فعلت كرة القدم ما لم تفعله السياسة، وقدمت لنا وسط ضباب الفرقة وعتمة المستقبل القريب، صورة ناصعة لمشاعر الأجيال العربية الجديدة تجاه كل إنجاز عربي دون النظر إلى هويته الفرعية أو المسافة التي تبعدها عنه، مشاعر طازجة تفجرت من القلب دون توجه سياسي أو ضخ إعلامي، منذ أن نجحت قطر في إبهار العالم وتقديم الهوية العربية الإسلامية خلال افتتاح مونديال كأس العالم. لقد شعر العرب كل العرب بأن مونديال قطر هو مونديال كل العرب، وكل فريق عربي مشارك في تلك البطولة ما هو إلا تعبير عن فرصة سيقف الجميع معها حتى النهاية بالروح نفسها والاندفاعة ذاتها، شهقنا مع السعودية ودعمنا قطر وفرحنا مع تونس وتقطعت قلوبنا مع المغرب حتى نجح في كسر حاجز دور الستة عشر ليصل على حساب إسبانيا إلى دور الثمانية. اليوم كل العرب من مشرقهم إلى مغربهم يقفون مع لاعبي المغرب في مواجهتهم القادمة مع البرتغال، بسقف آمال لا تحدها حدود فمنذ أن فعلتها قطر ونجحت في استضافة كأس العالم فتحت بوابات الأمل لتحصل المعجزات على أرضها، وهذا ما حدث في نتائج تلك البطولة حتى الآن. أختم بالقول إن الأمل في هذه الأمة لا يزال كبيراً بأن يكون للعرب مكانة أفضل بين الأمم والشعوب الأخرى، والبدايات الناجحة مهما كانت صغيرة هي دعامات النجاح لأي مشاريع لتوحيد الجهود وخلق أرضية مشتركة للعمل العربي المشترك في كل المجالات.
مشاركة :