هذا الفيتامين يساعد على الوقاية من الزهايمر والخرف

  • 12/9/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يُقدر أن 55 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من الخرف، ويتوقع أن يرتفع هذا الرقم مع تقدم سكان العالم في العمر. للعثور على العلاجات التي يمكن أن تبطئ المرض أو توقفه، يحتاج العلماء إلى فهم أفضل للعوامل التي يمكن أن تسبب الخرف. من أجل ذلك، أكمل باحثون من جامعة "تافتس" (Tufts University) في ولاية ماساتشوستس الأميركية دراسة لفحص مستويات فيتامين (د) في أنسجة المخ، وتحديداً لدى البالغين الذين عانوا من معدلات متفاوتة من التدهور المعرفي. وجدوا أن أفراد هذه المجموعة، الذين لديهم مستويات أعلى من فيتامين (د) في أدمغتهم، يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل. نُشرت الدراسة في مجلة "Alzheimer"s & Dementia". قالت سارة بوث، كبيرة المؤلفين ومديرة مركز جان ماير لأبحاث التغذية البشرية حول الشيخوخة التابع لوزارة الزراعة الأميركية "يعزز هذا البحث أهمية دراسة كيف يخلق الغذاء والمواد المغذية مرونة لحماية الدماغ المتقدم في السن من أمراض مثل مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى ذات الصلة". يدعم فيتامين (د) العديد من الوظائف في الجسم، بما في ذلك الاستجابات المناعية والحفاظ على صحة العظام. تشمل المصادر الغذائية لهذا الفيتامين الأسماك الدهنية والمشروبات المدعمة (مثل الحليب أو عصير البرتقال)؛ كما يوفر التعرض القصير لأشعة الشمس جرعة من هذا الفيتامين. تؤكد كيلا شيا المؤلفة الرئيسية والأستاذة المشاركة في مدرسة فريدمان لعلوم وسياسة التغذية في جامعة تافتس "أوضحت العديد من الدراسات وجود عوامل غذائية في الأداء الإدراكي أو الوظيفي لدى كبار السن، بما في ذلك العديد من الدراسات حول فيتامين (د). ولكن جميعها تستند إلى المدخول الغذائي أو مقاييس الدم الخاصة بفيتامين (د). أردنا معرفة ما إذا كان فيتامين (د) موجودًا في الدماغ. وإذا كان كذلك، كيف ترتبط هذه التركيزات بالتدهور المعرفي؟". فحصت بوث وشيا وفريقهما عينات من أنسجة المخ من 209 مشاركين في مشروع Rush Memory and Aging، وهي دراسة طويلة الأمد لمرض الزهايمر بدأت في عام 1997. قيم الباحثون الوظيفة الإدراكية للمشاركين وكبار السن الذين لم تكن لديهم علامات على ضعف الإدراك وراقبوهم مع تقدمهم في العمر، وحللوا الاختلالات في أنسجة المخ بعد الموت. في دراسة جامعة تافتس، بحث العلماء عن فيتامين (د) في أربع مناطق من الدماغ: اثنتان مرتبطتان بالتغيرات المرتبطة بمرض الزهايمر، وأخرى تتعلق بأشكال الخرف المرتبطة بتدفق الدم، ومنطقة واحدة دون أي ارتباط معروف بالتدهور المعرفي المرتبط بمرض الزهايمر أو مرض الأوعية الدموية. وجدوا أن فيتامين (د) كان موجودًا بالفعل في أنسجة المخ، وأن مستويات فيتامين (د) العالية في جميع مناطق الدماغ الأربعة مرتبطة بوظيفة إدراكية أفضل. مع ذلك، لم ترتبط مستويات فيتامين (د) في الدماغ بأي من العلامات الفسيولوجية المرتبطة بمرض الزهايمر في الدماغ، بما في ذلك تراكم لويحات الأميلويد، أو داء جسيمات ليوي (Lewy body disease) أو دليل على السكتات الدماغية المزمنة أو المجهرية. هذا يعني أنه لا يزال من غير الواضح بالضبط كيف يمكن أن يؤثر فيتامين (د) على وظائف المخ. تقول شيا "الخرف متعدد العوامل، والكثير من الآليات المرضية الكامنة وراءه لم يتم توصيفها بشكل جيد. يمكن أن يكون فيتامين (د) مرتبطًا بنتائج لم ننظر إليها بعد، لكننا نخطط للدراسة في المستقبل". بات معروفا أيضًا أن فيتامين (د) يختلف باختلاف المجموعات العرقية والإثنية. وكان معظم المشاركين في مشروع "Rush" آنف الذكر ينتمون لمجموعة عرقية واحدة. يخطط الباحثون لإجراء دراسات متابعة باستخدام مجموعة أكثر تنوعًا للنظر في تغيرات الدماغ الأخرى المرتبطة بالتدهور المعرفي. يأملون أن يؤدي عملهم إلى فهم أفضل للدور الذي قد يلعبه فيتامين (د) في درء الخرف. مع ذلك، يحذر الخبراء من استخدام جرعات كبيرة من مكملات فيتامين (د) كإجراء وقائي. الجرعة الموصى بها من هذا الفيتامين هي 600 وحدة دولية للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 1 و70 عامًا، و800 وحدة دولية لمن هم أكبر سنًا. يمكن أن تسبب الجرعات الزائدة ضررًا. تؤكد شيا "نعلم الآن أن فيتامين (د) موجود بكميات معقولة في أدمغة البشر، ويبدو أنه مرتبط بانخفاض أقل في الوظيفة الإدراكية"، مضيفة "لكننا بحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد الأمراض العصبية التي يرتبط بها فيتامين (د) في الدماغ قبل أن نبدأ في تصميم التدخلات المستقبلية".

مشاركة :