الرياض – الوكالات: بدأ الرئيس الصيني شي جينبينغ أمس زيارة للسعودية هي الأولى له منذ 2016 إلى أكبر دولة مصدّرة للنفط في العالم ويُتوقّع أن تتركّز على تعزيز التقارب الاقتصادي والدبلوماسي بين العملاق الآسيوي والدول العربية. وأعلن الإعلام الرسمي الصيني ثم السعودي وصول شي إلى الرياض. وكان في استقباله في مطار الملك خالد الدولي، بحسب وكالة الأنباء السعودية، أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله. وسيعقد الرئيس الصيني خلال الزيارة التي تستمر حتى غد، لقاءات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على أن يشارك أيضا في قمتين خليجية-صينية وعربية-صينية يحضرهما قادة دول المنطقة. وقالت وزارة الخارجية الصينية أمس إن البرنامج يمثّل «أكبر نشاط دبلوماسي على نطاق واسع بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية». وأضافت الخارجية الصينية أن «زيارة الرئيس الصيني إلى السعودية ستسمح بالارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الشاملة لمستوى جديد بين البلدين، وستكون القمة الصينية العربية في الرياض نقطة فارقة في تاريخ العلاقات الثنائية». واعتبر السفير الصيني لدى الرياض أن «قمم الرياض برئاسة قادة السعودية والصين والدول الخليجية والعربية تؤكد قوة العلاقة بيننا وسينتج عنها مصالح للبشرية». ورُفعت الأعلام الصينية والسعودية على الطرق في العاصمة الرياض، وكذلك أعلام الدول العربية خارج مركز المؤتمرات حيث من المتوقع عقد بعض الاجتماعات. كما نشرت صور الرئيس الصيني في الصفحات الأولى من الصحف السعودية والتي سلطت الضوء على الفوائد الاقتصادية المحتملة للزيارة. وقالت وكالة الأنباء السعودية إن المملكة استحوذت على أكثر من 20 في المئة من الاستثمارات الصينية في العالم العربي بين عامي 2005 و2020، ما يجعلها أكبر دولة عربية تستقبل استثمارات صينية خلال تلك الفترة. بحسب وكالة الأنباء السعودية، تأتي الزيارة بدعوةٍ من خادم الحرمين الشريفين «وتعزيزاً للعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة التي تجمع المملكة العربية السعودية بجمهورية الصين الشعبية». وخلال القمتين مع الزعماء العرب، ستُناقش «سبل تعزيز العلاقات المشتركة في كل المجالات، وبحث آفاق التعاون الاقتصادي والتنموي»، وذلك «انطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تربط دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية» مع الصين، وفقا للوكالة. وأعلنت الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن القمة الخليجية-الصينية ستعقد غدا، فيما أكدّ الأمين العام للمجلس نايف الحجرف في بيان «أهمية العلاقات الخليجية - الصينية، حيث تعد الصين الشريك التجاري الأول لدول مجلس التعاون». ويقول توربورن سولتفات من مؤسسة «فيريسك مابليكروفت» الاستشارية أنه «من المحتمل أن يكون النفط على رأس جدول الأعمال أكثر مما كان عليه عندما زار بايدن» المملكة، مضيفا «هذان هما اللاعبان الأكثر أهمية في سوق النفط». وبعيدًا عن الطاقة، يتوقّع محللون أن يناقش قادة البلدين الصفقات المحتملة التي يمكن أن تشهد انخراط الشركات الصينية بشكل أعمق في المشاريع الضخمة التي تعتبر محورية في رؤية الأمير محمد بن سلمان لتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن النفط. وتشمل هذه المشاريع مدينة نيوم المستقبلية بقيمة 500 مليار دولار.
مشاركة :