شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب الجلالة السلطان عبدالله رعاية الدين المصطفى بالله شاه ملك ماليزيا الصديقة الذي يقوم بزيارة عمل إلى الدولة مراسم توقيع اتفاقية امتياز تاريخية بين شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» وشركة النفط والغاز الوطنية الماليزية «بتروناس» للمنطقة البرية «رقم 1» في أبوظبي التي تحتوي موارد غير تقليدية. وتعد أول اتفاقية لترسية امتياز للنفط غير التقليدي على مستوى منطقة الشرق الأوسط.. فيما تستند الاتفاقية التاريخية إلى علاقات التعاون الوثيقة بين دولة الإمارات ومملكة ماليزيا، وتعد المرة الأولى التي تستثمر فيها شركة ماليزية في امتيازات استكشاف النفط والغاز في أبوظبي.. وتجسد ترسية هذا الامتياز الثقة الكبيرة في موارد النفط غير التقليدية الغنية القابلة للاستخراج في الإمارة. وبموجب شروط الاتفاقية التي تمتد مدة ستة أعوام، ستحتفظ «بتروناس» بحصة 100% في حقوق تشغيل الامتياز، لاستكشاف وتقييم الموارد غير التقليدية في «المنطقة البرية رقم 1» والتي تغطي مساحة تزيد على 2000 كيلومتر مربع في منطقة الظفرة في إمارة أبوظبي. وقع الاتفاقية كل من معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ«أدنوك» ومجموعة شركاتها وتنجكو محمد توفيق الرئيس والرئيس التنفيذي لمجموعة «بتروناس». وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان الجابر: «تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة بمد جسور التعاون وبناء شراكات استراتيجية تسهم في تحقيق أقصى قيمة ممكنة من موارد الدولة الهيدروكربونية، يسرنا التعاون مع "بتروناس" من خلال هذه الاتفاقية التاريخية لامتياز نفط غير تقليدي والتي تمثل مرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي في قطاع الطاقة بين دولة الإمارات ومملكة ماليزيا الصديقة اللتين تجمعهما علاقات وثيقة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، كما تؤكد مكانة الدولة كونها وجهة استثمارية مفضلة وموثوقة». وأضاف: «بصفتها إحدى أهم موردي النفط والغاز الأقل كثافة في مستويات الانبعاثات، فإن "أدنوك" مستمرة في الاستغلال الأمثل والمسؤول للموارد الهيدروكربونية الغنية في أبوظبي للمساهمة في نمو وتطور الاقتصاد المحلي ودعم أمن الطاقة العالمي، ونحن نتطلع إلى التعاون مع "بتروناس" للاستفادة الكاملة من موارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخراج في المنطقة البرية رقم 1». وتتيح ترسية هذا الامتياز على شركة «بتروناس» الاستفادة من خبرة «أدنوك» الطويلة في مجال نشاطات الاستكشاف السابقة للعمليات التمهيدية وتوظيف خبرة «بتروناس» العالمية في مجال عمليات استكشاف موارد النفط غير التقليدية، حيث تتمتع الشركتان بالتزام راسخ وبسجل حافل في إدارة عمليات الاستكشاف والإنتاج بشكل مسؤول مع التركيز على إنتاج النفط والغاز بأقل مستوى انبعاثات. من جانبه، قال تنجكو محمد توفيق: «إن ترسية هذا الامتياز يشكل تطوراً مهماً بالنسبة لشركة "بتروناس" ونحن سعداء بشراكتنا المثمرة مع "أدنوك" والتي تستند على العلاقات الثنائية الوثيقة والممتدة بين دولة الإمارات وماليزيا». وأضاف: «إننا نشعر بالفخر لترسية هذا الامتياز على شركة بتروناس لاستكشاف وتقييم الموارد غير التقليدية من خلال التعاون مع شركة أدنوك التي تمتلك رؤية تواكب العصر وتستشرف المستقبل». وقال: «إن هذه الشراكة تؤكد الخبرة الواسعة والمتخصصة التي طورتها "بتروناس" من خلال عملها في مجال الموارد غير التقليدية لأكثر من عقد من الزمان في كل من كندا والأرجنتين. ونحن نتطلع للاستفادة من خبرتنا وتوظيفها في تطوير موارد الطاقة عالمية المستوى في أبوظبي، كما تجسد هذه الشراكة توسعة شركة بتروناس لمحفظة أعمالها في مجال موارد الطاقة غير التقليدية على المستوى العالمي لتشمل دولة الإمارات». وبعد مرحلة تقييم ناجحة يمكن للشركاء إبرام اتفاقية امتياز إنتاج تسري لمدة 30 عاماً تبدأ من تاريخ ترسية الامتياز الأول على شركة «بتروناس» ويكون لـ «أدنوك» خيار الاحتفاظ بحصة 50% في امتياز الإنتاج.. فيما تتيح منطقة الامتياز مزيداً من فرص خلق وتعزيز القيمة المحلية لدولة الإمارات طوال مدة الامتياز. ووفق الاتفاقية ستساهم «بتروناس» مالياً في مشروع المسح الجيوفيزيائي ثلاثي الأبعاد الضخم الذي تنفذه «أدنوك» والذي وفَر بالفعل بيانات دقيقة عن منطقة الامتياز، بجانب استفادتها من البيانات والمعلومات التي وفرها المشروع بشأن منطقة الامتياز. وتقدر موارد النفط غير التقليدية القابلة للاستخراج في أبوظبي بنحو 22 مليار برميل من النفط الخام الخفيف والحلو، مقارنة بصنف «مربان» خام النفط القياسي لإنتاج «أدنوك» من النفط منخفض الكربون.. فيما تمتلك هذه الموارد التي جرى التحقق منها بشكل مستقل قدرات إنتاجية تقارن بأكبر الموارد غير التقليدية في أميركا الشمالية من حيث الإنتاج.
مشاركة :