توقيع اتفاقات بأكثـر من 110 مليارات ريال على هامش القمة السعودية الصينية الرياض – الوكالات: يبدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ زيارة للسعودية اليوم تستمر ثلاثة أيام، هي الاولى له لأكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم منذ عام 2016، حسبما أفادت أمس الثلاثاء وكالة الأنباء السعودية الحكومية. وسيعقد الرئيس الصيني لقاءات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على أن يشارك أيضا في قمتين خليجية-صينية وعربية-صينية يحضرهما قادة دول المنطقة. وقالت وكالة الأنباء السعودية إنّ الزيارة تأتي «بدعوةٍ كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود... وتعزيزاً للعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع المملكة العربية السعودية بجمهورية الصين الشعبية». وخلال القمتين مع الزعماء العرب، ستُناقش «سبل تعزيز العلاقات المشتركة في كافة المجالات، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي»، وذلك «انطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والدول العربية» مع الصين، وفقا للوكالة. وكان الرئيس الصيني، الذي ثبّته الحزب الشيوعي الصيني في اكتوبر الماضي في منصبه فترة ثالثة كأمين عام له، قد زار المملكة عام 2016. وقال المحلل السعودي علي الشهابي إن الزيارة تعكس «علاقات أعمق تطورت في السنوات الأخيرة» بين البلدين. وتابع: «الصين بصفتها أكبر مستورد للنفط السعودي فهي شريك مهم للغاية والعلاقات العسكرية تتطور بقوة». والشهر الماضي، قال القنصل الصيني العام في دبي لي شيوي هانغ في تصريحات نُشرت على موقع القنصلية ان الزيارة «حدث كبير لتحسين العلاقات الصينية العربية وعلامة بارزة في تاريخ العلاقات الصينية العربية». وأفادت وكالة الأنباء السعودية أمس بأنه سيتم توقيع اتفاقات بأكثر من 110 مليارات ريال على هامش القمة السعودية الصينية، إضافة إلى توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية بين المملكة والصين، وخطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق، كما سيُعلن إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين. وتبحث الشركات الصينية البناء في مشاريع سعودية ضخمة مثل منطقة نيوم التي تبلغ كلفتها 500 مليار دولار وفرص في التعدين والتصنيع مع تحرك المملكة لبناء محتوى محلي بما في ذلك في قطاعي الدفاع والسيارات الناشئين. وتهدف السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وأكبر اقتصاد عربي الى تقليل الاعتماد على النفط من خلال انشاء قطاعات جديدة يمكن أن تخلق فرص عمل للسعوديين. والسعودية هي أكبر مصدّر للنفط في العالم والصين هي أكبر مستورد للخام وتشتري ما يقرب من ربع الشحنات السعودية. وبعيدا عن الطاقة توفر دول مجلس التعاون الخليجي أسواقا للسلع الصينية وعقود بناء وفرص استثمار في البنية التحتية والتصنيع والاقتصادات الرقمية التي تناسب مبادرة الحزام والطريق في بكين. وقال فريد محمدي العضو المنتدب في سيا انرجي انترناشونال: «تريد دول مجلس التعاون الخليجي الاستثمار الاجنبي المباشر الذي لا يلبي الطلب المحلي فحسب بل يسمح أيضا لهذه الاقتصادات بالاندماج في سلاسل التوريد العالمية». وأضاف: «ستساعد الشركات الصينية في القيام بذلك أولا على مستوى اسيا الاقليمي ثم خارجها». وقال مسؤولون من دول خليجية عربية انه بينما تظل واشنطن شريكا استراتيجيا رئيسيا من المهم للمصالح الاقتصادية والامنية الوطنية للمنطقة تعميق العلاقات مع الشركاء الاخرين بما في ذلك الصين وروسيا. وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الامارات الشهر الماضي: «علاقاتنا التجارية تتجه بشكل متزايد نحو الشرق بينما علاقاتنا الامنية والاستثمارية الاساسية في الغرب».
مشاركة :