متابعة: علي ميرزا حفل كأس العالم لكرة القدم في نسخته الواحدة والعشرين السابقة بذكريات بعضها سار وبعضها الآخر مؤلم فيما يتعلق بتسجيل ركلات الجزاء أو إهدارها، وفي الوقت الذي كان هناك لاعبون تخصصوا في حسم تسجيلهم لركلات الجزاء، فإنّ هناك على الطرف الآخر لاعبين متميزين قد أهدروا ركلات الجزاء وحطموا معها أحلام منتخباتهم في الصعود إلى الأدوار النهائية أو الحصول على اللقب ،وتزامنا مع منافسات كأس العالم في نسخته 22 والمستمر حتى 18 ديسمبر الجاري في قطر، سنلفت انتباه قرائنا في هذا التقرير إلى أشهر ركلات الجزاء المهدرة في تاريخ كأس العالم. وشهد كأس العالم إهدار العديد من ركلات الجزاء خاصة ركلات نقطة الجزاء التي ترجح فريقاً على آخر في مباريات خروج المغلوب ومن تلك المباراة النهائية التي أقيمت في أمريكا 1994 بين منتخبي البرازيل وإيطاليا، والمباراة النهائية الأخرى التي أقيمت في ألمانيا 2006 بين منتخبي إيطاليا وفرنسا. ورغم أن ركلات الترجيح بدأت في مونديال إسبانيا 1982، لكن بداية موجة إهدار اللاعبين الأساطير للركلات الترجيحية كانت في المكسيك سنة 1986. ميشيل بلاتيني(فرنسا): وكان بلاتيني في قمة نضجه الكروي إبان فترة الثمانينيات، وساعد منتخبه على الفوز ببطولة أوروبا 1984 أما في كأس العالم 1986 فقد شارك رغم الإصابة التي كان يشتكي منها، ومع ذلك كان أحد أهم لاعبي صفوف منتخبه الذي وصل إلى دور ربع النهائي ليصطدم بالمنتخب البرازيلي، وكانت المواجهة بين المنتخبين قد اتجهت إلى ركلات الترجيح بعد التعادل بهدف لكل منهما، وكانت الفرصة مواتية لفرنسا بالتقدم في ركلات الترجيح 4-3 كون البرازيل أهدرت الركلة الأولى، لكنه سدّد الكرة عالية في السماء، رغم أنّ بلاده فازت بأربعة أهداف مقابل ثلاثة للبرازيل. سقراطيس(البرازيل): ولم يكن النجم البرازيلي سقراطيس أفضل حظا من سابقه الفرنسي، إذ أضاع سقراطيس ركلة جزاء ترجيحية جمعت منتخبه بالمنتخب الفرنسي في دور الثمانية في كأس العالم 1986 ليودع منتخب البرازيل «السيلساو» البطولة. ومن المصادفة الغريبة في لقاء المنتخبين البرازيلي والفرنسي أنّ المباراة شهدت إضاعة ركلة جزاء في وقتها الأصلي عندما انبرى لها نجم السامبا زيكو، عندما كانت النتيجة بين المنتخبين تشير إلى التعادل بهدف لكليهما، دخل زيكو أجواء اللقاء في الشوط الثاني، بعدما كان على مقاعد البدلاء، وحصل بعدها بوقت قصير على ركلة جزاء، انبرى لها بنفسه، لكنه أخفق بوضعها داخل الشباك، مضيعا على «السامبا» فرصة قتل اللقاء، لا سيما أن منتخبه خسر المباراة بركلات الترجيح، وخرج من الدور ربع النهائي. ماردونا(الأرجنتين): ولم ينج الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرمندو ماردونا من الحظ العاثر مع ركلات الترجيح، إذ أهدر ركلة جزاء ضد يوغسلافيا في ربع نهائي مونديال 1990 بإيطاليا غير