أكد الكرملين يوم أمس الخميس وجود «خطر» من وقوع هجمات أوكرانية على مواقعه في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 واستهدفتها في الأسابيع الأخيرة عدة ضربات بطائرات مسيرة. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحافيين «هناك مخاطر لأن الجانب الأوكراني يواصل اتباع خطه في شن هجمات إرهابية». وأعلنت روسيا في وقت سابق الخميس أنها أسقطت مسيرة فوق البحر الأسود قرب سيفاستوبول، كبرى مدن شبه جزيرة القرم والتي تضم قاعدة بحرية روسية رئيسية. وقال ميخائيل رازفوجاييف حاكم منطقة سيفاستوبول الإدارية «كالعادة، قام جيشنا بعمله بشكل جيد». ضمت روسيا شبه الجزيرة عام 2014 بعد استفتاء. واستخدم الجيش الروسي منطقة القرم لإطلاق عمليته العسكرية في أوكرانيا في 24 فبراير بينما تعرّضت شبه الجزيرة لهجمات متكررة نفذتها طائرات مسيّرة أوكرانية. واستهدف هجوم «كبير» أسطول روسيا في البحر الأسود في سيفاستوبول الشهر الماضي، في هجوم حمّلت موسكو أوكرانيا المسؤولية عنه. وجاء إسقاط المسيرة الخميس بعد سلسلة هجمات في عمق الأراضي الروسية استهدف أحدها قاعدة إنغلز العسكرية الجوية الاستراتيجية. ولم تتبن أوكرانيا الهجوم بشكل رسمي. على صعيد منفصل، أوقفت أجهزة الأمن الروسية شخصين يشتبه بأنهما تجسسا لصالح أوكرانيا في القرم واتهمتهما بـ»الخيانة»، بحسب ما ذكرت الخدمة الإعلامية التابعة لجهاز «إف إس بي». وأفاد بيان «إف أس بي» أن الأجهزة الأمنية «أوقفت الأنشطة غير القانونية لمواطنين روسيين يشتبه بأنهما ارتكبا خيانة عظمى عبر التجسس لمصلحة جهاز الأمن الأوكراني». وأضاف أن أحد المعتقلين «مؤيد للفكر القومي الأوكراني وجنّدته أجهزة الاستخبارات الأوكرانية عام 2016».ويشتبه بأنه «نقل بيانات عن موقع منشآت وزارة الدفاع الروسية إلى وكالة أمنية أجنبية، يمكن استخدامها ضد أمن روسيا»، بحسب البيان.وقال الكرملين إن القوات الروسية ما زالت تعمل على إحكام السيطرة على المناطق التي أعلنت موسكو سيادتها عليها في شرق أوكرانيا وجنوبها. ورداً على سؤال عن أهداف الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن روسيا ما زال يتعين عليها «تحرير» أجزاء من مناطق دونيتسك ولوجانسك وخيرسون وزابوريجيا. وأعلنت موسكو ضم المناطق الأوكرانية الأربع بعد إجراء استفتاءات في سبتمبر. من جانبها فرضت أوكرانيا انقطاعاً طارئاً للتيار الكهربائي الخميس في الوقت الذي حاولت فيه إصلاح البنية التحتية للطاقة التي تضررت من الضربات الجوية الروسية التي قالت شركة تشغيل الشبكة الوطنية إنها تسببت في نقص كبير في الإمدادات. وقصفت روسيا منشآت الطاقة في أنحاء أوكرانيا في أحدث موجة كبيرة من الهجمات يوم الاثنين، في وقت من العام يرتفع فيه استهلاك الطاقة عادة بسبب حلول فصل الشتاء. وقالت شركة أوكرانرجو المشغلة لشبكة الكهرباء «اعتبارا من الساعة 11 صباحا يوم 8 ديسمبر، بسبب الأضرار الناجمة عن الضربات الصاروخية لمحطات الطاقة وشبكة الجهد العالي، يعاني النظام من نقص كبير في الكهرباء». وأضافت أن الطقس زاد الوضع سوءا، إذ تواجه المناطق الغربية الصقيع والأمطار والثلوج والرياح العاتية التي تسببت في تجمد الأسلاك، لكن أصعب الأوضاع كانت في المناطق الشرقية حيث كان القتال أعنف. وقال أولكسندر ستاروخ حاكم منطقة زابوريجيا في جنوب شرق أوكرانيا «في جميع المناطق، هناك نقص في الطاقة يصل إلى ثلث ما هو مطلوب». بدأت هجمات يوم الاثنين بينما كان مقرراً انتهاء انقطاع التيار الكهربائي الطارئ مع إصلاح الأضرار السابقة. وقالت شركة دي.تي.إي.كيه، أكبر شركة خاصة لإنتاج الكهرباء في أوكرانيا، إن هناك انقطاعات طارئة للكهرباء الآن في العاصمة كييف ومحيطها ومنطقة أوديسا الجنوبية وفي دنيبرو بوسط البلاد. وزادت روسيا، التي غزت أوكرانيا في فبراير، هجماتها على منشآت الطاقة في الأسابيع القليلة الماضية، قائلة إن الضربات على البنية التحتية الحيوية مشروعة عسكرياً.
مشاركة :