أبعاد الصراع بين الغرب وروسيا بشأن الحرب في أوكرانيا

  • 12/9/2022
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كتب‭ ‬بارت‭ ‬كاميرتس،‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬لندن‭ ‬للاقتصاد،‭ ‬ان‭ ‬الحرب‭ ‬لا‭ ‬تُخاض‭ ‬أبدًا‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬المعركة‭ ‬المادية،‭ ‬حيث‭ ‬تشتمل‭ ‬النزاعات‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬التنافس‭ ‬لاجتذاب‭ ‬تأييد‭ ‬الرأي‭ ‬العام،‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬الداخلي‭ ‬والدولي‭. ‬ومع‭ ‬انخراط‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬طرفي‭ ‬المعركة‭ ‬في‭ ‬حروب‭ ‬معلومات؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تبرير‭ ‬وإضفاء‭ ‬الشرعية‭ ‬على‭ ‬نضالاتهم‭ ‬وتأطير‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬مصالحهم‭ ‬الخاصة؛‭ ‬فإن‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ليست‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭. ‬وفي‭ ‬تبريره‭ ‬لـ«العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الخاصة‮»‬‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬أشار‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي،‭ ‬فلاديمير‭ ‬بوتين،‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬الاعتراضات‭ ‬على‭ ‬تصرفات‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توجيه‭ ‬الاتهامات‭ ‬إلى‭ ‬أوكرانيا‭. ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬وصف‭ ‬القادة‭ ‬الغربيون‭ ‬الحرب،‭ ‬بأنها‭ ‬عدوانية‭ ‬إمبريالية،‭ ‬وتبنوا‭ ‬رواية‭ ‬كييف،‭ ‬بأنها‭ ‬مجتمع‭ ‬حر‭ ‬وليبرالي‭ ‬يقاوم‭ ‬الاضطهاد‭ ‬الخارجي‭.‬ ووفقا‭ ‬لـ«إيما‭ ‬بوتشر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للخدمات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬البناء‭ ‬الدقيق‭ ‬للروايات‭ ‬يتضمن‭ ‬التلاعب‭ ‬بالأحداث‭ ‬المتصلة‭ ‬وتمثيلها،‭ ‬باعتبارها‭ ‬جزءًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬من‭ ‬التعريف‭ ‬الذاتي‭ ‬بالقضية‭. ‬ويبين‭ ‬الإيقاع‭ ‬السريع‭ ‬الحركة‭ ‬للأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الروايات‭ ‬يتم‭ ‬نسجها‭ ‬وتعديلها،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬تغييرها‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬وعليه،‭ ‬فقد‭ ‬تركت‭ ‬التبريرات‭ ‬والاتهامات‭ ‬التي‭ ‬قدمتها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭ ‬آثارها‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬الدولية‭.‬ وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬ضد‭ ‬العملية‭ ‬الروسية،‭ ‬والاستخدام‭ ‬الناجح‭ ‬لوسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬حكومة‭ ‬زيلينسكي،‭ ‬قد‭ ‬أيد‭ ‬روايتها؛‭ ‬فإن‭ ‬روسيا‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬جذب‭ ‬بعض‭ ‬الدعم‭ ‬العالمي‭ ‬لأهدافها‭ ‬ضد‭ ‬العدوان‭ ‬والإمبريالية‭ ‬الغربية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وإفريقيا‭. ‬وفي‭ ‬أوروبا‭ ‬أيضًا،‭ ‬تم‭ ‬تبني‭ ‬مواقف‭ ‬مختلفة‭ ‬تجاه‭ ‬المشاركة‭ ‬مع‭ ‬روسيا،‭ ‬مما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬رواية‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬ليست‭ ‬أبدًا‭ ‬بالأمر‭ ‬الهين‭.‬ وحول‭ ‬الروايات‭ ‬الخاصة‭ ‬بكلا‭ ‬الطرفين‭ ‬في‭ ‬الحرب؛‭ ‬أوضح‭ ‬كاميرتس،‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬تغذية‭ ‬الجماهير‭ ‬الروسية‭ ‬بسرد‭ ‬رواية‭ ‬عن‭ ‬التحرر‭ ‬البطولي‭ ‬المناهض‭ ‬للفاشية،‭ ‬وعملية‭ ‬عسكرية‭ ‬سلسة‭ ‬مع‭ ‬خسائر‭ ‬روسية‭ ‬محدودة،‭ ‬ضد‭ ‬التلاعب‭ ‬الغربي‭ ‬الشرير‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬قُدم‭ ‬للجماهير‭ ‬الغربية‭ ‬روايات‭ ‬عن‭ ‬جيش‭ ‬روسي‭ ‬غير‭ ‬فعال،‭ ‬وغير‭ ‬إنساني،‭ ‬بقيادة‭ ‬رئيس‭ ‬روسي‭ ‬متهور،‭ ‬يقاومه‭ ‬الأوكرانيون‭ ‬الصامدون‭ ‬والشجعان‭.