قال السفير العراقي لدى الصين شورش خالد سعيد خلال مقابلة خاصة أجرتها وكالة أنباء ((شينخوا)) معه مؤخرا، إن الحكومة العراقية ترغب في توسيع آفاق التعاون الثنائي مع الصين في مختلف المجالات، وذلك تزامنا مع تنامي العلاقة الثنائية بشكل ملحوظ. وفي معرض إشارته إلى القمة الصينية العربية الأولى التي تعقد في الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، قال السفير إن ما يجعل للقمة أهمية بالغة، باستثناء إبرام الاتفاقيات خلالها، هو التوقيت الزمني الذي ستنعقد فيه، إذ يشهد العالم مرحلة حساسة ومهمة من التغييرات والمخاضات العسيرة. وقال: "من شأنها أن تدفع باتجاه تحول العالم نحو عالم جديد تسوده تعددية الأقطاب في ضوء اشتداد الأزمة الاقتصادية العالمية، والتغيير الحاصل في خريطة العلاقات الدولية". وقال: "نتطلع في القمة إلى لقاء استراتيجي يجمع قيادة بلدينا من أجل رسم خريطة التعاون الاستراتيجي المستقبلي بين العراق والصين". أوضح السفير أنه بعد عام 2003، قد تنامت العلاقة الثنائية من التعاون التقليدي إلى التقليدي المتنامي في جميع المجالات الحيوية تقريباً خلال عقد من الزمن. وفي نهاية عام 2015، تم إعلان إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بين العراق والصين، وبالتالي أخذت العلاقات الثنائية مساراً ومنحى تصاعدياً يتسم بالتعاون الاستراتيجي. وأكد السفير سعيد أن العلاقات العراقية الصينية قد ارتقت إلى المستوى الاستراتيجي، بعد انضمام العراق إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية عام 2015، ومن ثم المضي قدماً في تعزيز وتعميق تلك العلاقات، من خلال التواصل الاستراتيجي والدعم الثابت والتعاون والتنسيق المشترك. وعُرف العام 2019، بأنه عام ترسيخ علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، إذ توّجت فيه تلك العلاقات استراتيجياً من خلال استكمال توقيع ملحقي اتفاق إطار التعاون ومذكرات التفاهم القطاعية، لإعادة إعمار العراق في إطار مبادرة "الحزام والطريق" لما بعد عام 2019 وحتى الوقت الراهن. وقال: "في المرحلة المقبلة، وفي ضوء وجود حكومة عراقية جديدة، نهتم بتوظيف اتفاق التعاون باتجاه الاتفاق على مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية مثل الطرق والجسور والمصافي ومحطات الطاقة الكهربائية وغيرها". وأضاف أن العراق يمثل ثالث أكبر مورّد للنفط الخام إلى الصين، ومن المتوقع أن يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 45 مليار دولار في عام 2022، ما يمثل إشارة مهمة إلى تنامي العلاقات بين البلدين لاسيما العلاقات التجارية. كما ذكر السفير أن العراق والصين حضارتان أثرتا على المسار التاريخي بفعل نتاجهما الفكري والمادي عبر القرون الطويلة، ولديهما حضارة عميقة ومتجذرة في أعماق التاريخ، لذا ينبغي إليهما تعزيز التبادلات الثقافية من خلال التبادل العلمي والأكاديمي، والتشجيع على السياحة، ورعاية إقامة المتاحف في كلا البلدين. وشدد السفير سعيد على أن الحكومة العراقية الجديدة لديها رؤية شاملة للأوضاع، فضلاً عن جديتها في تعزيز العلاقات العراقية مع كل دول العالم وفق مبدأ التوازن لاسيما مع الصين، إذ ترغب الحكومة العراقية في توسيع آفاق التعاون الثنائي مع الصين في مختلف القطاعات. ووصف السفير في المقابلة ما شهده من الحقائق في منطقة شينجيانغ الصينية بأنه رأى مدنا تشهد الازدهار والتطور العمراني والصناعي والزراعي في كل المجالات. ورأى في كاشغر وأكسو وأورومتشي وغيرها من المدن ذات الأهمية التاريخية والحضارية في شينجيانغ، بوصفها مرتكزات لطريق الحرير القديم والرابط بين الثقافات والحضارات المتعددة، مشهد التطور الثقافي والديني ونجاح منظومة تؤسس لثقافة التعايش السلمي بين القوميات المتعددة. وأشار السفير سعيد إلى أنه اطلع على مساجد المسلمين ودور العبادة الأخرى، وانتشار كلا اللغتين الويغورية والصينية في المدن المذكورة، ما يدل على تمتع المسلمين في المنطقة بحقوقهم وتقاليدهم ووجودهم، وإيلاء الحكومة الصينية اهتماماتها بالدين والثقافة في هذا الإقليم المهم، فضلا عن تبنيها استراتيجية واقعية شاملة للنهوض بواقعه، اعتمادا على إرثه وخصوصيته الدينية والتاريخية والثقافية والحضارية ليكون مَعلَما وشاهدا لأهم طرق في مبادرة "الحزام والطريق". وفي هذا السياق، أكد السفير أن الدول العربية تدعم الصين وسياساتها للاستمرار في تعزيز ازدهار شينجيانغ والحفاظ على كيان المجتمع المسلم ضمن بيئة التعايش السلمي بين القوميات المختلفة. وقال السفير سعيد إن الصين تتميز بسياستها الخارجية المرتكزة على ما يعرف بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، مؤكدا أن الدور الصيني في منطقة الشرق الأوسط يتمحور حول هذه المبادئ، مضيفا بأن الصين قد تبنت مبادرات لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط وحل القضية الفلسطينية والقضايا الاخرى ارتكازاً على الأمن والتنمية.
مشاركة :