اشتهرت حروب إيري جزئيا لأنها كانت موضوع كتاب "فصول من حروب إيري" 1871، الذي اشترك في تأليفه هنري آدامز وتشارلز فرانسيس آدامز جونيور، حفيدا الرئيس الأمريكي جون كوينسي آدامز. حـذر الأخوان آدامز أيضا قراءهما من التركيز على الجشع الخاص واستحثاهما على التركيز على السياسة. عندما أقرأ وصفهما لفاندربيلت، لا يسعني سوى التفكير في إيلون ماسك، وهو يصرح في استرخاء على تويتر. "لقد جمع بين القوة الطبيعية الفردية والقوة المصطنعة التي تتمتع بها الشركات. تمثل عبارة الدولة أنا، وأنا الدولة الشهيرة، التي جاءت على لسان لويس الـ14، موقف فاندربيلت فيما يتعلق بسككه الحديدية. لقد أدخل على نحو غير واع القيصرية إلى حياة الشركات... فاندربيلت ليس سوى بشير بقدوم طبقة من الرجال الذين سيمارسون داخل الدولة سلطة أوجدتها الدولة، لكنها أعظم من أن تتمكن من السيطرة عليها". تمثل الشركات ـ سكك إيري الحديدية وتويتر، وسكك نيويورك سنترال الحديدية وميتا ـ للوهلة الأولى مخلوقات قانونية من صنع الدولة، وكان فاندربيلت بالفعل نذيرا بقدوم تلك "الطبقة من الرجال" الذين يتمتعون بقدر كبير من السلطة اليوم. إلى حد ما، لم يخل انهيار FTX من الداخل من مفارقة ساخرة، لأن والدة بانكمان فرايد، أستاذة القانون في جامعة ستانفورد والفيلسوفة باربرا هـ. فرايد، كتبت واحدة من أرقى الدراسات البحثية حول مفهوم مختلف تماما لقوة الشركات، مثال المنفعة العامة. ركزت تقارير إخبارية على ما يفترض أنه مقال كاشف بقلم باربرا فرايد، حيث كتبت أن الرغبة في تحديد وجهة "اللوم الشخصي" تسببت في "تدمير العدالة الجنائية والسياسة الاقتصادية". لكنها كانت محقة. كان من الأفضل لو لجأ متابعو ملحمة FTX إلى كتابها الذي لا غنى عنه بعنوان، "الهجوم المتصاعد على مبدأ عدم التدخل في الاقتصاد، روبرت هيل وأول قانون وحركة اقتصادية"، الذي نـشـر في 1998، عندما كان ابنها في السادسة من عمره. زعم هيل، أستاذ القانون والاقتصاد في جامعة كولومبيا، بلا كلل، أن السكك الحديدية والشركات مثل المرافق الكهربائية التي توفر خدمات عامة أساسية يجب أن تكتسب معدل عائد "عادل" على استثماراتها، نظرا إلى تكاليف الإنتاج التي تتحملها، لكن ليس أكثر من ذلك ـ وبالتأكيد ليس التقييمات المالية السخيفة في أسواق رأس المال المتضخمة بالائتمان. ليس من الواضح ما إذا كانت العملات الرقمية المشفرة تقدم أي خدمة عامة أساسية، وإن كنت أتفق مع حكم ماسيمو أماتو ولوكا فانتشي من جامعة بوكوني بأن العملات الرقمية المشفرة، في تحدي النظام النقدي العالمي الحالي، "تطرح السؤال الصحيح، لكنها تعطي الإجابة الخاطئة". من الأسهل أن نسوق حجة المرافق العامة لمصلحة شركات وسائط التواصل الاجتماعي. الواقع أن المبادئ التنظيمية، مثل "المرافق العامة"، تستحق إعادة الاكتشاف. وغيرها لا يستحق. وإليها، أود أن أضم التقدير المفرط للبيروقراطية الخانقة أثناء قسم كبير من القرن الـ20، التي استنزفت دينامية روح المغامرة. المشكلة هي أن الدينامية عندما عادت إلى الظهور بقوة في تسعينيات القرن الـ20 النيوليبرالية، عادت معها فجوات التفاوت الأوسع وسط ثروات التكنولوجيا المكتشفة حديثا، فضلا عن قدر كبير من الاحتيال والأفعال المنافية للقانون من جانب الشركات. الحق أن كثيرا مما تقدره شركات التكنولوجيا الكبرى جدير بالثناء، من المرح "وهو أمر طيب" إلى الإبداع المذهل. لكن انهيار FTX، والاضطرابات التي اجتاحت تويتر وميتا، كشفت مرة أخرى عن التكاليف المترتبة على الإيمان الأعمى بروح المغامرة والثروة. إن الدولة لا تملك تـرف ترك الأمور ذات الأهمية العامة الحيوية، بما في ذلك مدخرات المواطنين ووسائل الاتصال العامة الرئيسة، لنزوات وأهواء أصحاب مليارات من ورق تحركهم أوهام صبيانية. خاص بـ «الاقتصادية» بروجيكت سنديكيت، 2022.
مشاركة :