جلالته يؤكد موقف البحرين الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني إيمان راسخ بأن الحوار والنهج السلمي ضرورة حتمية لتسوية الصراعات استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، في قصر القضيبية أمس، فخامة الرئيس إسحاق هيرتزوغ رئيس دولة إسرائيل الذي يقوم بزيارة رسمية للمملكة، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. وقد رحب جلالته في بداية الاستقبال بالرئيس الإسرائيلي، معربا عن تطلعه في أن تسهم زيارته في تعزيز وتنمية علاقات البلدين. وجرت للرئيس الضيف مراسم استقبال رسمية، حيث عزفت الفرقة الموسيقية السلام الوطني الإسرائيلي والسلام الملكي البحريني. بعد ذلك عقد حضرة صاحب الجلالة جلسة مباحثات رسمية مع فخامة الرئيس الإسرائيلي، بحضور صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. وقد تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم بإلقاء كلمة هذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم فخامة الرئيس إسحق هيرتزوغ، الحضور الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرحب بكم فخامة الرئيس والوفد المرافق في زيارتكم لمملكة البحرين، ونحن على ثقة بأن هذه الزيارة لها دور مهم في توطيد العلاقات بين بلدينا، ودعم تطلعاتنا المشتركة على صعيد ترسيخ السلام والتنمية المستدامة في المنطقة والعالم وتمثل فرصة لتعرفكم من قرب على جمال التنوع الديني والثقافي في بلادنا، وروح الود والتسامح والتعايش السلمي بين أبناء مجتمعنا الكرام من جميع الأديان والأعراق، تأكيدا لإيماننا بقيم السلام والإخاء والتعاون بين البشر. ونثمن بكل التقدير التطورات التي شهدتها العلاقات بين بلدينا، منذ توقيع اتفاق المبادئ الإبراهيمية، وإعلان تأييد السلام، ما يفتح آفاقا أرحب أمام نشر ثقافة السلام وتعزيز الأمن والاستقرار والسلم في منطقة الشرق الأوسط والعالم . فخامة الرئيس، إن مملكة البحرين، لديها إيمان راسخ بأن الحوار والنهج السلمي والحضاري ضرورة حتمية لتسوية الصراعات والنزاعات الإقليمية والدولية، وضمان حقوق البشرية في الأمن والنماء والازدهار، مؤكدين موقفنا الثابت والداعم لتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والذي سيؤدي إلى الاستقرار والنماء والازدهار للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي وجميع شعوب المنطقة . مرة أخرى نرحب بكم فخامة الرئيس، والوفد المرافق، متطلعين إلى نتائج مثمرة تسهم في توطيد العلاقات والتعاون المشترك بين بلدينا، متمنين لكم إقامة سعيدة. بعد ذلك ألقى فخامة الرئيس الإسرائيلي كلمة هذا نصها: صاحب الجلالة، هذه لحظة عظيمة وإنني أفتخر بكوني هنا في مملكة البحرين. إنكم في المقدمة في صنع التاريخ في المنطقة حيث يجتمع اليهود والمسلمون ويتقدمون معا بسلام. إنها عملية طويلة ولكنها لا تعد حلما فقط كما نرى الآن حيث يجتمع بلدانا لأجل السلام وتعد مملكة البحرين ودولة إسرائيل سباقتين لتحقيق هذا الهدف ولنجتمع مع باقي الدول التي تسعى إلى تحقيق ذلك. وهذا يصب في مصلحة بلدينا وشعبينا وكذلك في مصلحة دول وشعوب المنطقة والعالم أجمع. صاحب الجلالة، أتواجد في مملكة البحرين بصحبة الوفد المرافق الذي يضم نخبة من ممثلي قطاعات الاقتصاد والتجارة في إسرائيل ونتطلع جميعا إلى العمل مع ممثلي هذه القطاعات في مملكة البحرين. ونؤكد كذلك تطلعنا للعمل على تقوية العلاقات بين شعب إسرائيل وشعب البحرين. شكرا لكم على حسن الضيافة والاستقبال كما نقدر ونشكركم على صداقتكم وهذا ما سيقوي علاقاتنا بشكل أكبر لمصلحة شعبينا. وشكرا وبحث جلالته وفخامته العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع بمسار التعاون المشترك إلى آفاق أوسع وأشمل بما يخدم المصالح المتبادلة ويعزز الجهود المشتركة لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لدول وشعوب المنطقة. كما تركزت المباحثات على سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والعلمية، والتقنية، وكذلك في مجالات الصحة والتعليم والشباب والسياحة والثقافة، وتدارس سبل تشجيع التواصل بين القطاع الخاص وتبادل الزيارات والوفود الرسمية، لما من شأنه زيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين، بما يعود بالخير والنفع على البلدين. وأكد الجانبان أهمية مواصلة العمل على تفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين في المجالات الحيوية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز دور اللجان الاقتصادية المشتركة في الارتقاء بالتعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين لما من شأنه خدمة المصالح المشتركة. كما أكد جلالة الملك المعظم وفخامة الرئيس الاسرائيلي أن اتفاق المبادئ الإبراهيمية وإعلان تأييد السلام بين البلدين، يجسدان عزم البلدين على تعزيز قيم السلام والتعايش والإخاء، وترسيخ التسامح والتعايش بين الأديان والمعتقدات، والعمل المشترك على بناء علاقات تعاون بناء ومثمر يؤدي إلى تحقيق الخير والنماء والاستقرار والازدهار لما فيه خير وصالح شعوب المنطقة. وبحث الجانبان مستجدات الأوضاع في المنطقة، والتحديات الإقليمية والدولية الراهنة، وأكدا ضرورة مواصلة بذل مزيد من الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية والعمل على حماية أمن المنطقة واستقرارها وتعزيز جهود إحلال السلام الدائم والتعايش المبني على الثقة والاحترام المتبادل، ومكافحة الإرهاب والتطرف والعنف لما فيه خير شعوب المنطقة والعالم. من جانبه أعرب الرئيس الإسرائيلي عن شكره لجلالة الملك المعظم على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعن تقديره لجهود جلالته لترسيخ قيم السلام والتسامح والتعايش بين الأديان والمعتقدات، وتكريس حوار الحضارات والثقافات، مشيدا بزيارة قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان لمملكة البحرين، وما دلت عليه من مكانة رفيعة للمملكة على الصعيد العالمي. وقد أقام حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم مأدبة غداء تكريما لفخامة الرئيس الإسرائيلي والوفد المرافق. وقد تشكلت بعثة الشرف برئاسة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية.
مشاركة :