمجتمع. حاضنة سعودية وكما أطلقت الوزارة “يوم التطوع السعودي” بدءاً من العام 2020م، وذلك امتداداً لمبادراتها المتعلقة بالعمل التطوعي؛ التي من بينها: تدشين المنصة الوطنية للعمل التطوعي التي تعد حاضنة سعودية للعمل التطوعي، توفر بيئة آمنة تخدم وتنظم العلاقة بين المتطوعين والجهات الموفرة للفرص التطوعية في المملكة، حيث إن المنصة مربوطة بمركز المعلومات الوطني ومنصة “أبشر”، وتسهم في وصول المتطوعين للفرص التطوعية بكل يسر وسهولة. وكرست الوزارة جهودها ليكون نهج العمل التطوعي يتسم بالجودة المحفزة على التبني المجتمعي والتنظيم والتمكين بما يجسد قيم المواطنة والعطاء، بوصف العمل التطوعي سمة المجتمعات الحيوية؛ لدوره في تفعيل طاقات المجتمع، وإثراء الوطن بمنجزات أبنائه وسواعدهم؛ ليشكل التطوع المجتمع السعودي على الأصعدة كافة ومختلف المجالات. واليوم العالمي للتطوع أقرته الأمم المتحدة عام 1985م للتعريف بالعمل التطوعي وإبراز جهود المتطوعين، وتحفيز شرائح المجتمع كافة للمشاركة في المبادرات التطوعية التي تُطلَق في ذلك اليوم لتغطي مختلف الأصعدة، فيكون هذا اليوم ملتقًى سنوياً يعزز في المجتمع إحساس البذل والعطاء، وذلك في لفتة شكر وعرفان للمتطوعين في أنحاء العالم، تقديراً لجهودهم المبذولة، إلى جانب تعزيز ثقافة التطوع لدى المجتمعات. تحفيز الشباب وفي السياق نفسه أظهرت نتائج استطلاع آراء الشباب السعودي حول العمل التطوعي “اهتمام ورغبة عالية لدى الشباب للعمل التطوعي بنسبة بلغت 84 %”، حيث توزع هذا الاهتمام بشكل متساوٍ بين الذكور والإناث. وكشف الاستطلاع الذي بلغ حجم عينته 1126 فردًا من مختلف مناطق المملكة، مثلت نسبة الذكور 64 % والإناث 36 %، أن هناك اهتمامًا ورغبة عالية لدى الشباب للعمل التطوعي، حيث يتفق غالبية الشباب على أن الحصول على فرص العمل التطوعي في المجتمع السعودي “سهلة” بنسبة أعلى مثلت 48 %، بينما 27 % يرون أنها “صعبة”، و11 % يرون أنه لا تتوفر فرص تطوعية. مع ملاحظة أن 14 % من الشباب السعودي لا تصل لهم معلومات كافية عن فرص العمل التطوعي. وأشار الاستطلاع الذي أجراه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام التابع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، إلى أن 70 % من الشباب قرأوا أو سمعوا عن أهمية وإيجابيات التطوع، بينما 30 % لا تتوفر لديهم فكرة عن ذلك. وأوضح أن 45 % من الشباب سبق لهم المشاركة في الأعمال التطوعية خلال المدة الماضية، منهم 68 % تحققت توقعاتهم من العمل التطوعي. وتمثلت أهم الأسباب التي تمنع الشباب الذين لم يسبق لهم المشاركة في الأعمال التطوعية في “عدم توفر الوقت لديهم” بنسبة بلغت 49 %، يلي ذلك “عدم المعرفة بالحصول على الفرص التطوعية”، بنسبة 24 % ثم “صعوبة الحصول على فرص تطوعية” بنسبة 13 %، بينما 12 % يبررون ذلك بأنه لم يتم الطلب منهم للمساهمة في الأعمال التطوعية. فيما جاء ترتيب المحفزات التي تجذب الشباب للعمل التطوعي في “خدمة المجتمع” بنسبة مثلت 22 %، ثم “المحفزات التقديرية” بنسبة 16 %، يلي ذلك “المحفزات المالية” بنسبة 12 % ثم “تحقيق الذات والشعور بالرضا” بنسبة 7.5 % ثم “تعلم القيم والأخلاق” بنسبة 7 %، كما أن هناك محفزات أخرى ذات أهمية تمت الإشارة إليها بنسبة 5 % تقريباً لكل منها تمثلت في “اكتساب المعارف والمهارات” و”بناء العلاقات الاجتماعية” و”التطوير الوظيفي” و”احتساب الساعات التطوعية في العمل والدراسة” و”بيئة العمل التطوعي”. عمل إنساني ولا شك أن للتطوع أهمية في تفعيل مجالات العمل الانساني إضافة إلى انعكاس خدمات المتطوع على الوطن اقتصاديا وبيئياً واجتماعياً، كما أن ثقافة التطوع لها تأثير يعود بالنفع للمجتمع وهو من المبادرات اللحظية بلا هدف أو شرط مادي أو معنوي، فضلا عن أن العمل التطوعي يجعل الفرد جزءًا من التنمية المجتمعية الحديثة، ويعزز روح الولاء والانتماء للمجتمع، كما أن أتمتة الخدمات أفادت الكثير من المتطوعين وأسهمت بتطبيق القوانين، إلى جانب أن العمل التطوعي يُشيع المحبة والوئام بين المتطوعين والمجتمع كاملًا. وليس هذا فحسب بل أن الكلمة الطيبة عطاءٌ ممتد، كون المتطوع يحظى بقيمة عالية في المجتمع وأثره ممتد، والمتطوعون يعبرون عن اللحمة الوطنية والتكاتف الاجتماعي لتحقيق رسالة الوطن. تعزيز التلاحم وكما أن للتطوع دوراً مهماً في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة وهناك العديد من المبادرات التي أسهمت بشكل كبير في تعزيز التلاحم الوطني والتعايش المجتمعي من خلال التطوع والتي تخدم مفهوم الحوار ونشر قيم التسامح والتعايش بين مختلف الأطياف الفكرية”. كما أن انطلاقة المنصة الوطنية للعمل التطوعي دافع كبير لتوسعته وانتشاره، وهي المنظم الحقيقي للأفراد والمؤسسات المهتمة به لمنفعة عامة للمجتمع، المنصة تهدف لأن تكون حلقة وصل بين الجهات التي لديها فرص تطوعية، والأفراد من منسوبيها الراغبين في التطوّع؛ من جهات حكومية أو قطاع خاص، مما يعزز ثقافة العمل التطوعي ونشرها لدى الجمهور، لتكون محفزاً لمنسوبي بعض الجهات الحكومية التي نهجت نهجاً متقدماً في ترسيخ مفهوم التطوّع بين منسوبيها. وما إن انطلقت المنصة حتى تسابقت الجهات الحكومية بإنشاء مراكز تطوّع في أجهزتها، وبدأت الاهتمام بنشر ثقافة هذا العمل النبيل والإنساني. فوزارة التعليم مثلاً استقطبت منسوبيها الراغبين في العمل التطوعي لتكون ساعات عمل تطوعي في جميع المجالات؛ لتُضاف لهم في الأداء الوظيفي، فأوجدت وكالة الموارد البشرية ممثلة بالإدارة العامة للتطوير من إيجاد فرص تطوعية لنحو 8500 فرصة، وتسجيل 192 متطوعاً، و110 جهات موفرة لفرص تطوعية، فبلغت ساعات ما يقرب من (10.900.000) ساعة تطوعية، وعقد 53 ورشة عمل، وبلغ العائد الاقتصادي 8.865.243 ريالاً.

مشاركة :