أكدت الإمارات على الحاجة إلى وقف التصعيد والحل الدبلوماسي للأزمة في أوكرانيا، وتشجيع الحوار وتهيئة بيئة مواتية لوقف الأعمال العدائية من أجل إنهاء القتال، مع ضمان حماية الأطفال من آثار النزاعات المسلحة وحصولهم على التعليم بأمان. وقالت الإمارات، أمس، في بيان أدلى به السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوب الدائم للدولة في الأمم المتحدة خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن أوكرانيا، إن المجتمع الدولي، خلال الأسابيع القليلة الماضية ركز على معالجة تأثير الشتاء في أوكرانيا، مع حلول الطقس البارد، حيث نشهد الجهات الإنسانية إلى مستوى المناسبة لدعم من هم في أمسّ الحاجة إليها. وقال أبوشهاب: «لا يزال الوضع حرجاً، لا سيما في المناطق التي شهدت أو لا تزال تشهد قتالاً عنيفاً وقصفاً، مثل ميكولاييف وخيرسون، إذ يشكل نقص الكهرباء والمياه والتدفئة، بالإضافة إلى قلة الغذاء والدواء، ضغطاً كبيراً على جهود الاستجابة الإنسانية». وأضاف: «نحن لا نثني على عمل الأمم المتحدة، ومنظمات الإغاثة الرئيسية الأخرى فحسب، بل نثني أيضاً على المستجيبين الأوائل المحليين والمنظمات المجتمعية الذين ينشرون تدابير مبتكرة لتلبية الاحتياجات المتزايدة باستمرار - سواء من خلال تخصيص المولدات، أو إنشاء محطات تدفئة وشحن متنقلة، أو الإصلاح العاجل لشبكات الكهرباء وشبكات المياه المتضررة». وأعرب البيان عن قلق الإمارات من مخاطر جديدة وغير متوقعة خلال فصل الشتاء، مثل الألغام الأرضية والذخائر غير المتفجرة المخفية بالثلج والجليد، حيث أفادت بعض التقارير بأن نقص التدفئة دفع الناس - بمن فيهم الأطفال - إلى جمع الحطب في الغابات المليئة بالمتفجرات. وأضاف البيان: «كانت آخر مرة اجتمع فيها المجلس لمناقشة وضع الأطفال في أوكرانيا في بداية العام الدراسي في سبتمبر»، مشيراً إلى «أهمية التعليم وتجنب جيل ضائع من الطلاب محرومين من الفرص، حيث يوفر التعليم مصدراً مهماً للاستقرار والترابط بين الأقران الذي يحتاج إليه الأطفال بشدة وهم يتعاملون مع الصدمة الشديدة للأزمة». وأشار إلى أن ما يقرب من 2.6 مليون طفل في أوكرانيا يتعلمون عبر «الإنترنت» بسبب آثار الأزمة على التعليم، مشيراً إلى تعطل الوصول للتعليم عن بُعد بسبب انقطاع التيار الكهربائي في حالات الطوارئ بسبب تأثير الصراع على البنية التحتية للطاقة. وجددت الإمارات، في البيان، دعوتها لجميع للأطراف إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع استهداف البنية التحتية المدنية، ولضمان وصول جميع الأطفال إلى التعليم بأمان. وشدد البيان على أهمية حماية الأطفال من آثار النزاعات المسلحة، لما لها من تأثير يتجاوز التهديدات المباشرة للسلامة الجسدية، مؤكداً أن الآثار النفسية والاجتماعية للنزاع تولد تحديات طويلة الأجل تؤثر على جيل كامل من الأطفال. وقال البيان: «يجب علينا أن نفعل المزيد لحماية أطفال أوكرانيا، في الوقت نفسه، من الأهمية بمكان ضمان ألا يعاني الأطفال في أماكن أخرى من العالم من تأثير أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب هذه الأزمة»، مرحباً بتمديد مبادرة حبوب البحر الأسود وما ترتب عليه من انخفاض في أسعار الغذاء العالمية. كما أكد الحاجة إلى ضمان وصول الحبوب التي تيسرها اتفاقية إسطنبول إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها، مع ضرورة مشاركة الجميع في ضمان عدم تعرض الأطفال للجوع سواء في أوكرانيا أو في أجزاء أخرى من العالم.
مشاركة :