أشاد رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية بالتجربة الصينية في التنمية، وخاصة الإنجازات التي حققتها الصين خلال هذا العقد، وكذلك طرحها لمبادرة الحزام والطريق. كما تعهد بمواصلة بذل الجهود الدؤوبة لدفع الصداقة المغربية الصينية إلى الأمام. وقال محمد خليل، رئيس جمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية، خلال مقابلة أجرتها وكالة أنباء ((شينخوا)) معه مؤخرا، إنه شهد شخصيا التغيرات والتطورات التي مرت بها الصين منذ بداية الانفتاح في سبعينات القرن الماضي، وهي إنجازات لا مثيل لها في التاريخ والعالم بأجمعه. خليل، هو من أوائل الطلاب المغربيين الذين سافروا إلى الصين، انتقل في عام 1978 لهناك لدراسة الطب التقليدي الصيني بعد أن سمع بالإقبال الشديد على الفرقة الصينية التي كانت تمارس الوخز بالأبر في مدينة سطات المغربية، حيث ألهمه نجاحها في علاج الكثير من الأمراض بدراسة هذا المجال. وفي ضوء ذلك، قال "حينما وصلت إلى الصين آنذاك، لم تكن مثل الصين اليوم... لكن بدأت الصين شيئا فشيئا تتغير، وبدأ المجتمع كذلك شيئا فشيئا يتطور"، وذلك قبل مغادرته للصين في عام 1986. وتابع قوله "حينما عدت إلى الصين بعد 12 عاما، وجدت أن الصين لم تعد تلك الصين التي تركتها. كان هناك تغير كبير جدا وتطور سريع جدا في شتى المجالات"، مضيفا "وهذا أدهشني شخصيا لدرجة أنني لم أعرف الطريق إلى جامعتي التي درست فيها، حيث أُزيلت أحياء بسيطة كانت بها عمارات تتكون من طابق واحد إلى 4 طوابق، لأتفاجأ بعمارات شاهقة وطرق واسعة وحديثة. وأيضا في فترة دراستي، كانت الدرجات الهوائية أو الحافلات الكهربائية أو العادية أكثر وسائل التنقل انتشارا. ولكن بعد عودتي، وجدت سيارات عديدة وحديثة مختلفة الأشكال." وأفاد "أعتقد أنه لا توجد أي دولة في العالم أو في التاريخ، حققت هذا النمو السريع مثلما حدث في الصين." وفي الوقت نفسه، أكد الخبير على أن "ما يُميز العشر سنوات الأخيرة، تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، هو أن الصين شهدت تطورا نوعيا، حيث استطاعت عدد من المناطق المتطورة أن تساعد المناطق الداخلية، في تحقيق النمو والتطور،" مشيرا إلى أنه ايضا في تلك الفترة، تمكنت الصين من القضاء على الفقر، وهو شيء مهم للغاية، حيث انتشلت ما يقرب من 100 مليون شخص يعيشون في الريف الصيني من الفقر. وقال "لا أظن أن هناك دولة أخرى استطاعت أن تقوم بما قامت به الصين في هذا المجال،" مضيفا أن الصين لم تكتف بذلك فحسب، بل تُهيأ أيضا للشعب الصيني ما يُسمى بالحياة الرغيدة. ومن جهة أخرى، أشار إلى أنه على الرغم من أنه الآن يقوم بزيارة الصين مرة أو مرتين كل عام، إلا أنه في كل مرة، يرى تطورا كبيرا في المناطق المختلفة التي يزورها. وعلى الصعيد العالمي، أكد على أن الصين قدمت إسهامات بارزة للنمو العالمي خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث طرحت عدة مبادرات، منها مبادرة الحزام والطريق. وأشار إلى أنه في إطار تلك المبادرة، وقعت 149 دولة اتفاقيات تعاون مع الصين، ومن بينها المغرب في عام 2017. وشدد على أن هذه المبادرة تلعب دورا هاما للغاية في تحقيق التنمية والتعاون بين الدول، قائلا "إنها لا تصب في مصلحة الدول المشاركة بها أو الصين فحسب، بل إنها في نهاية المطاف تصب فيما يُسمى برابح-رابح." وفي نفس الوقت، أشاد أيضا بمبادرات أخرى طرحها الرئيس شي، بما في ذلك مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي. واستعراضا لتجربة حصوله على "جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية"، التي منحها الرئيس الصيني شي جين بينغ لـ10 شخصيات عربية في القاهرة خلال زيارته إلى مصر في عام 2016، قال خليل "لقد كانت مفاجئة بالنسبة لي، فكانت تلك اللحظة التي التقينا فيها بالرئيس الصيني لحظة لا تُنسى، كانت بالنسبة لي شرفا كبيرا وعظيما جدا. إن لقائى بزعيم دولة عظمى مثل جمهورية الصين الشعبية، هذا يعد فخرا بالنسبة لي، كما يعد فخرا لجمعية الصداقة والتبادل المغربية الصينية." وأكد على أن هذه الجائزة زادت حماسه، ودفعته إلى مضاعفة الجهود المبذولة في تنمية العلاقات المغربية الصينية، قائلا "منذ ذلك الوقت إلى الآن، قمنا بتكثيف الأنشطة بين المغرب والصين، كما قمنا بعدة مبادرات كانت لها أطيب الثمار، ومازلنا مستمرين في هذه المجهودات التي أتمنى أن تكون لها انعكاسات عظيمة على العلاقات بين البلدين والشعبين المغربي والصيني."■
مشاركة :