أثار تداول تصريحات «قديمة» للإعلامي الراحل مفيد فوزي تضمنت خلافاً في وجهات النظر مع الداعية الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، جدلاً واسعاً في مصر، وتم تداول لقاءات تلفزيونية سابقة مع الإعلامي الشهير عبر صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية. وأعاد متابعون نشر حوارات سابقة للإعلامي والصحافي مفيد فوزي، الذي وافته المنية (الأحد) عن عمر ناهز 89 عاماً، والتي تحدث فيها عن خلافه مع الداعية الشهير محمد متولي الشعراوي، وعلى الرغم في أن فوزي أكد في تصريحات تلفزيونية لاحقة أنه «أخطأ في التعامل مع الشيخ محمد متولي الشعراوي، عندما أجرى معه مقابلة صحافية في وقت سابق»، فإن استدعاء التصريحات القديمة أثار جدلاً واسعاً. وأضاف فوزي في لقاء تلفزيوني آخر: «هناك شهوة صحافية جعلتني أخطئ بعض الشيء في التعامل مع الشيخ الشعراوي عندما أجريتُ لقاءً معه، مما جعله يغضب مني على الرغم من العلاقة الطيبة التي كانت بيني وبينه». ومن بين تصريحات فوزي عن الشيخ الشعراوي والتي أثارت الجدل قوله إنه «مهَّد الطريق أمام الفكر المتطرف والطرق الصوفية في مصر، بالإضافة إلى أنه قام بتحريض بعض الفتيات على ارتداء الحجاب». ويتمتع الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي رحل عن العالم عام 1998 بشعبية كبيرة لدى الكثير من المصريين، حيث اشتهر بتفسيره لآيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية عبر التلفزيون المصري طوال سنوات. واشتهر الإعلامي مفيد فوزي ببرنامجه «حديث المدينة»، الذي أسس فيه لمدرسة الصحافة التلفزيونية في الإعلام المصري، وكان يرفض لقب مذيع، مؤكداً أنه مجرد «محاور». ووصفت الدكتورة ليلى عبد المجيد، العميد الأسبق لكلية الإعلام في جامعة القاهرة، «استدعاء تصريحات سابقة للإعلامي مفيد فوزي وإعادة نشرها في يوم وفاته» بأنه «غير مهني وغير أخلاقي»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «التصريحات التلفزيونية التي أثارت الجدل قديمة، وقد أدلى مفيد فوزي بتصريحات أخرى لاحقة يوضح فيها ما أُخذ عليه، والأمر مجرد خلاف وتباين في وجهات النظر بين شخصين يتمتعان بشعبية بين الناس»، موضحةً: «إعادة نشر التصريحات مرة أخرى في يوم وفاة مفيد فوزي يتعارض مع أخلاقيات المهنة والذوق العام الذي يحترم الموتى، صحيح أنه من حق الجميع مناقشة الآراء المختلفة لأي شخص، لكن ليس بهذا الشكل». ورأت عبد المجيد أنه «لا يوجد سبب مهني واضح لاستدعاء هذه التصريحات القديمة، لذلك أعتقد أنه تم بسوء نية، بهدف إثارة الجدل»، على حد تعبيرها.
مشاركة :