أنّ بلاده فازت 3-2، حيث تصدى حارس تومسلاف إيفكوفيتش للركلة، ولكن بعدها نجح مارادونا في تسجيل ركلة ترجيح في نصف النهائي ضد إيطاليا ليقود بلاده للنهائي على حساب أصحاب الأرض. باجيو(إيطاليا): قدم النجم الإيطالي روبرتو باجيو عرضا لافتا خلال مونديال 1994 مسجلا خمسة أهداف ليقود «الآتزوري» لخوض النهائي أمام منتخب البرازيل، وكان على باجيو أن يحرز هدفا للحفاظ على حظوظ منتخب بلاده بالتتويج باللقب، وكان الضغط هائلا عليه، غير أنه سدّد الكرة عالية في السماء، وتعدّ ركلة باجيو الجزائية المهدرة هي التي قادت البرازيل إلى أن تصبح بطلة للعالم، كأول منتخب يحقق المونديال 4 مرات، في أول نهائي تحسمه ركلات الترجيح، ولقد اعترف باجيو الذي سدد الكرة في السماء أن ذكرى هذه الضربة الحزينة باتت تطارده على مدار أشهر طويلة بعد النهائي. تريزيغيه(فرنسا): لجأ المنتخبان الإيطالي والفرنسي جراء التعادل بهدف لكل منهما إلى تنفيذ ركلات الترجيح لحسم لقب 2006 بعد أن أخفقا في الوصول إلى شباك المرمى خلال وقت التمديد، وركلات الترجيح يكون لها طعم آخر خاصة عندما تأتي في المواجهات النهائية، إذ إنّ إضاعة الركلة يترتب عليها نزول الكارثة على من يهدرها، ولم يكن أحد يتوقع أن يهدر الفرنسي تريزيغيه ركلة الجزاء رغم أنه كان واحدا من أفضل المهاجمين في أوروبا برفقة ناديه يوفنتوس، هذا الإهدار قاد منتخب إيطاليا للفوز 5-3 بركلات الترجيح على الديك الفرنسي، وتعدّ ركلة تريزيجيه الشهيرة التي ارتطمت بالعارضة هي الركلة الوحيدة المهدرة في نهائي مونديال 2006 بينما سجل بقية المتصدين لجميع ركلات الجزاء. جيان أسامواه(غانا): أهدر جيان أسامواه مهاجم منتخب غانا السابق، أحد أشهر الركلات المهدرة في تاريخ كأس العالم وذلك خلال مباراة بلاده مع أوروجواي في ربع النهائي مونديال 2010 الذي أقيم في جنوب أفريقيا. وكان لويس سواريز، مهاجم برشلونة السابق قد حال دون أن تسجل غانا هدف الفوز بإبعاد الكرة بيده ليخرج مطروداً، ويحصل منتخب النجوم السوداء على ركلة جزاء أهدرها جيان أسامواه، في ركلة لو كانت قد سجلت لمنحت إفريقيا لأول مرة مقعداً في نصف النهائي. شنايدر(هولندا): أهدر ويسلي شنايدر بطل حملة تأهل هولندا لنهائي كأس العالم 2010، ركلة جزاء ضد الأرجنتين في نصف نهائي 2014 الذي أقيم في البرازيل، هذه الركلة الجزائية الضائعة قد أجهضت أحلام بلاده بتكرار التواجد في النهائي العالمي، ركلة جزاء شنايدر كانت الثالثة لبلاده وجاء إهدارها ليمهد الطريق لمنتخب الأرجنتين للفوز 4-2 والتأهل للنهائي للمرة الأولى منذ 1990. باجيو وبلاتيني: ومن بين تلك الركلات الجزائية المهدرة تكمن ركلة جزاء روبيرتو باجيو نجم إيطاليا المهدرة في 1994، وركلة ميشيل بلاتيني نجم فرنسا، في 1986 والاثنتان كانتا ضد البرازيل واللاعبان كانا الأفضل في العالم قبل البطولة.
مشاركة :