محللون مصريون عن الاتفاق الإطاري السوداني: هل يؤسس لمرحلة جديدة؟

  • 12/8/2022
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

رافقت الإعلان عن توقيع الاتفاق الإطاري في السودان آمال بإنهاء حالة الصراع والاستقطاب السياسي بين القوى المختلفة في السودان، فهل سيؤسس الإعلان لمرحلة جديدة؟ وقال السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية الأسبق لشؤون السودان في حديث لـRT إنه "خطوة إيجابية نحو كسر حالة الجمود السياسي في المرحلة الانتقالية. اتفاق أولي مفتوح لمناقشات وعرض وجهات نظر أخرى لحث الأطراف التي لم توقع على الانضمام إليه". وأضاف: الجهود التي بذلتها الآلية الرباعية والآلية الثلاثية إضافة إلى بعض الدول في الإطار الثنائي، كانت جهودا كبيرة، نحو التوصل إلى هذا الاتفاق. واعتبر أن الاتفاق بين المكون العسكري وقطاع من المكون المدني، هو في حد ذاته لقاء جمع الطرفين في فترة كان فيها احتمال اللقاء منعدما، وبالتالي كانت هناك توجهات نحو إقصاء طرف من الأطراف،ـ لكن وبموجب هذا الاتفاق ليس هناك إقصاء، وإنما الأمور متاحه للجميع لينضموا إليه". ـ هل يمكن القول إنه تفاؤل حذر؟ يجيب حليمة: "تماما، وذلك على أمل أن تنضم هياكل أخرى إلى الاتفاق، ويتم تشكيل السلطة الانتقالية، وفي ذات الوقت التوافق ما بين القوى والأحزاب السياسية أو معظمها على الأقل لأنه يصعب جمع الكل".  ويضيف: "إنما إذا كان هناك غالبية من القوى والأحزاب السياسية وكان هناك نوايا طيبة وإرادة نحو التوصل إلى توافق بين الأغلبية وتشكيل المؤسسات والهيئات الانتقالية المختلفة على النحو المشار إليه، والتوجه نحو إقامة نظام مدني في إطار خيارات الشعب السوداني فهذا أمر جيد". الكاتبة والمحللة المختصة في الشؤون السودانية والإفريقية أسماء الحسيني، تصف الاتفاق بأنه "خطوة مهمة وكبيرة جدا" وتقول لـ RT بأنه "جاء في ظل احتقان كبير واستقطاب وانقسام وتناحر وصراع ألقى بظلاله على مدى العام الماضي على كل مناحي الحياة في السودان السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية". وتشير الحسيني إلى المظاهرات اليومية في شوارع الخرطوم، والصراعات القبلية التي نشأت في كل أنحاء السودان، والأوضاع التي أصبحت سيئة والحالة المعيشية المتردية للغاية التي اصبح يعاني منها السودانيون، إضافة إلى حالة العقوبات والحصار الدولي الذي تم فرضه بعد قرارات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في 25 من أكتوبر الماضي، والتي وصفها المجتمع الدولي ومعظم القوى السياسية السودانية بأنها انقلابا". وتعرب الحسيني بالتالي عن اعتقادها، بأن "الاتفاق الإطاري جاء بجهود كبيرة جدا بذلتها الآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الايجاد والآلية الرباعية المكونة من الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والسعودية، وأيضا بفضل الاتحاد الأوروبي وضغوط الأطراف جميعا وفي مقدمتها الولايات المتحدة". وتقول الحسيني إن "الاتفاق بارقة أمل إذا ما تم  المضي فيه قدما وإذا ما تم  بعد ذلك تنفيذه والالتزام ببنوده التي تنص على تحول مدني ديمقراطي إلى أن يبتعد  الجيش عن السياسة، ويكون هناك إصلاحات أمنية وعسكرية، وتفكيك النظام  السابق، إضافة إلى العدالة الانتقالية، واستكمال عملية السلام". وتضيف الحسيني أن "كل تلك أهداف عظيمة طالما نادى بها الشعب السوداني الذي كانت له تجربة متقدمة جدا في منطقته العربية وقارته الإفريقية من أجل المطالبة بالتحول الديموقراطي". وتقول إن "الثورات التي حدثت في السودان كانت متقدمة جدا منذ الأولى في 1964 التي أطاحت بنظام عبود وفي 85 أطاحت بجعفر النيمري ثم هذه الثورة في أبريل 2019 التي أطاحت بنظام (الرئيس السوداني المعزول عمر) البشير". ولذلك، ترى الحسيني، أن "الاتفاق هو أمل لن يكتب له النجاح إلا بأن يمثل أكبر وحدة في الصف السوداني، وهو ما يشكل عبئا ومسؤولية كبيرة على الأطراف الموقعة عليه كي تلتزم به، وتعطي إشارات إيجابية في التفاوض حول القضايا المتبقية لكي ترسل رسائل إيجابية للشعب السوداني، وكذلك للذين مازالوا يتظاهرون". هناك فرصة كبيرة لهذا الاتفاق، تقول الحسيني، وتستدرك: "لكن أيضا شريطة أن يواصل المجتمع الدولي والقوى الإقليمية دعمه بقوة لأنه ودون دعم ومساندة من الأطراف للوصول إلى اتفاق سلام سيكون ذلك من العسير". وتضيف: "أعتقد أن الاتفاق بارقة أمل أيضا من أجل نزيف الدم في السودان ومن أجل الحيلولة دون السيناريوهات الكارثية التي كان يتخوف منها كثيرون، أن ينزلق منها إلى حرب أهلية أو تتمزق البلد". وتختم بالقول: "هناك الآن فرصة، وما نص عليه الاتفاق من مبادئ تلبي غالبية مطالب الشعب السوداني، إذا التزمت بها الأطراف، لأن فجوة الثقة هي التي تجعل هناك معارضة من قطاعات عريضة لهذا الاتفاق". ناصر حاتم ـ المصدر: RT تابعوا RT على

مشاركة :