اعتبر مراقبون وخبراء فلسطينيون يوم (الجمعة) أن القمة الصينية العربية تمثل نقلة نوعية مهمة في العلاقات بين الصين والدول العربية لتحقيق شراكة إستراتيجية في ظل المتغيرات الدولية وعدم الاستقرار العالمي. وقال مدير مركز ((مسارات)) للأبحاث والدراسات في رام الله هاني المصري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن القمة العربية الصينية تحقق نقلة نوعية في العلاقات، وتأتي في توقيت دقيق يتعين استثمارها لتحقيق شراكة إستراتيجية على أسس عالمية جديدة وفي ظل المتغيرات العالمية. وأضاف المصري أن أهمية القمة تنبع من كونها عقدت في ظل أزمات يشهدها العالم تتمثل بالطاقة والغذاء وزيادة التوترات، معتبرا أن الزيارة التاريخية للرئيس الصيني شي جين بينغ للمملكة العربية السعودية تعد تطورا مهما وحدثا عالميا. وأكد أن الصين تعطي مجالا للتعاون والتبادل وإفادة ودعم الدول النامية بعيدا عن أي “أطماع استعمارية”، وهذا يعطي فرصا أكبر للدول من أجل التقدم والنمو وهي بأمس الحاجة إليه. وشدد على الحاجة لمزيد من التعاون والتبادل والتكامل ما بين الصين والدول العربية، لأن العالم يشهد أزمات كبيرة جدا تتمثل بارتفاع الأسعار والتضخم والأوبئة والمناخ، وبالتالي هناك قضايا كبيرة بحاجة ملحة للتعاون والاستفادة من الصين ومستوى التقدم الذي تحرزه على الصعد كافة. ورأى المصري أن القمة العربية الصينية تنعكس إيجابيا على صعيد القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الصين تلتزم بموقف دعم الحقوق الفلسطينية والوقوف إلى جانب الفلسطينيين في المحافل الدولية، ودعت أكثر من مرة لمبادرات من أجل حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حدود عام 1967. بدوره، اعتبر الخبير الفلسطيني مازن شامية أن القمة العربية الصينية بمثابة نقل العلاقات بين الجانبين إلى مستوى شراكة حقيقية رغم ما تشهده المنطقة من عدم استقرار. وقال شامية لـ ((شينخوا)) إن المنطقة العربية تمثل موقعا مهما لمبادرة الحزام والطريق التي تتبناها الصين منذ سنوات، مشيرا إلى أن تطور العلاقات بين الجانبين أساسي في إنجاح هذا المشروع الكبير. وأضاف أن من المهم تعزيز فرص التعاون مع الصين التي أثبتت نفسها من خلال سياساتها المتوازنة في حل المشاكل والأزمات، وهذا ما يخلق ارتياحا تجاه أي تعاون بين الجانبين. وبشأن موقف الصين من القضية الفلسطينية، أوضح “لا يختلف اثنان على موقف الصين الثابت تجاه القضية الفلسطينية والقضايا الأخرى في المنطقة العربية، من خلال إحلال السلام وفرض العدالة الدولية”. ولفت إلى أن الصين أكدت مرارا وتكرارا ضرورة حل القضية الفلسطينية، وسبق أن قدمت مبادرات لرؤيتها للسلام في المنطقة، مؤكدا أهمية المبادرات الصينية وتواؤمها مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وتابع شامية أن الدول العربية كافة تعول على الصين في ظل إخفاقات النظام الغربي في المنطقة، مؤكدا قدرة الصين على أن تقدم نفسها كراع شريك في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وستخلق توازنا مهما كونها لا تتدخل في شأن الآخر وتقدم نفسها كطرف شريك قائم على المنفعة المتبادلة. من جهته، قال المحلل السياسي من رام الله رجب أبو سرية إن القمة الصينية العربية “لا يمكن النظر إليها باعتبارها حدثا عاديا وإنما قمة مهمة قد ترسم ملامح جديدة للشرق الأوسط”. وأضاف أبو سرية لـ((شينخوا)) أن القمة العربية الصينية الأولى على جدول أعمالها العديد من القضايا التي تتمثل في “تعزيز علاقة الخليج والعرب مع الصين في كل المجالات خاصة أفق التعاون الاقتصادي والتنموي”. وأشار إلى أن الصين “لم تهيمن على أنحاء من العالم كما تفعل الدول الغربية بنهب خيرات ومقدرات الدول والشعوب”.
مشاركة :