لا يوجد حديث عن التوظيف والبحث عن الكفاءات واستقطاب المتميزين، إلا وتأتي المهارات الناعمة على لسان المسؤولين مهما كانت تلك المنظمات حكومية أم خاصة. هذا يعطي أهمية وأولوية لتلك المهارات التي أصبحت أحيانا تتجاوز قيمة المؤهلات، والسؤال لماذا لا يتم التركيز على هذه المهارات بدءا من المدارس؟ توجد المهارات الناعمة في بيئة الإدارة والعلاقات الإنسانية، وهذه المهارات متعددة ومتنوعة، لكن هناك مهارات تعد لب وجوهر المطلوب في سوق العمل مثل التواصل والتحفيز والإنصات والذكاء الاجتماعي وحل المشكلات والتفاوض وغيرها من المهارات النوعية. ورغم أهميتها إلا أن هذه المهارات غائبة عن مدارسنا؟ حقول التعليم وتحديدا ما قبل الجامعة، مرحلة مهمة في صقل وتنمية وتعزيز وأيضا اكتشاف المهارات الناعمة لدى الطلاب، ما يساعد على تكوينها وتشكيلها في شخصية الطلاب. هذا يتطلب أن يجيد المعلمون أولا المهارات الناعمة، لأنهم سينقلونها إلى الطلاب من خلال الممارسة. هذا الدور التربوي بمنزلة تطبيق عملي يسهم في غرس الثقة بالنفس لتنمية هذه المهارات لضمان استمرارها كسلوك تربوي في المرحلة الدراسية وإدارية في المستقبل. دعونا نتخيل أن الطالب يأتي إلى المرحلة الجامعية وهو يعرف جيدا مواطن القوة والضعف في المهارات التي لديه. هنا يستطيع الطالب أن يعزز ويطور المهارات التي لديه ويقوي المهارات التي تحتاج إلى دعم بحضور الدورات والمحاضرات أو التوجيه من قبل أساتذة الجامعات. هذا الخيال يقودنا إلى كيف سيكون وضع الطلاب بعد تخرجهم من الجامعات أو المؤسسات التعليمية، وهم محملون بالحد الأدنى من المهارات الناعمة! بالمختصر أغلب المؤشرات تدل على أن الوضع الحالي والمستقبلي يعتمد كليا على المهارات الناعمة، فهل خططنا لذلك من المدرسة؟
مشاركة :