أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركنج، أن الوضع في اليمن لا يزال هشًّا بسبب تراجع الميليشيات الحوثية عن التزاماتها، وتقدمها بمطالب متطرفة، لافتًا إلى اتخاذ المملكة خطوات استباقية على مدى الأشهر الماضية لتأمين الهدنة منذ انتهائها في أكتوبر. وقال في شهادته التي قدّمها أمام لجنة فرعية تابعة لمجلس النواب: "إن الأعمال التي ترتكبها الميليشيات الحوثية من خلال مطالبتها المتطرفة في اللحظة الأخيرة للحكومة اليمنية بتحويل عائداتها المحدودة من صادرات النفط لدفع رواتب مقاتلي الحوثيين النشطين، حتى مع رفض الحوثيين الالتزام بوقف إطلاق النار، ومنع الأمم المتحدة من تأمين اتفاق هدنة جديد بين الطرفين، ومواصلة الحوثيين احتجاز موظفينا ولم يستجيبوا للجهود الدبلوماسية المتعددة لتأمين إطلاق سراحهم، تشكل إهانة للمجتمع الدولي بأسره وغير مقبولة على الإطلاق". المبعوث الأمريكي أشار إلى أن المملكة العربية السعودية تتخذ خطوات استباقية على مدى الأشهر العديدة الماضية لتأمين الهدنة وضمان استمرار ضبط النفس منذ انتهاء الاتفاق في أكتوبر، وأكد أن السبيل الوحيد لإنهاء الحرب بشكل دائم وتغيير اتجاه الأزمة الإنسانية هي من خلال عملية سياسية بين اليمنيين بعضهم بعضا. وأضاف: "العناصر الرئيسية للهدنة مستمرة في الصمود، بما في ذلك التدفق الحر للوقود إلى ميناء الحديدة، والرحلات التجارية المنتظمة من وإلى مطار صنعاء، وانخفاض كبير في الأعمال العدائية والخسائر المدنية". وأكد ليندركنج استمرار المفاوضات المكثفة بين الطرفين حول اتفاق هدنة أوسع نطاقًا، بدعم من الشركاء الإقليميين الرئيسيين مثل المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، وتابع: "الهدنة وجهود السلام تحظى بدعم قوي على نطاق أوسع في جميع أنحاء اليمن والمنطقة". ولفت إلى تشكيل الحكومة اليمنية وفدًا للمحادثات وإبداء استعدادها لمعالجة كافة القضايا، بيد أنه استدرك بالقول: لكن الحوثيين لم يلتزموا بعد بالمشاركة في العملية السياسية. ويواصل المبعوث الأمريكي تيم ليندركنج قائلا: "منذ أبريل، يرفضون تنفيذ أحد أبسط شروط الهدنة من الاتفاقات السابقة، المتمثل في فتح الطرق أمام ثالث أكبر مدينة في اليمن وهي محافظة تعز، التي تخضع للحصار منذ 2015". وأشار إلى أن الحوثيين أطلقوا سلسلة من الهجمات التي تهدد الملاحة الدولية، لأنهم يسعون إلى قطع التدفق الحر للوقود وحرمان الحكومة اليمنية الشرعية من تلك الإيرادات. وأوضح ليندركنج بالقول: "هم بذلك يحرمون اليمنيين من الرواتب والخدمات والتنمية التي هم في أمسّ الحاجة إليها والتي تدفع قيمتها الحكومة اليمنية من خلال تلك الإيرادات". وتطرق المبعوث الأمريكي في شهادته، إلى الحديث عن ناقلة النفط "صافر" التي لم تخضع للصيانة منذ عام 2015، وقال: "كل يوم يمر، يزداد خطر حدوث تسرب كارثي، ومثل هذا التسرب سيكلف ما لا يقل عن 20 بليون دولار في تكاليف التنظيف وحدها، ناهيك عن اضطراب النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء المنطقة بما في ذلك ممرات شحن النفط العالمية شديدة الأهمية، والعواقب البيئية والإنسانية الوخيمة عبر البحر الأحمر واليمن".
مشاركة :