الحياة تعود إلى الموصل رغم بطء إعادة الإعمار |

  • 12/8/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الموصل (العراق) - بعد سنوات تنقّل فيها بين مخيمات النازحين، وجد غزوان تركي بعض الاستقرار بعدما استأجر منزلاً في الموصل شمال العراق، لكن تردّي الخدمات العامة وتراكم الصعوبات الاقتصادية يجعلان يوميات هذا الرجل الأربعيني وأولاده الاثني عشر قاسية. وبعد مرور خمس سنوات على إعلان العراق انتصاره على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لا تزال الموصل، التي اعتبرت بمثابة "عاصمة" التنظيم حينذاك، تشهد عملية إعادة إعمار بطيئة على الرغم من أن العديد من سكانها البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة يعيشون ظروفا صعبة. ويقوم عمال بتركيب قضبان حديدية لتدعيم أساسات جسر جديد. وهناك مطاعم ومقاه فتحت أبوابها، في حين أن مستشفيات عامة لا تزال مدمرة، وبعض المباني تحمل حتى الآن ندوب الحرب، إذ لا تزال مدمّرة أو آثار الرصاص باقية على جدرانها، شاهدة على معارك دامية في المدينة وضربات جوية أتاحت للقوات العراقية استعادة الموصل في عام 2017 بدعم من تحالف دولي. ◙ السلطات في الموصل تعمل على إنجاز عدد من المشاريع الإستراتيجية من أجل تقديم الخدمة الأفضل للمواطن ويقرّ تركي بوجود "تحسّن عمراني" في الموصل، لكنه يطالب بتوفير "فرص عمل وسبل عيش" للعائلات التي لا تملك دخلا. ويعمل تركي الذي كان مزارعاً سائق تاكسي، ويمارس أعمالاً أخرى صغيرة لتأمين قوته وقوت عائلته. لكن ما يجنيه من ذلك لا يكفي، فيما بلغت نسبة الفقر في محافظة نينوى التي مركزها مدينة الموصل 40 في المئة، وتطال البطالة فيها واحداً من ثلاثة أشخاص. ويقول تركي الذي لفّ رأسه بالكوفية التقليدية “أحياناً أستدين مبالغ لتوفير جزء من احتياجات العائلة". واستقرّ تركي المتحدّر من قرية ربيعة في ضواحي الموصل عام 2020، متقاسماً مع شقيقه منزلاً من طابق أرضي وحيد. ويشكو الرجل من "الاكتظاظ في المدارس؛ الصفوف مكتظة بالطلاب، 60 أو 70 طالباً في الصف". وتتحدّث نور طاهر، المتحدّثة باسم منظمة المجلس النرويجي للاجئين غير الحكومية التي قدّمت الدعم لمئة ألف شخص هذا العام في الموصل، عن "ارتفاع في نسبة البطالة في المنطقة، وتسرّب مدرسي كبير، وفرص اقتصادية محدودة". وتضيف طاهر أنه في حين أن "إعادة الإعمار متواصلة في الموصل، من مدارس ومستشفيات وطرق يجري ترميمها.. نسمع باستمرار أن هناك صعوبات في الوصول إلى خدمات ذات نوعية جيدة وبشكل ثابت". وتذكر أن ثلاث مشكلات تبقى حديث الناس؛ وهي “المدارس التي تعاني من قلة الموارد والمدرّسون الغارقون في العمل ونقص الوظائف". وأعلن العراق في 9 ديسمبر 2017 انتصاره على تنظيم الدولة الإسلامية بعدما استعاد الأراضي التي سيطر عليها الجهاديون في عام 2014. وهزم التنظيم في سوريا المجاورة عام 2019. وإلى حد اليوم يواجه البلدان تحدّيات هائلة في مجال إعادة الإعمار. وفي الموصل تعمل السلطات على إنجاز عدد من "المشاريع الإستراتيجية" من أجل "تقديم الخدمة الأفضل للمواطن"، كما يؤكد قائم مقام الموصل أمين فنش المعماري. ◙ الظروف في الموصل لا تزال صعبة بالنسبة للعديد من العائلات كما أن هناك ارتفاعا مقلقا في نسبة عمالة الأطفال لكن العملية بحاجة إلى المزيد من التمويل؛ إذ يقول المعماري “منذ نهاية 2020 كانت محافظة نينوى الأولى في إنجاز المدارس في العراق، فقد أنجزنا أكثر من 350 مدرسة”، ومع ذلك تحتاج المدينة إلى ألف مدرسة إضافية من أجل “فك الاختناق” في القطاع التعليمي. ويشير كذلك إلى وجود "نقص كبير في الجانب الصحي"، ما "يتطلب خططا مستقبلية لإنشاء مستشفيات متعددة"، متحدثا في الوقت نفسه عن الحاجة إلى تطوير "البنية التحتية الصحية ذات الاختصاص الدقيق، مثلا جراحة القلب المفتوح وأمراض السرطان". ويضيف "كانت موجودة كلها في الموصل سابقاً". وإلى جانب ذلك لا تزال الظروف في الموصل مزرية بالنسبة إلى العديد من العائلات، كما حذّرت "لجنة الإنقاذ الدولية" في تقرير، مشيرة إلى أن هناك "ارتفاعا مقلقا" في نسبة عمالة الأطفال. ولحظت اللجنة، في دراسة استقصائية شملت 411 عائلة و265 طفلاً، أن "90 في المئة من مقدمي الرعاية أفادوا بوجود طفل أو أكثر منخرطين في مجال العمل”. وفي الأثناء أفاد نحو "75 في المئة من الأطفال الذين شملهم الاستطلاع بأنهم يقومون بأعمال غير رسمية وخطيرة مثل جمع القمامة وأعمال البناء اليومية وجمع الخردة ونبش النفايات".

مشاركة :