أكد عبد الرحمن أحمد الحربي، سفير المملكة العربية السعودية لدى الصين، أن مشاركة الرئيس الصيني شي جين بينج في أعمال القمة العربية الصينية الأولى التي تستضيفها الرياض، تشكل محطة بارزة في الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين، وحدثاً بارزاً في مسيرة تعزيز العلاقات وتنمية الصداقة الأبدية وتوطيد الثقة السياسية المتبادلة، كما تعد مشاركته تقدماً ملموساً للتعاون في إطار «الحزام والطريق»، ومقدمة لنتائج مثمرة للتعاون العملي القائم والمستقبلي بين الجانبين في مختلف المجالات. وذكر الحربي، أن الرئيس الصيني الذي بدأ أمس زيارة إلى المملكة العربية السعودية تلبية لدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل السعودية، وتستمر أربعة أيام، سيحضر أيضاً أعمال القمة الصينية - الخليجية. وأوضح الحربي، في حوار مع وكالة الأنباء الصينية «شينخوا»، أن القمة العربية الصينية تستهدف توسيع التعاون المشترك لخلق مستقبل مشرق للعلاقات العربية الصينية يصب في توسيع مساحة تطويرها، وخلق مزيد من الروابط الوثيقة في المجالات كافة، بما يخدم مصالح الجانبين العربي والصيني، وتقديم مساهمات بناءة للسلام والتنمية العالميين، لافتاً إلى أن السياق التاريخي والحاضر القائم والمستقبل المأمول يشير إلى أن العلاقات بين الجانبين قائمة على مبادئ واضحة هي الاحترام المتبادل والثقة المتبادلة والمصالح المشتركة. وقال إنه بعد إطلاق الرئيس شي جين بينج مبادرة «الحزام والطريق» في عام 2013، كان للدول العربية دور مهم في التعاون مع الصين في هذه المبادرة التي تستهدف الإسهام وبتأثير كبير في تنمية الاقتصاد العالمي، وقد أعطى التعاون العربي - الصيني من خلال مبادرة «الحزام والطريق» زخماً آخر لتعزيز العلاقات بين الجانبين ودفع التقارب بين الخطط التنموية للدول العربية من جهة والمبادرة الصينية من جهة أخرى، وتدعيم أواصر العلاقات بينهما عبر «الحزام والطريق»، علاوة على تقديم الدعم الفكري للبناء المشترك لهذه المبادرة. وأكد الحربي على الدعم العربي للصين في المحافل الدولية، لافتاً إلى أن الدول العربية والصين قدمت نموذجاً يحتذى به في التعاون والارتقاء بمستوى العلاقات رغم التحديات، لافتاً إلى تجاوز الجانبين العربي والصيني مرحلة تبادل المساعدات إلى التعاون المشترك والبناء من أجل دفع التنمية وتعزيز التعاون وتبادل المنافع والاستفادة المشتركة. وذكر أن الرصيد الكبير المتراكم للعلاقات العربية -الصينية على مدار أكثر من ستين عاماً أسهم في أن يكون هناك قاعدة انطلاق لعلاقات عربية - صينية، أكثر قوة وتنوعاً في المستقبل، لاسيما وأن الجانبين يؤمنان بأن «السلام والتنمية» هما المسار الصحيح، وأن حجم المصالح المشتركة بينهما يتنامى بشكل كبير. وفي معرض حديثه عن المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني، قال الحربي إن المؤتمر شهد نجاحاً أبهر كل المتابعين للشأن الصيني، وكانت النتائج والقرارات استثنائية ومهمة سواء للشعب الصيني أو للمجتمع الدولي، مشيراً إلى أن انتخاب شي جين بينج أميناً عاماً للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في المؤتمر يعتبر أساساً قوياً لاستمرار الصين في تنفيذ خططها ورؤاها المستقبلية.
مشاركة :