‬ وفي‭ ‬تحليلها،‭ ‬أشارت‭ ‬بوتشر‭ ‬إلى‭ ‬السرد‭ ‬الروسي‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬بوتين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬سنوات‭ ‬عديدة،‭ ‬ويتضمن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بتاريخ‭ ‬روسيا‭ ‬الطويل،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الالتزام‭ ‬بـجعلها‭ ‬حديثة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إعادة‭ ‬إحياء‭ ‬النجاحات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬للماضي،‭ ‬وتصحيح‭ ‬ما‭ ‬يُنظر‭ ‬إليها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬أخطاء‭ ‬تاريخية،‭ ‬أبرزها‭ ‬تفكك‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬سرد‭ ‬دور‭ ‬الضحية،‭ ‬ضد‭ ‬العدوان‭ ‬الغربي‭ ‬التاريخي‭ ‬والادعاء‭ ‬بأنه‭ ‬الحامي‭ ‬من‭ ‬المعتدين‭ ‬الأجانب،‭ ‬ومحررًا‭ ‬للروس‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬المقهورين،‭ ‬ومُستردًا‭ ‬للأرض‭ ‬الروسية‭ ‬التاريخية‭. ‬ وكدلالة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النهج،‭ ‬ألقى‭ ‬بوتين‭ -‬في‭ ‬خطابه‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬فيه‭ ‬بدء‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا‭- ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬السياسيين‭ ‬الغربيين‭ ‬غير‭ ‬المسؤولين؛‭ ‬لتوسيع‭ ‬الناتو‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬رسمي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دمج‭ ‬دول‭ ‬حلف‭ ‬وارسو‭ ‬السابقة؛‭ ‬بما‭ ‬يهدد‭ ‬أمن‭ ‬روسيا‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭. ‬وعقب‭ ‬إعلانه‭ ‬ضم‭ ‬أربع‭ ‬مناطق‭ ‬أوكرانية‭ ‬إلى‭ ‬روسيا،‭ ‬أوضح‭ ‬كيف‭ ‬نشر‭ ‬الزعماء‭ ‬الغربيون‭ ‬العنصريون،‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬حروبهم‭ ‬الإمبريالية‭ ‬في‭ ‬الماضي،‭ ‬قد‭ ‬أفرزت‭ ‬نتائج‭ ‬عكس‭ ‬مزاعمهم،‭ ‬بشأن‭ ‬جلب‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭.‬ وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع،‭ ‬رفُضت‭ ‬التبريرات‭ ‬الروسية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الأوكرانيين‭ ‬والغرب‭. ‬ووصفتها‭ ‬بوتشر،‭ ‬بأنها‭ ‬روايات‭ ‬مبتورة،‭ ‬كما‭ ‬رفض‭ ‬بيتر‭ ‬ديكنسون،‭ ‬من‭ ‬المجلس‭ ‬الأطلسي،‭ ‬عبثية‭ ‬إدانة‭ ‬بوتين‭ ‬للإمبريالية‭ ‬الغربية‭ ‬التاريخية؛‭ ‬بينما‭ ‬يرتكب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أخطر‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬أعمال‭ ‬العدوان‭ ‬الإمبريالي‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الأوروبي‭ ‬الحديث،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬الباحث‭ ‬إلى‭ ‬استنتاج‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬القديم‭ ‬للعدوان‭ ‬الإمبراطوري‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ادعاء‭ ‬بوتين‭ ‬عكس‭ ‬ذلك‭.‬ وفي‭ ‬ظل‭ ‬المنافسة‭ ‬الحالية‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي؛‭ ‬يجب‭ ‬عدم‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬ومنحت‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬فرصة‭ ‬نشر‭ ‬المحتوى‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬بسهولة‭ ‬التقاط‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬أي‭ ‬متحدث‭ ‬من‭ ‬أرض‭ ‬المعركة،‭ ‬ونشرها‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬مقاتل‭ ‬أو‭ ‬مدني‭ ‬لديه‭ ‬الآن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التأثير‭ ‬بشكل‭ ‬مؤثر‭ ‬وفعال‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬الحرب‭.