ضمن نشاط منتدى الثلاثاء، نظَّم " بيت الشعر" بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية حملت عنوان: "الوطن… مسيرة وعطاء" استباقا وتزامناً مع احتفالات الدولة بيوم الشهيد واليوم الوطني الواحد والخمسين، شارك فيها الشعراء: أحمد حبيب آل غريب، كوثر عبدالحفيظ، رعد أمان، وجميل داري، بحضور مدير البيت الشاعر محمد عبدالله البريكي، وبهذه المناسبة، قال الشاعر البريكي: "نعيش اليوم فرحة الوطن بيومه الوطني 51، ويوم الشهيد الذي ضحى بحياته من أجل حياة الآخرين، وفرحة فوز بيت الشعر بالشارقة بجائزة الأمير عبدالله الفيصل في دورتها الرابعة عن أفضل مشروع لخدمة الشعر العربي، وهو فوز للشارقة والمشروع الثقافي الذي يرعاه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونهديه هذا الفوز، ونسأل الله أن يوفقنا لبذل مزيد من الجهد والعطاء لتحقيق رؤيته". وأدار مفردات الأمسية الشاعر محمد بابا حامد، الذي هنأ باليوم الوطني ويوم الشهيد، وفوز بيت الشعر بالشارقة بجائزة الأمير عبدالله الفيصل للشعر العربي، وقدم الشعراء بما يليق بحضورهم، وهنأ الإمارات حكومة وشعبا بعيد الاتحاد، المناسبة الوطنية الأغلى على قلب كل مواطن ومقيم بأرض الإمارات. قصائد الشعراء استلهمت قصة توحيد الإمارات واتحادها على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ومجهوداته العظيمة في ذلك، والتي شكلت لوحات إنسانية راسخة في القلوب وإلهاما متجددا كل ذكرى. كما احتفت قصائد الشعراء بيوم الشهيد الذي يجسد لمسة وفاء للرمز الخالد الذي قدم روحه فداء لوطنه وجسرا لعبوره للسلام والطمأنينة، ويعلي قيم الشهادة السامية، وذلك في لغة شعرية صادقة وبليغة، عبر من خلالها الشعراء عن محبتهم وسعادتهم بالمناسبة، وغردوا على غصون الإنسانية والوطنية والسلام. القراءة الأولى كانت للشاعر الدكتور أحمد حبيب آل غريب بقصيدة مرفوعة إلى الإمارات في عيدها، وهنأها بلهفة محب صادق، جاء فيها: "أسْدى السّـلامَ وبـاركَ الوَهّــابُ/واسْـتبشرَ الأقْــــرانُ والأحْـبـابُ/جادَتْ ومِنْ لَهَفِ المُحبّ فصاحَتي/جَـذْلـى يُـداعـبُ بَحْرَها الإطـنـابُ/يا درّةَ الأكـوان بيتُــــك واحــدٌ/مُـتَوَحِّــدٌ كُــهْـــلانُـهُ وشَـبـابُ/مُـتآزريــنَ تلاحُــمًـــا وتعـاضُــدًا/بالْبِــرّ والتّــقوى معًــا، لا خـابـوا". وتابع مخاطبا الشهداء في قصيدة استحضرت قيم الشهادة ومكانة الشهيد في الدنيا والآخرة، مشيدا بدور الإمارات في نصرة المظلوم، وإعلاء قيم المروءة والأخوة، جاء فيها: "يا أيّـها الشّـهــداء إنّ يـقــيــنــنــا الْـــ/أحـيـاء أنتم رزقـكم مــوفـورُ/والله شــفّــعــكـم بأهـلٍ قـــربـةً/وقـرابةً سبعــيــنهـا مـأجــورُ". الشاعرة السودانية كوثر عبدالحفيظ شادية شدت بترنيمة العلا التي هنأت فيها الإمارات بيومها الوطني وذكرى الاتحاد، مشيدة بجهود المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه في توحيد الإمارات وقيادة ركبها نحو العلا والمجد، جاء فيها: "أشدو مع الصحب في أفراحِ باذخة/أرضِ الإمارات أرض الخير والرغد/إذ قام زايدُها ربانُ وحدتِها/يُرسي قواعدها سبعا على عمد/تحدو لنهضتها ركب السنين إلى/مجد ترسخ في التاريخ كالوتد/يا دار زايد دومي حرة أبدا/ترنيمة للعلا والحب والسعَدِ". وواصلت معبرة عن مشاعرها تجاه وطنها الثاني قائلة: "أتيت للبحر في شوق أعانقه/فحفني بحفي الموج لا الزبد/إن كان بالنيل لي أصل ومفتَخرٌ/فههنا موطني الثاني وذي بلدي". وكما حيّت شهيد الإمارات بقصيدة، جاء فيها: "كتب الشهيدُ على المدى بدمائه/سفر الفِدا فأضاءَ في عليائه/قي ومضة الصدقِ التي نطقتْ بها/شينُ الشهودِ بعبقري سخائه/إذْ باع لله العلي حياته/في صفقة ربحت خلود بقائه" الشاعر والإعلامي اليمني رعد أمان الذي افتتح قراءته بقصيدة بعنوان” وطن الشموخ” رسمت لوحة وفاء على صفحات التاريخ، وتغنت بيوم الاتحاد، وما يبثه من سنا في وجدان الوطن، يقول فيها: "عيدُ اتحادِ العزِّ فاضَ سناؤهُ/والشعبُ يرفلُ في ثيابِ تنعُّمِهْ/شعبٌ إذا سار الفَخارُ بمجدِهِ/تالى خُطاهُ كصِنوِهِ أو توأمِهْ". وكما أنشد قصيدة أشاد فيها بحكمة المغفور له الشيخ زايد التي ألهمت شعبه ومحبيه وقصيدة ثانية بيوم الشهيد، قائلا: "وطنٌ بوحدتِهِ المُصانةِ مُزدَهٍ/يشدو بشائدِ صرحِه ومعلِّمِهْ/يشدو"بزايدَ" كلما وضحَ الضحى/بالقائدِ الفذِّ الحكيمِ ومُلهِمِه".ْ واختتم الأمسية الشاعر السوري جميل داري الذي شدا للإمارات في عيدها بقصيدتين محملتين بأجمل المعاني في حب الإمارات، والإشادة بالمبادئ والأسس العظيمة التي قام عليها الاتحاد، يقول: "حيِّ الإماراتِ حمّالًا بها العلما/وعانقِ المجدَ خفاقًا ومبتسما/فزايدُ الخيرِ أحيا الأرضَ ميتةً/وراشدُ معهُ خيرُ الرجالِ هما/وسائرُ القادةِ الأفذاذِ قد وقفوا/عونًا ويدًا ممدودةً لهما/قد أسّسوا دولةً بالعدلِ قائمةً/فيها ترفرفُ راياتُ العلا نغما". وفي الختام كرَّم الشاعر محمد عبدالله البريكي الشعراء ومقدم الأمسية.
مشاركة :