بيروت رويترز أعلن السياسي المسيحي اللبناني، سمير جعجع، قبوله بترشيح منافسه على الرئاسة، ميشال عون، للمنصب الشاغر منذ عامٍ ونصف العام والمقتصر دستورياً على أبناء الديانة المسيحية. وربط جعجع، وهو زعيم حزب القوات، بين قراره وما سمَّاه اقتراب البلاد من الهاوية. وقال خلال مؤتمرٍ صحفي أمس في بيروت بحضور عون «بِتنا قاب قوسين أو أدنى من الهاوية، فكان لابد من عملية إنقاذ غير اعتيادية، ومهما كان ثمنها سنضع فيها كل إقدامنا وجرأتنا ونكراننا للذات»، داعياً قوى 14 آذار إلى تأييد ترشيح عون المنتمي إلى قوى 8 آذار. وسبق للرجلين حمل السلاح ضد بعضهما بعضاً إبان الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990 فيما يُسمَّى «حرب الإلغاء». وعلى مدى العقد الماضي؛ ظل كل منهما على طرفي نقيض من الانقسام السياسي. وذكر جعجع، الذي ظلَّ مرشحاً للرئاسة عن قوى 14 آذار لأكثر من عام، أن قراره دعمَ منافسه صدر بعد مشاورات ومداولات داخل الهيئة التنفيذية لحزب القوات. واعتبر تنازله خطوةً «تحمل الأمل بالخروج مما نحن فيه إلى وضع أكثر أماناً واستقراراً وحياةً طبيعية». ولم تتضمن ورقة التفاهم التي قرأها خلال المؤتمر الصحفي أفكاراً استفزازية للطرفين (8 و14 آذار). وجاء فيها أن إسرائيل دولة عدوة. ودعت الورقة إلى «إقرار قانون جديد للانتخابات يراعي المناصفة الفعلية وصحة التمثيل، بما يحفظ قواعد العيش المشترك ويشكل المدخل الأساسي لإعادة التوازن لمؤسسات الدولة». ووجَّه زعيم «القوات» خطابه إلى الساسة قائلاً «أدعو جميع الفرقاء والأحزاب والشخصيات المستقلة إلى الالتفاف حول ترشيح العماد عون .. علَّنا نخرج من حالة العداء والاحتقان والانقسام التي نحن فيها إلى حالة أكثر وفاقاً وتعاوناً عنوانها الوحيد الأساس المصلحة الوطنية العليا ولا شئ سواها». فيما تعهد عون، وهو مؤسس «التيار الوطني الحر» وقائد سابق للجيش إبان الحرب الأهلية، بالالتزام بجميع ما جاء في ورقة التفاهم. وبشأن خلافاته مع جعجع في الماضي؛ قال «إذا تكلَّمنا عن الماضي؛ فيجب الخروج منه كي نستطيع بناء المستقبل، كما لا يجب أن ننساه كي لا نكرره». وفي حال انتخابه؛ استبعد عون (80 عاماً) التعامل كيدياً مع أحد، وتعهد بأن يكون غطاءً لجميع المواطنين. وتطلَّع إلى إجماع نواب البرلمان على انتخابه رغم وصفه الخطوة بالمستحيلة. بدوره؛ توقَّع المحلل السياسي وكاتب العمود في جريدة «النهار» اللبنانية، نبيل بومنصف، تغييرات «دراماتيكية» في المشهد اللبناني «بسبب هذه الخطوة».
مشاركة :