‬ وعلى‭ ‬عكس‭ ‬الروس،‭ ‬استشهدت‭ ‬بوتشر،‭ ‬بأن‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬صنفت‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬بلد‭ ‬الأمل،‭ ‬وفاعلة‭ ‬على‭ ‬مسرح‭ ‬الأحداث،‭ ‬حيث‭ ‬تقرن‭ ‬الكفاح‭ ‬العسكري،‭ ‬بنشأة‭ ‬أسطورة‭ ‬حديثة‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الغربية‭ ‬الرئيسية،‭ ‬مثل‭ ‬فيسبوك،‭ ‬وتويتر،‭ ‬أزالت‭ ‬المحتوى‭ ‬المرتبط‭ ‬بروسيا،‭ ‬أو‭ ‬أولته‭ ‬اهتمامًا‭ ‬أقل،‭ ‬فقد‭ ‬أوضح‭ ‬مارك‭ ‬سكوت،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬بوليتكو،‭ ‬أن‭ ‬موقع‭ ‬تليجرام،‭ ‬أصبح‭ ‬ساحة‭ ‬معركة‭ ‬بين‭ ‬المعسكرات‭ ‬المؤيدة‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬والموالية‭ ‬لروسيا‭.‬ وبينما‭ ‬اشتهرت‭ ‬روسيا‭ ‬بنجاحها‭ ‬في‭ ‬الحملات‭ ‬الإعلامية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬فقد‭ ‬سجل‭ ‬سكوت،‭ ‬كيف‭ ‬ردت‭ ‬أوكرانيا‭ ‬بنشاط‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭. ‬وحصل‭ ‬الرئيس‭ ‬الأوكراني‭ ‬زيلينسكي‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬هائل‭ ‬من‭ ‬المتابعين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬كقائد‭ ‬للمقاومة،‭ ‬كما‭ ‬استحوذت‭ ‬منشورات‭ ‬للمواطنين‭ ‬العاديين‭ ‬وهم‭ ‬يحملون‭ ‬السلاح‭ ‬دفاعًا‭ ‬عن‭ ‬عائلاتهم‭ ‬على‭ ‬اهتمام‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭. ‬لهذا‭ ‬السبب،‭ ‬وصف‭ ‬كاميرتس،‭ ‬كييف،‭ ‬بأنها‭ ‬المتفوق‭ ‬والفائز‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬المعلومات‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي،‭ ‬حيث‭ ‬فهمت‭ ‬بيئة‭ ‬الإعلام‭ ‬المتعدد‭ ‬الأوساط،‭ ‬واستغلت‭ ‬الارتباط‭ ‬العاطفي‭ ‬والانتشار‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬لتضخيم‭ ‬روايتها‭.‬ وفي‭ ‬حين‭ ‬زعم‭ ‬جانيس‭ ‬سارتس‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الامتياز‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للاتصالات،‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬خسرت‭ ‬حرب‭ ‬المعلومات،‭ ‬فقد‭ ‬دعا‭ ‬جيديون‭ ‬راشمان،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬فاينانشال‭ ‬تايمز،‭ ‬إلى‭ ‬توخي‭ ‬الحذر‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تسود‭ ‬فيه‭ ‬نظريات‭ ‬المؤامرة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬الغربي؛‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يثق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬بحكوماتهم‭. ‬وعليه،‭ ‬أشارت‭ ‬بوتشر،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬روح‭ ‬الظهور‭ ‬للآلة‭ ‬الإعلامية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬تخفي‭ ‬العناصر‭ ‬الأكثر‭ ‬شرًا‭ ‬في‭ ‬العسكرة‭ ‬الأوكرانية‭ ‬التي‭ ‬تُخفي‭ ‬مخالفات،‭ ‬مثل‭ ‬تجنيد‭ ‬أطفال،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تضخمه‭ ‬الدعاية‭ ‬الروسية‭.‬ وفي‭ ‬تبريره‭ ‬للعملية‭ ‬العسكرية،‭ ‬أشار‭ ‬بوتين،‭ ‬إلى‭ ‬الروابط‭ ‬بين‭ ‬النازيين‭ ‬الجدد،‭ ‬وأوكرانيا،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تدير‭ ‬منشآت‭ ‬كيميائية‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬كييف؛‭ ‬لتطوير‭ ‬قنبلة‭ ‬نووية‭ ‬قذرة،‭ ‬وكذلك‭ ‬وصفه‭ ‬مؤخرًا‭ ‬تفجير‭ ‬جسر‭ ‬استراتيجي‭ ‬رئيسي‭ ‬بنته‭ ‬موسكو،‭ ‬يربط‭ ‬روسيا‭ ‬بمنطقة‭ ‬شبه‭ ‬جزيرة‭ ‬القرم،‭ ‬بأنه‭ ‬عمل‭ ‬إرهابي‭.