خلصت الباحثة والأكاديمية المتخصصة في الإعلام والعلاقات العامة الاستراتيجية الدكتورة وديان عدنان قطان في بحثها «الصورة النمطية للسعودية والسعوديين في وسائل الإعلام الغربية في تويتر» إلى أن الصورة النمطية السائدة قديما لم تعد موجودة بل إن نتائج الدراسة أظهرت وجود اختلافات جوهرية في تمثيل وسائل الإعلام الإخبارية الغربية للمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة بعد إطلاق رؤية 2030. فمن خلال التحليل الكمي للمحتوى، قامت الباحثة بتحليل تغريدات باللغة الإنجليزية من قبل أهم حسابات إخبارية غربية (بريطانيا - فرنسا - أمريكا) والتي تناولت المواضيع المتعلقة بالشأن السعودي خلال الإطار الزمني المحدد، من 1 يناير 2018 إلى 31 ديسمبر 2019. وتظهر النتائج الرئيسية أن هناك تباينا في محتوى التغريدات مقارنة بالصورة النمطية السائدة عن السعودية في السنوات السابقة، حيث كان ملف الإرهاب هو الأكثر هيمنة في السابق بنبرة سلبية تجاه المملكة العربية السعودية في حين أن الإرهاب هو الأقل ذكرا الآن، كما عرضت جميع التغريدات جهود المملكة العربية السعودية ومحاربتها للإرهاب بنبرة إيجابية بالإضافة إلى تطرق التغريدات إلى مفهوم الوسطية والاعتدال الذي انتهجته الحكومة السعودية مؤخرا، ما يعني أن الصلة بين الدولة والمجتمع السعودي والإرهاب يمكن اعتبارها سمعة قديمة، لا تنطبق تماما على العهد السعودي الجديد. بالإضافة إلى ذلك، لقد تغيرت أيضا النبرة السلبية تجاه ملف المرأة السعودية والذي كانت قد تناولته الصحافة الغربية في السابق بشكل سلبي إلا أن الدراسة أشارت إلى تغيير كلي في النبرة المستخدمة في مناقشة الوضع الحالي للمرأة السعودية. وتكشف نتائج الدراسة إلى تمثيل المملكة العربية السعودية كقوة اقتصادية خارج نطاق النفط، فتناولت التغريدات مساهمات المملكة الاقتصادية في مجالات استثمارية متنوعة بالإضافة إلى النفط وهو الأمر الذي يختلف تماما في تمثيل المملكة سابقا في وسائل الإعلام الغربية والذي كان يمثل المملكة على أن النفط هو مصدر قوتها الاقتصادية. تغريدات عالمية تشيد بقيم الاعتدال والوسطية في السعودية على الرغم من أن الصور السعودية في وسائل الإعلام قد تم فحصها على نطاق واسع على مدى العقود الخمسة الماضية، إلا أنها لا تزال موضوعا بحثيا مهما، خاصة بعد التغيرات السياسية الداخلية والتحديات الحاسمة التي شهدتها المملكة في السنوات الأخيرة على الصعيد السياسي، الاقتصادي والاجتماعي، كما وجدت الباحثة أن أغلب البحوث السابقة عن المملكة العربية السعودية تركز على مصادر الأخبار التقليدية مثل التلفزيون والصحف. ومع ذلك، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا أداة فعالة ومستخدمة على نطاق واسع لمشاركة الأخبار والمعرفة في جميع أنحاء العالم. ولذلك تعد الدراسة هي الأولى من نوعها في تحليل الصورة النمطية للمملكة العربية السعودية في إطار زمني جديد وأداة إعلامية جديدة. انطلاقا من هذه الرؤية، وجدت الباحثة قطان على ان هناك ضرورة بحثية لدراسة كيفية تمثيل المملكة العربية السعودية على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، على وجه التحديد. ولذلك كان هدف دراستها هو التعرف على كيفية تمثيل السعودية والسعوديين في تغريدات باللغة الإنجليزية من قبل وسائل الإعلام الغربية مؤخرا في السنوات التي تلت العديد من الحوادث السياسية في المنطقة، وبعد القيادة السياسية الجديدة في المملكة العربية السعودية التي أدخلت العديد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع السعودي. وحرصت الباحثة أن يسلط نطاق هذه الدراسة الضوء على تمثيل المملكة العربية السعودية والسعوديين وكيف يتم تأطيرها في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال فحص التغريدات باللغة الإنجليزية من الحسابات الإخبارية الغربية على تويتر بهدف اكتساب فهم مفصل لكيفية تصوير السعوديين مؤخرا على تويتر، تزامنا مع انطلاق رؤية 2030 في عام 2016. وحول الدراسة، تقول قطان بانه من خلال عملها كإعلامية في الخارج، وجدت بان هناك حاجة لمعرفة الصورة النمطية للسعودية والتي اختلفت في العامين الاخيرين الامر الذي لامسته اثناء تأدية عملها ولذلك تقول “لقد اخترت ان تكون بداية الإطار الزمني لتحليل التغريدات في عام 2018، اي عامان بعد انطلاق الرؤية ليتسنى معرفة آثار الرؤية والتي تعد خطة وطنية طموحة تعمل لبناء مستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية، حيث تعمل على تعزيز مكانة المملكة كعمق وسند وانشاء افق ثقافية جديدة تعزز مكانة المملكة على الصعيد العالمي”. تمثيل سعودي قوي خارج نطاق النفط وأفادت قطان بأن نتائج هذه الدراسة تمثل تحولا تاريخيا في كيفية النظر إلى التمثيل السعودي وتأطيره من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة الى الأدبيات السابقة أظهرت فجوة في الدراسات الأكاديمية التي تدرس تغطية السعوديين في عصر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة بعد الإصلاحات الهائلة التي حدثت في المجتمع السعودي في السنوات الأخيرة ولذلك تساهم هذه الدراسة في الأبحاث المستقبلية عن المملكة العربية السعودية حيث لم تحلل أي دراسات سابقة كيفية تأطير القضايا المتعلقة بالمملكة العربية السعودية في تغريدات باللغة الإنجليزية من قبل حسابات إخبارية غربية على تويتر. وبالتالي، يمكن لهذه الدراسة أن تقدم رؤى أكاديمية جديدة حول كيفية استخدام وسائل الإعلام الإخبارية الغربية، وتحديدا الحسابات الإخبارية الأكثر متابعة، على تويتر فيما يتعلق بكيفية تغطيتها للمملكة العربية السعودية كدولة ومجتمع، والنبرة التي عبرت عنها في تغريداتها، وأنواع الموضوعات والموضوعات التي تشاركها مع متابعيها. الباحثة السعودية
مشاركة :