اعتبر خبراء وباحثون في جلسة «دور السياسات في قيادة الابتكار التقني في مجال الفضاء» ضمن اليوم الختامي من «حوار أبوظبي للفضاء»، أن سن التشريعات الملزمة للدول والمؤسسات، هي أحد أهم المقومات التي من شأنها تنظيم عمليات استكشاف الفضاء. وناقشت الجلسة، متطلبات الابتكارات السريعة في مجال تكنولوجيا الفضاء، وحاجتها الملحة إلى بيئة وسياسات استباقية وسريعة الاستجابة، وبحثت كيفية استعداد الهيئات الإدارية للابتكارات المستقبلية في مجال الفضاء، وأكثر الأساليب نجاحاً في دفع عجلة الابتكار والتطوير، وأهم التقنيات التي يمكن أن تحدث تحولاً كبيراً في استخدامنا للفضاء. وشارك في الجلسة كل من جوناثان هونغ الرئيس التنفيذي لمؤسسة سنغافورة للعلوم والتكنولوجيا، والدكتور راي أو. جونسون الرئيس التنفيذي لمعهد الابتكار التكنولوجي (TII)، وكيرين شاحر نائب مستشار الشؤون القانونية في وزارة الخارجية الإسرائيلية، ود. رولف دنسينغ مدير العمليات في وكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، وسيمونيتا دي بيبو مدير إس إي إي لاب (مختبر تطوير اقتصاد الفضاء)، وأستاذة ممارسة في اقتصاد الفضاء في كلية إس دي إيه بوكوني للإدارة. وأجاب المشاركون في الجلسة التي أدارها البروفيسور نيل موريسيتي مساعد العميد لشؤون السياسات العامة في كلية العلوم الهندسية بكلية لندن الجامعية، عن التساؤلات المطروحة بشأن الاختراعات والابتكارات الفضائية، في المرحلة المقبلة، وفوضى الأقمار الصناعية ومخلفاتها في الفضاء. مؤشرات إيجابية وقال جوناثان هونغ إن هناك أكثر من 90 دولة مؤهلة للقيام بإرسال أقمار إلى الفضاء، ومؤكداً أن من المتوقع ازدياد الأعداد خلال المرحلة المقبلة، وأن هناك مؤشرات إيجابية لتنامي الاستخدام السلمي للفضاء. وأشار هونغ إلى أننا بحاجة إلى حوكمة عالمية لتنسيق المرور في الفضاء وأن الأمم المتحدة هي الجهة المؤهلة للقيام بذلك. استثمار الموارد وقال الدكتور راي أو. جونسون، إن دولة الإمارات قامت بإنجازات عظيمة في فترة قياسية، وعملت على الاستثمار الأمثل للموارد لدعم الابتكار، مشيراً إلى أن المعهد يضم 580 شخصاً، من 71 جنسية، منهم 140 فرداً من دولة الإمارات. وأضاف «تلعب مساحة الدولة وعدد السكان دوراً مهماً في دعم الإبداع، فبعض الدول صغيرة المساحة لديها منهجيات متطورة لدعم الإبداع، كما أن التشريعات تلعب دوراً مهماً في دعم الإبداع». وتابع «تأخذ التشريعات وقتاً طويلاً، لذلك علينا خلق البيئة الصالحة للإبداع وتشجيع الناس للقيام بالشيء الصحيح». وأشار جونسون إلى غياب التشريعات الخاصة التي تجابه فوضى اختراق قوانين الفضاء، واقترح أن يكون هناك قوانين على غرار القوانين البحرية. حيث إن أي عمل خاطئ قد يؤثر على الجميع، لافتاً إلى أن الابتكار لعب دوراً عظيماً في الكثير من الأشياء، وهناك ملايين الدولارات أنفقت في صناعة الفضاء التي هي جزء من الابتكارات. تمويل الإبداع من جانبها قالت كيرين شاحر إن إسرائيل دولة صغيرة، وإن هناك العديد من البرامج المتطورة التي تمولها الحكومة لبناء ثقافة الإبداع، ومجابهة المخاطر التي تحد من عمليات الخوف من الابتكار، كما أنها تمتلك برنامجاً لبناء مجتمعات الإبداع، حسب الطلب، فيما تجتمع الجهات المعنية وتناقش الأولويات، وخلق الفرص، والعمل على تحقيقها. فرص للشباب من ناحيته قال د. رولف دنسينغ إن هناك الكثير من الشباب والطاقات والمواهب القادرة على الابتكار والإبداع، وهناك فرص عظيمة للاستثمار في الابتكار، متوقعاً أن تمتلك الكثير من الدول تقنيات وابتكارات الفضاء خلال السنوات العشر المقبلة. دعوة للتعاون وذكرت سيمونيتا دي بيبو إن الجميع مدعو للتعاون في مجال صناعة الفضاء، باعتبارها صناعة تعتمد على الجهد الجماعي، لذلك فالحكومات والقطاع الخاص مدعوان للتعاون لإنجاح هذه الصناعة. وتطرقت بيبو إلى أهمية تأطير احتياجات الفضاء، لمصلحة العالم بأسره، مشيرة إلى أنه يجب طرح أفكار وابتكارات تعالج التغير المناخي، وأن نتعاون جميعاً من أجل تحقيقها. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :