وانضمت البرازيل، الوحيدة المشاركة في 22 نسخة من المونديال، إلى اصحاب الأوزان الثقيلة في ربع النهائي حيث تلتقي أيضاً الأرجنتين بطلة 1978 و1986 مع هولندا الوصيفة ثلاث مرات، وفرنسا حاملة اللقب مع إنكلترا بطلة 1966، فيما ودّعت ألمانيا بطلة العالم أربع مرات وبلجيكا ثالثة 2018 باكراً من الدور الأول. في الدقيقة 36 من المباراة الأخيرة على استاد 974 في الدوحة الذي سيُعاد تفكيكه بالكامل، كانت البرازيل متقدمة 4-0 عبر فينيسيوس جونيور (7)، نيمار (13 من ركلة جزاء)، ريشارليسون (29) ولوكاس باكيتا (36)، لتكون ثاني مرة تسجيل البرازيل 4 أهداف في الشوط الاول في كأس العالم منذ 1954 ضد المكسيك، فيما سجّلت كوريا الجنوبية هدفاً شرفياً جميلاً في نهاية المباراة عبر سيونغ-هو بايك (76). تنفّست البرازيل الصعداء مع تعافي نجمها نيمار المصاب بالتواء في كاحله في المباراة الأولى ضد صربيا، ابعده عن مواجهتي سويسرا (1-0) والخسارة الأولى ضد منتخب إفريقي أمام الكاميرون (0-1). قلّص الفارق إلى هدف مع بيليه صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف الدولية مع البرازيل (77) والوحيد المتوج بثلاثة ألقاب في المونديال. تزامن ذلك مع وعد الاسطورة بيليه (82 عاماً) الذي يخضع للعلاج في المستشفى اثر التهاب رئوي بدعم سيليساو "سأشاهد المباراة من المستشفى وساشجع كل واحد منكم". كما اصبح نيمار ثالث برازيلي يسجل في ثلاث نسخ من كأس العالم بعد بيليه (1958 و1962 و1966 و1970) ورونالدو (1998 و2002 و2006). الحديث عن بيليه صعب قال نيمار "من الصعب الحديث عن بيليه في هذه اللحظة. نتمنى له الأفضل وان يتعافى في اسرع وقت. آمل في ان يكون قد استمتع بهذا الفوز.. لم اكن اتوقع أبدا الوصول الى هذه الارقام". ورافق النحس نجم باريس سان جرمان الفرنسي في البطولات الكبرى: اصابة بظهره في ربع نهائي مونديال 2014، أخرى بمشط قدمه اجبرته على خوض روسيا 2018 دون لياقة بدنية مكتملة، وغياب عن كوبا أميركا 2019 عندما توّجت بلاده باللقب. أما زميله الشاب فينيسيوس جونيور، فتحدث عن المواجهة المقبلة في ربع النهائي "كرواتيا فريق صعب بلغ نهائي النسخة الاخيرة. يملكون لاعبين جيدين ويجب ان نكون مستعدين لمواجهة الأفضل في كل دور". وبدت الفوارق كبيرة بين المنتخبين، فبلغت البرازيل ربع النهائي مرة ثامنة توالياً، رغم تواجد هداف توتنهام الإنكليزي هيونغ-مين سون، ليتأجل سعي "محاربي تايغوك" في تكرار انجاز بلوغ نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخهم بعد 2002 على أرضهم، في أفضل نتيجة لمنتخب آسيوي. هاتريك ليفاكوفيتش واحتُكم إلى أول ركلات ترجيحية في البطولة بعد تعادل كرواتيا واليابان 1-1 على استاد الجنوب في الوكرة، كان بطلها حارس الأولى دومينيك ليفاكوفيتش الذي صد 3 ركات يابانية من أصل اربع (3-1). وكانت اليابان أفضل بداية مع افتتاح دايزن ماييدا التسجيل (43)، لكن المخضرم إيفان بيريشيتش عادل مطلع الثاني (55). وسارت كرواتيا على خطة تشكيلة 2018 التي اقصت الدنمارك وروسيا من ثمن وربع النهائي بركلات الترجيح، في طريقها إلى النهائي. واصبح حارس دينامو زغرب الثالث في تاريخ المسابقة يصدّ 3 ركلات ترجيح في مباراة واحدة، بعد البرتغالي ريكاردو عام 2006 ضد إنكلترا ومواطنه دانيال سوباشيتش الذي يعتبره قدوة له مع الإسبانيين دافيد دي خيا وإيكر كاسياس، في 2018 ضد الدنمارك. قال الحارس البالغ 27 عاماً "تابعت تقليد سلفي. أعتقد انه غريزة أكثر من أي تحليل للاعب المسدّد أمامكم.. لا أعتقد انها كانت ركلات صعبة الصد، لم تكن ركلات مثالية، واشكر الله على ذلك". وعن انجازات الحارس، قال القائد المخضرم لوكا مودريتش "ليفي صنع معجزة اليوم. كانت مباراة مرهقة وصعبة"، مضيفا ان "فاتريني" (اللهب) "لا يعرف الفوز دون دراما"، في إشارة الى خوض بلاده التمديد 6 مرات في سبع مباريات اقصائية في البطولات الكبرى. وفيما قال مدرب كرواتيا زلاتكو داليتش "لا تستهينوا بالكروات"، اشاد مدرب اليابان التي تسببّت باقصاء ألمانيا في دور المجموعات، هاجيمي مورياسو بانجاز ليفاكوفيتش "لا اعتقد اننا رضخنا للضغوط، اعتقد ان الحارس كان رائعاً". أضاف "خاض لاعبو اليابان 120 دقيقة ببراعة ومن سددوا ركلات الترجيح تحلوا أيضا بالشجاعة". ومع اقصاء اليابان وكوريا الجنوبية، وقبلهما أستراليا السبت، تكون قارة آسيا خسرت كل ممثليها، بعد ان حصدت أكبر حضور لها في ثمن النهائي.
مشاركة :