‬ وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي،‭ ‬قبلت‭ ‬معظم‭ ‬الدول‭ ‬الرواية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬ورفضت‭ ‬مزاعم‭ ‬روسيا‭ ‬بالقيام‭ ‬بعمل‭ ‬عسكري‭ ‬مشروع‭ ‬لحماية‭ ‬أمنها‭ ‬القومي‭. ‬وفي‭ ‬تصويت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬صوتت‭ ‬143‭ ‬دولة‭ ‬لإدانة‭ ‬تصرفات‭ ‬موسكو‭. ‬وكمؤشر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬ساحات‭ ‬القتال‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬رواية‭ ‬الحرب‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬فقد‭ ‬صوتت‭ ‬كل‭ ‬من‭ (‬روسيا،‭ ‬وبيلاروسيا،‭ ‬وكوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬وسوريا،‭ ‬ونيكاراغوا‭)‬،‭ ‬ضد‭ ‬القرار،‭ ‬وامتنعت‭ ‬35‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬آسيا،‭ ‬وإفريقيا،‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عن‭ ‬التصويت،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭.‬ وفي‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حاولت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وتركيا،‭ ‬القيام‭ ‬بدور‭ ‬الوسيط‭ ‬والسعي‭ ‬لحل‭ ‬سلمي‭ ‬للحرب‭. ‬وتوسطت‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬اتفاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإعادة‭ ‬فتح‭ ‬موانئ‭ ‬البحر‭ ‬الأسود،‭ ‬أمام‭ ‬صادرات‭ ‬الحبوب‭ ‬والسلع‭ ‬الغذائية‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بدول‭ ‬الخليج،‭ ‬أشار‭ ‬فريدريك‭ ‬ويري،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬كارنيغي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي،‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬آراء‭ ‬متباينة‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب،‭ ‬حيث‭ ‬أبدى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬ترددًا‭ ‬في‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬الإدانات‭ ‬الغربية‭ ‬لروسيا،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالعقوبات‭ ‬الاقتصادية‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أوضح‭ ‬ويري،‭ ‬أن‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬دعم‭ ‬لرغبات‭ ‬واشنطن‭ ‬في‭ ‬معاقبة‭ ‬روسيا،‭ ‬يُنظر‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬وسيلة‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬استياء‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لعدم‭ ‬تقدير‭ ‬أمريكا‭ ‬لاحتياجاتها‭ ‬الأمنية؛‭ ‬فإن‭ ‬قرار‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬أوبك‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬تخفيض‭ ‬حصص‭ ‬إنتاج‭ ‬النفط‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬قد‭ ‬قوبل‭ ‬باتهامات‭ ‬من‭ ‬واشنطن،‭ ‬بأن‭ ‬الخليج‭ ‬يتحالف‭ ‬مع‭ ‬الروس،‭ ‬ضد‭ ‬الغرب‭. ‬ وبالمثل،‭ ‬هناك‭ ‬منافسة‭ ‬على‭ ‬النفوذ‭ ‬بين‭ ‬موسكو،‭ ‬وكييف،‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭. ‬وأوضح‭ ‬بول‭ ‬ميلي،‭ ‬من‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية،‭ ‬أن‭ ‬الآراء‭ ‬الأوكرانية‭ ‬بشأن‭ ‬تأثيرات‭ ‬الحرب‭ ‬طغت‭ ‬على‭ ‬نظيراتها‭ ‬الروسية‭. ‬وأكدت‭ ‬نوسموت‭ ‬جباداموسى،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬فورين‭ ‬بوليسي،‭ ‬أن‭ ‬البلدان‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬وشرق‭ ‬إفريقيا‭ ‬تأثرت‭ ‬بشدة‭ ‬بالحرب‭ ‬المستمرة؛‭ ‬بسبب‭ ‬تعطل‭ ‬صادرات‭ ‬الحبوب‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬البلدين،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬صراع‭ ‬حول‭ ‬مسألة‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬عن‭ ‬ارتفاع‭ ‬تكاليف‭ ‬الغذاء،‭ ‬وهنا‭ ‬ألقى‭ ‬بوتين،‭ ‬باللوم‭ ‬على‭ ‬العقوبات‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬نشوء‭ ‬تلك‭ ‬الاضطرابات،‭ ‬بينما‭ ‬اتهمه‭ ‬الغرب،‭ ‬باستخدام‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬كسلاح‭ ‬حرب‭.