حرب أوكرانيا.. هل تؤدي لانهيار حلف الناتو؟

  • 12/7/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وتأسيس حلف الناتو لمواجهة التمدد السوفيتي، فقدت أوروبا الكثير من استقلالها الاستراتيجي والعسكري لصالح حلف الناتو، وبطبيعة الحال لصالح الولايات المتحدة. فمن أجل أن ينعم سبعة وتسعون بالمئة من سكان أوروبا بالمظلة العسكرية والنووية لحلف الناتو، تم دمج الأنظمة الدفاعية والهجومية للجيوش الأوروبية داخل منظومة الحلف. ولكن مع دخول الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب البيت الأبيض، ورفعه شعار أمريكا أولا، علت أصوات  أوروبية بضرورة صياغة استراتيجية عسكرية أوربية مستقلة. وهو ما أكد عليه مشروع الاستقلال الأوروبي الاستراتيجي الذي طرحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام ألفين وواحد وعشرين. كما أن ألمانيا وقّعت اتفاقات مع 14 دولة أوروبية لتأسيس درع السماء الذي سيوفر نظام دفاع جوي أوروبي متطور. كذلك اتفقت كل من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا على مشروع نظام القتال الجوي الأوروبي المستقبلي بهدف تطوير الطائرة الحربية الأوروبية يورو فايتر تايفون. بيد أن حرب أوكرانيا أجبرت أوروبا على صرف النظر عن صياغة استراتيجية عسكرية مستقلة عن حلف الناتو. ورغم أن جميع دول الاتحاد الأوربي باستثناء النمسا وأيرلندا وقبرص ومالطا، أعضاء في الناتو، إلا أنهم لا يغطون سوى عشرين بالمئة من موازنته، لأن دولا أخرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وكندا والنرويج وتركيا، تتكفل بثمانين بالمئة من موازنة أقوى حلف عسكري في العالم. حول هذه المحاور دار الجزء الأول من برنامج مدار الغد. من برلين، قال دانيال بومر رئيس تحرير صحيفة دي فيلت، ردا على سؤال حول من الأكثر استفادة من الناتو أوروبا أم أمريكا؟، قال إنه يعتقد أن الفوائد التي يحصل عليها الأوربيون غير متنازع عليها وغير مشكوك بها بالنسبة للفوائد الأمريكية، دائما أمريكا تقول إنها تدعم هذه البلدان وهذا الجدل يتنامى وهذه من أكثر النقاط التي أثارها ترامب بأن الناتو يسبب خسارة للولايات المتحدة. وأضاف الكاتب: “بالنسبة للأوروبين هناك فائدة واضحة وهي تؤثر على طريقتهم في التفكير، الكثير من الأوروبيين في العقود الماضية أخذوا أمنهم كمنحة، يمكنك أن تؤمن نفسك فقط بأن تكون سلمي وتتفاوض مع كل من حولك ولا تحتاج إلى سلاح لحماية نفسك بتجاهل أنهم محميين من قِبل أسلحة قوية جدا وهي الأسلحة الأمريكية”.   ومن بروكسل، قال كريستين إدوارد المسئول السابق في الناتو، إن الناتو هو مؤسسة حكومية والقرارات التي تتخذ فيه قائمة على مبدأ الإجماع، ليس ممكنا أن يكون هناك مهمة عسكرية أو عملية عسكرية ما لم توافق كل الحكومات عليها، وكانت هناك حالات في الماضي حيث أرادت الولايات المتحدة وعدد قليل من البلدان شن عمليات محددة ولكن دول أوروبية أخرى رفضت وبالتالي لم تتم العمليات عبر الناتو. وأضاف المسؤول أنه كان في الناتو وحضر عديد من الاجتماعات بالحلف، والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر نفوذا في الحلف، وعندما حدث غزو العراق عام 2003، فرنسا وألمانيا كانتا ضد هذه الفكرة، وبالتالي الولايات المتحدة ودول أخرى قاموا بالغزو ولكن ليس عبر الناتو فلم تكن عملية تابعة للحلف، ومن ناحية أخرى في 1999 عندما قرر الناتو شن غارات جوية ضد صربيا كل الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة وافقت على شن هذه العملية تحديدا. أما الجزء الثاني من حلقة “مدار الغد” فقد ناقش سعي حلف الناتو إلى صياغة استراتيجية عسكرية مختلفة، حيث أنه في ظل التصعيد المتبادل بين الغرب وروسيا يعمل الحلف على صياغة استراتيجية عسكرية جديدة، لا سيما في أوروبا الشرقية لتعزيز قوته الردعية، ورغم تغير البيئة الدولية والسياقات التاريخية التي نشأ فيها الناتو تغيرا جذريا، إلا أن روسيا ظلت تمثل التهديد الأول والأكبر للحلف، وظل الحلف كذلك يتمدد شرقا دون توقف.. فإلى أي نقطة سيتمكن الحلف من وصولها؟ من واشنطن، قال داكوتا وود المسئول السابق في البنتاجون، إنه إذا ما تحدثنا عن غزو روسيا لأوكرانيا فهذا يظهر سياسات الغزو والعسكرية لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكانت هناك محاولات أن تظل العلاقة جيدة بين موسكو والشعب الأوكراني، إلا أن بوتين قام بإصدار أمر الغزو، وعندما تدخل القوة العسكرية فالوضع يتغير وهناك تهديد لفنلندا والسويد ورومانيا ودول أخرى في شرق أوروبا. وحول الأزمة الروسية الأوكرانية، أضاف داكوتا أنه  حتى الآن هناك وضع متأزم، فروسيا تدمر الاقتصاد الأوكراني وشبكات الاتصالات والبنية التحتية ومات آلاف الأوكرانيين في الدفاع عن بلدهم. وتابع: “هذا مثال على أن روسيا تتبنى سياسة عسكرية، أما على الجانب الغربي فالدول تساعد أوكرانيا للدفاع عن نفسها وأعتقد أن الشهور القادمة وخاصة في الشتاء سيكون هناك “اختبار إرادة” بين الجانبين. من القاهرة، قال بهاء محمود الباحث في الشئون الأوروبية بمركز الأهرام للدراسات، إن الواقع يقول أن الناتو لم يكن  يحتاج لقوة أخرى، فدول مثل أوكرانيا أو أي دولة من دول شرق أوروبا لن تكون إضافة عسكرية كبيرة لحلف الناتو، وبالتالي هو ليس في حاجة إليها، كما أن الوضع كان مستقر في أوكرانيا أو شبه مستقر منذ 2014، والمناورات التي قام بها الحلف شرق أوروبا مطلع العام الجاري كانت من أسباب تفجر الأوضاع في أوكرانيا.

مشاركة :