الدوحة - بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع المستشار الألماني أولاف شولتس مساء الإثنين سبل تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، إضافة إلى تطورات إقليمية ودولية وذلك بعد الانتقادات الألمانية التي طالت ملفات حقوقية على خلفية تنظيم الدوحة للمونديال وكذلك عقب توقيع اتفاق للطاقة بين البلدين. ووفقا لوكالة الأنباء القطرية الرسمية، فان الشيخ تميم تلقى اتصالا من شولتس أعرب خلاله عن تهانيه للشيخ تميم بمناسبة استضافة قطر حاليا لبطولة كأس العالم لكرة القدم، متمنيا التوفيق للمنتخبات المشاركة ما يشير إلى أن ألمانيا التي خرجت من البطولة تريد تجاوز تداعيات الانتقادات التي وجهتها لقطر بسبب موقفها من رفض رفع أعلام وشارة المثليين خلال المونديال وللحفاظ على استثمارات تصل لنحو 25 مليار يورو. وانطلقت البطولة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وتستمر حتى 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري بمشاركة 32 منتخبا، وهي تُقام للمرة الأولى في دولة عربية مسلمة وفي منطقة الشرق الأوسط. وتصدرت ألمانيا الدول الأوروبية المنتقدة لملفات حقوقية في قطر خاصة فيما يتعلق بحقوق العمال وكذلك المثليين وقرار منع الكحول خلال المباريات حيث ظهر لاعبو المنتخب الألماني وهم يقومون بحركات احتجاج رفضا لتكميم الأفواه قبل اول مباراة لهم في الدورة. وأثارت حركة وزير الداخلية الألمانية نانسي فيزر كذلك بخلع سترتها وابراز شارة المثليين على ذراعها خلال تواجدها في احد ملاعب الدوحة في تحد للتعليمات والضوابط القطرية استياء من الجانب القطري. وكانت فيزر وهي أيضا مسؤولة على الشؤون الرياضة في بلادها قد استبقت زيارة قطر وحضور مباراة المنتخب الألماني ضد نظيره الياباني، بانتقادات حادة لقطر على خلفية سجلها في حقوق الإنسان ودعت إلى عدم منح حق استضافة المونديال لأي دولة لا تحترم حقوق الإنسان وجعل هذه الأمر من ضوابط الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم ما مثل موقفا رسميا مناهضا لقطر. كما جرى خلال الاتصال بين امير قطر والمستشار الالماني بحث سبل تعزيز وتنمية علاقات التعاون والصداقة بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصاد والطاقة، بالإضافة إلى مناقشة أبرز التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي، بحسب الوكالة القطرية. وفي 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلن وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي أن شركة قطر للطاقة (مملوكة للدولة) وقَّعت مع شركة "كونوكو فيليبس" اتفاقيات من شأنها أن ترسل من الدولة الخليجية مليوني طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا إلى ألمانيا لمدة 15 عاما بداية من 2026. ويبدو ان الانتقادات الألمانية لملف حقوق الإنسان في قطر لم تؤثر على التعاون في المجال الطاقي بين البلدين فيما وصف موقف برلين بالنفاق. ويظهر جليا ان الحكومة الألمانية تسعى لوضع قوس تنهي به الخلافات مع الجانب القطري حيث لم تعد ملفات الحقوقية هامة مع قرب انتهاء المونديال ورغبة برلين في مواجهة تداعيات نقص الغاز مع دخول فصل الشتاء وللحفاظ على استثمارات قطرية هامة. وكان وزير الصناعة والتجارة القطري الشيخ محمد بن حمد بن قاسم آل ثاني اكد في مايو/ايار الماضي ان حجم حجم التبادل التجاري بين دولة قطر وألمانيا نما بنحو 79%، ليبلغ حوالي 3 مليارات دولار خلال 2021 وفق وكالة الانباء القطرية. ووفق معطيات اقتصادية تمتلك قطر اسهما في أهم المجموعات التجارية والمصرفية الألمانية فهي أكبر مساهم في مجموعة "فولكس فاغن" العملاقة لصناعة السيارات بحصة تبلغ قيمتها 9 مليارات دولار. كما تمتلك الدوحة حصصا في شركة "سيمنز" للتكنولوجيات وغيرها من الشركات الألمانية العاملة في مجال التكنولوجيا والشحن وصناعة الأدوية. واكد الوزير القطري ان هنالك العديد من الاتفاقيات الموقعة مع المانيا في مجالات الصحة، والرياضة، والإعلام، وعلم الآثار، والطاقة الشمسية، والثقافة، والصناعة، والتجارة، والطيران المدني، والنقل الجوي وبالتالي فان برلين غير مستعدة لخسارة كل تلك الامتيازات والاستثمارات. ومع دعم الدول الأوروبية لأوكرانيا في الحرب الروسية المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، خفضت موسكو إمدادات الغاز الطبيعي المستخدم لتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء وصناعة الطاقة؛ ما أدى إلى أزمة طاقة تغذي التضخم حيث ظهر ان ألمانيا من أكثر الدول المتضررة من هذا القرار.
مشاركة :