‬ وفي‭ ‬حين‭ ‬حرص‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬الحياد‭ ‬تجاه‭ ‬الحرب؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬مصالحها‭ ‬الخاصة؛‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬جباداموسى،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الضغط‭ ‬عليها‭ ‬لتغيير‭ ‬موقفها‭ ‬يزيد‭ ‬الآن‭ ‬الانقسامات‭ ‬بين‭ ‬إفريقيا،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأوروبا،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬روسيا،‭ ‬حاولت‭ ‬تصوير‭ ‬الضغوط‭ ‬الغربية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الإمبريالية‭ ‬الجديدة‭. ‬ومن‭ ‬جانبه،‭ ‬أشار‭ ‬ميلي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوجود‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬صغير‭ ‬نسبيًا‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬التاريخية‭ ‬لروسيا؛‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬كييف،‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬نشر‭ ‬نفوذ‭ ‬سياسي،‭ ‬أو‭ ‬أمني‭ ‬مماثل‭ ‬لنفوذ‭ ‬موسكو‭ ‬هناك‭. ‬وفي‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬القارة،‭ ‬انقسمت‭ ‬الآراء؛‭ ‬حيث‭ ‬امتنعت‭ ‬19‭ ‬دولة‭ ‬عن‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإدانة‭ ‬العملية‭ ‬العسكرية‭ ‬الروسية‭. ‬وأشارت‭ ‬شبكة‭ ‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‭ ‬نيوز،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬زارها‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬موسكو‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬2022،‭ ‬امتنعت‭ ‬عن‭ ‬التصويت،‭ ‬بينما‭ ‬صوتت‭ ‬أربع‭ ‬دول‭ ‬استضافت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأوكراني‭ ‬على‭ ‬إدانة‭ ‬الكرملين‭.‬ من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬أوروبا،‭ ‬أيضا‭ ‬انقسامات‭ ‬حول‭ ‬المواقف‭ ‬والسياسات‭ ‬المتبناة‭ ‬تجاه‭ ‬روسيا؛‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬هدد‭ ‬باستمرار‭ ‬وحدتها‭. ‬وأوضحت‭ ‬جودي‭ ‬ديمبسي،‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ ‬كارنيجي‭ ‬أوروبا،‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬الرائعة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الأوروبية‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬وإرسال‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬إلى‭ ‬كييف،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هناك‭ ‬اختلافات‭ ‬جوهرية‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬رؤيتها‭ ‬لروسيا‭. ‬وفي‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬خاضعة‭ ‬سابقًا‭ ‬للسيطرة‭ ‬الروسية،‭ ‬مثل‭ ‬بولندا،‭ ‬والتشيك،‭ ‬ودول‭ ‬البلطيق،‭ ‬كانت‭ ‬ثابتة‭ ‬في‭ ‬دعمها‭ ‬لكييف‭ ‬طوال‭ ‬الحرب،‭ ‬فقد‭ ‬أشارت‭ ‬ديمبسي،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬باريس،‭ ‬وبرلين،‭ ‬لم‭ ‬يتراجعا‭ ‬عن‭ ‬مواقفهما‭ ‬حول‭ ‬روسيا،‭ ‬وسط‭ ‬شعور‭ ‬بأنه‭ ‬عندما‭ ‬تنتهي‭ ‬الحرب،‭ ‬يمكن‭ ‬استعادة‭ ‬العلاقات‭ ‬معها،‭ ‬والعمل‭ ‬كالمعتاد‭. ‬ويمكن‭ ‬رؤية‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي،‭ ‬ماكرون،‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2022،‭ ‬بأن‭ ‬الغرب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتجنب‭ ‬محاولة‭ ‬إذلال‭ ‬روسيا،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحذيرات‭ ‬المستشار‭ ‬الألماني،‭ ‬شولتز،‭ ‬بضرورة‭ ‬تجنب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التصعيد‭ ‬مع‭ ‬موسكو‭. ‬ وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بكيفية‭ ‬تطور‭ ‬المواقف‭ ‬المتعارضة‭ ‬حول‭ ‬روسيا،‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب‭ ‬وبعدها؛‭ ‬رأت‭ ‬ديمبسي،‭ ‬أن‭ ‬لعبة‭ ‬إلقاء‭ ‬اللوم‭ ‬الحتمية‭ ‬ستحدث‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬شروخا،‭ ‬ستتعمق‭ ‬داخل‭ ‬التعاون‭ ‬الأوروبي،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تشرع‭ ‬الأطراف‭ ‬ذات‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬المختلفة‭ ‬للبدء‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬بناء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭.‬ وهناك‭ ‬عنصر‭ ‬آخر‭ ‬عند‭ ‬مناقشة‭ ‬أهمية‭ ‬الروايات‭ ‬السائدة،‭ ‬وانقسام‭ ‬الآراء‭ ‬بشأن‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬يتعلق‭ ‬بحاجة‭ ‬الكرملين‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الشعبي‭ ‬داخليًا‭. ‬ولاحظ‭ ‬سكوت،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬حظر‭ ‬الغرب،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬شبكات‭ ‬البث‭ ‬الروسية،‭ ‬قامت‭ ‬موسكو،‭ ‬بتغيير‭ ‬خطتها‭ ‬للتركيز‭ ‬على‭ ‬مواطنيها‭ ‬المحليين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الناطقين‭ ‬بالروسية‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬المجاورة‭ ‬والبعيدة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬اعتماد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الروس‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الحكومية؛‭ ‬أوضح‭ ‬كاميرتس،‭ ‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬استخدمت‭ ‬أساليب‭ ‬الخداع‭ ‬العسكري،‭ ‬مثل‭ (‬التخفي‭)‬،‭ ‬أو‭ (‬التمويه‭)‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬آليات‭ ‬الرقابة،‭ ‬والتعتيم،‭ ‬والتحريف،‭ ‬لتقديم‭ ‬واقع‭ ‬بديل‭ ‬أمام‭ ‬الروس،‭ ‬وبالتالي‭ ‬دعم‭ ‬الشرعية‭ ‬الداخلية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ووفقًا‭ ‬سيرجي‭ ‬رادشينكو،‭ ‬من‭ ‬كلية‭ ‬جونز‭ ‬هوبكنز،‭ ‬فقد‭ ‬تلقت‭ ‬روايات‭ ‬بوتين‭ ‬عن‭ ‬الحرب،‭ ‬ضربات‭ ‬في‭ ‬الشهرين‭ ‬الماضيين،‭ ‬جراء‭ ‬النجاحات‭ ‬العسكرية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬حيث‭ ‬باتت‭ ‬تهدد‭ ‬بتقويض‭ ‬سلطة‭ ‬بوتين‭ ‬داخليا‭ ‬وخارجيًا‭.‬ على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬أخذ‭ ‬التطورات‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬أوكرانيا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار،‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬معركة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬دفة‭ ‬الحرب‭ ‬ستحسمها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬الأحداث‭ ‬على‭ ‬الأرض،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬أن‭ ‬النكسات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بالقوات‭ ‬الروسية،‭ ‬قوّت‭ ‬شوكة‭ ‬آلة‭ ‬الإعلام‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬دعم‭ ‬كييف،‭ ‬لمواصلة‭ ‬نجاحاتها‭. ‬وبشكل‭ ‬عام،‭ ‬خلص‭ ‬بوتشر،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بالنسبة‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬فإن‭ ‬الروح‭ ‬الجماعية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬اتضحت‭ ‬أنها‭ ‬أكثر‭ ‬قوة‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أوهام‭ ‬العظمة‭ ‬لبوتين‭.‬

مشاركة :