منذ أن كنا أطفال استمع الكثير منا مرارًا وتكرارًا إلى العديد من المقولات حول أهمية تناول الفاكهة والخضروات وكان ذلك لسبب وجيه حيث تعد الفواكه والخضروات من بين أكثر الأطعمة الصحية على هذا الكوكب، فهي توفر مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن والألياف والمغذيات النباتية الأساسية الأخرى (مثل مضادات الأكسدة) التي تعتبر ضرورية للتمتع بصحة جيدة وتقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان وهما السببان الرئيسيان للوفاة في الولايات المتحدة. وحيث أنك تعلم أن الفواكه والخضروات مفيدة لجسمك، قد تتفاجأ عندما تسمع أنها مهمة أيضًا لعقلك، وأن تناول الكثير منها قد يحسن ذاكرتك. وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في 22 نوفمبر 2022، في مجلة Neurology، فإن الأشخاص الذين يستهلكون المزيد من الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة الفلافونول، والتي تتوفر بكثرة في العديد من الفواكه والخضروات، تعمل على تقليل تدهور الذاكرة والإصابة بمرض الزهايمر. تقول دكتورة دانا إليس هونز، اختصاصية تغذية إكلينيكية في مركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ومؤلف كتاب Recipe for Survival. "بالإضافة إلى ذلك، تعمل هذه الأطعمة على خفض اللويحات في الدماغ بسبب خصائصها المضادة للأكسدة وهي مفيدة للميكروبيوم، والذي نعرف أنه مهم للصحة الإدراكية." وهو ما يعد هام للغاية خاصة مع تزايد وانتشار مرض الزهايمر بين الكثير من الأشخاص حول العالم. ما توصلت إليه الدراسة للوصول إلى هذه الاستنتاجات، تابع الباحثون في المركز الطبي بجامعة راش في شيكاغو 961 مشاركًا لمدة سبع سنوات في المتوسط. كان متوسط عمر الأشخاص 81 عامًا ولم يكونوا مصابون بمرض الزهايمر في بداية العام الأول من الدراسة ، أكمل المشاركون استبيانًا عن تكرار الطعام فيما يتعلق بعدد المرات التي تناولوا فيها أطعمة معينة. كما تم إخضاعهم لاختبارات معرفية واختبارات تتعلق بالذاكرة بصورة سنوية وسُئلوا عن عوامل نمط الحياة المختلفة، بما في ذلك مستوى نشاطهم البدني ومقدار الوقت الذي يقضونه في ممارسة الأنشطة الذهنية مثل القراءة وممارسة الألعاب. حدد الباحثون معدلات التدهور المعرفي باستخدام مقياس إدراك عالمية تتراوح من 0.5 (لا يوجد ضعف إدراكي) إلى 0.2 (مشاكل تفكير خفيفة) إلى -0.5 (مرض الزهايمر). عانى المشاركون الذين حصلوا على أعلى مدخول من الفلافونول من معدل انخفاض بلغ 0.4 وحدة لكل عقد أبطأ من معدل الانخفاض لدى أولئك الذين حصلوا على أقل كمية.و قال توماس إم، باحث مشارك في هذه الدراسة واستشاري طبي في قسم الصحة الداخلية بجامعة راش أن “شيء بسيط مثل تناول المزيد من الفاكهة والخضروات وشرب المزيد من الشاي هو وسيلة سهلة للناس للقيام بدور نشط في الحفاظ على صحة الدماغ”. ماذا يعني ذلك؟ لاحظ الباحثون أن المعدلات الأبطأ للتدهور المعرفي كانت على الأرجح بسبب خصائص الفلافونول العالية المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات. كما قرروا أن أفضل الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الفلافونول الهامة لصحة الدماغ وتقليل الإصابة بمرض الزهايمر تشمل التفاح والبروكلي واللفت وزيت الزيتون والبرتقال والكمثرى والسبانخ والطماطم. لكن العديد من الفواكه والخضروات تحتوي على مضادات الأكسدة وخصائص مضادة للالتهابات، لذا فإن تناول مجموعة متنوعة هو أفضل طريقة لجني الفوائد. يقول إليس هونز "عادةً، كلما كانت الفاكهة أو الخضار أغمق، زاد محتوى الفلافونول"، "ويحتوي التوت بشكل خاص على نسبة مرتفعة، مثله مثل الخضر الورقية الداكنة. كميات محدودة من الشاي والقهوة والنبيذ الأحمر غنية أيضًا بالفلافونول ويمكن أن تكون مفيدة للذاكرة والصحة العامة." وجدت دراسة جديدة من المركز الطبي بجامعة راش في شيكاغو أن الاستهلاك العالي للفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة الفلافونول قد يقلل من معدلات تدهور الذاكرة والإصابة بالزهايمر عندما يقترن بالتمارين المنتظمة وأنشطة التحفيز الذهني. بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد تناول الكثير من هذه الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الفلافونول في تحسين وظائف المخ وتقليل معدلات التدهور المعرفي وتقليل خطر الإصابة بالخرف.
مشاركة :