تقرير إخباري: المغرب يواصل صناعة التاريخ في مونديال قطر بالتأهل لأول مرة إلى نصف النهائي

  • 12/11/2022
  • 00:00
  • 20
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة 10 ديسمبر 2022 (شينخوا) واصل منتخب المغرب اليوم (السبت) مشواره في صناعة التاريخ بتأهله لأول مرة إلى الدور نصف النهائي من بطولة كأس العالم لكرة القدم "فيفا قطر 2022"، في إنجاز غير مسبوق عربيا وأفريقيا، بعد الفوز على منتخب البرتغال بهدف نظيف في ربع النهائي من البطولة. وجاء هدف الفوز الثمين لمنتخب المغرب عبر يوسف النصيري في الدقيقة 42 من زمن المباراة بعد أن استغل الخروج الخاطئ للحارس البرتغالي ديوغو كوستا ليسدد كرة رأسية في شباكه، بالمباراة التي جرت بين الفريقين أمام 44198 متفرجا في استاد الثمامة البالغة سعته 44400 متفرج. وقدم المنتخب المغربي مباراة رائعة أمام منتخب البرتغال المدجج بنجومه وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو وجواو فيليكس، وخلق لاعبو المغرب فرصا محققة بعد الهدف الأول لكنها لم تترجم إلى أهداف، كما دافعوا باستماتة طوال شوطي المباراة والوقت المحسوب بدل الضائع، ليحسموا نتيجة اللقاء لصالحهم. ونال الحارس ياسين بونو جائزة رجل المباراة بعد أن تألق كعادته في صد هجمات لاعبي البرتغال، وأفشل مع الدفاع كل محاولاتهم لتغيير النتيجة حتى مع دخول رونالدو في الشوط الثاني، ليحافظ على شباكه نظيفة من أهداف الخصوم حيث كان الهدف الوحيد الذي تلقاه بنيران صديقة عندما سجل نايف أكرد هدفا لكندا بالخطأ في مرماه. وشهدت المباراة طرد اللاعب المغربي وليد شديرة بعد أن أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجهه في الدقيقة 90+3 من عمر المباراة، لكن ذلك لم يفت في عضد منتخب المغرب الذي أكمل اللقاء بعشرة لاعبين واستمر لاعبوه في أداءهم البطولي حتى صافرة النهاية. وبهذا الفوز أطاح "أسود الأطلس" بمنتخب البرتغال، أحد المرشحين للقب، من الدور ربع النهائي، وأصبح منتخب المغرب أول منتخب عربي وأفريقي يصل إلى نصف نهائي بطولة كأس العالم في تاريخ المونديال. وأصبح النصيري الهداف التاريخي لمنتخب المغرب في هذه البطولة برصيد ثلاثة أهداف، كما بات أكثر اللاعبين العرب تسجيلا في تاريخ المونديال مع معادلته رصيد لاعبي السعودية سامي الجابر وسالم الدوسري ولاعب تونس وهبي الخزري. ومع انتهاء الدقائق الأخيرة للمباراة التي حبست الأنفاس، انفجر اللاعبون والطاقم الفني بفرحة عارمة وتوجهوا صوب المدرجات ليحتفلوا بالفوز التاريخي مع الجمهور الذي ملأ مدرجات استاد الثمامة وهز جنباته هتافا وابتهاجا بأسود الأطلس، فيما عمت احتفالات الجماهير المغربية والعربية أرجاء قطر. وعلى الجانب الآخر، ظهرت الحسرة على لاعبي منتخب البرتغال الذين ودعوا المونديال بالدموع، وأظهرت الكاميرات الأسطورة رونالدو وهو يغطي وجهه ويجهش بالبكاء أثناء مغادرته الملعب، حيث لم يتمكن من تحقيق حلمه ببلوغ النهائي والتتويج باللقب. وفي مؤتمر صحفي عقب المباراة، أكد مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي أن فريقه يحلم بالمجد في كأس العالم بعد وصوله إلى الدور قبل النهائي من البطولة. وقال الركراكي "عندما تكون فريقا صغيرا أنت بحاجة لأن تحلم وتؤمن....لم نأت إلى كأس العالم لنلعب ثلاث مباريات فقط ونصنع الأرقام، كرة القدم هي أفضل رياضة في العالم لأنها تتيح لك أن تحلم، هذه رسالتي للفريق وإلى القارة (أفريقيا) أعتقد أن العالم الآن مع المغرب". واعتبر المدرب أن عزم فريقه وتصميمه كان أهم من "الموهبة والمال"، قبل أن يضيف "لا أعتقد أن لاعبي فريقي ركضوا بهذا القدر في حياتهم، لم نكن جيدين كما كنا ضد إسبانيا (في دور الـ 16) عندما تلعب من قلبك تمنح نفسك فرصا، البرتغال فريق رائع وبدون هذه الرغبة والشغف لن يكون لديك فرصة". ولفت إلى أن فريقه استحوذ على قلوب الجماهير في جميع أنحاء أفريقيا، مستطردا القول "لقد أصبحنا الفريق المحبوب في بطولة كأس العالم هذه... إذا كان لديك اعتقاد شغوف يمكنك النجاح، ولاعبو فريقي أظهروا ذلك". ومضى يقول "ما حققناه ليس معجزة، لقد تغلبنا على بلجيكا وإسبانيا والبرتغال دون أن يدخل هدف في مرمانا، لقد جعلنا شعبنا والقارة والناس في جميع أنحاء العالم فخورين جدا". وختم حديثه بالقول "لماذا لا نحلم بالفوز بكأس العالم .. الحلم لا يكلف شيئا، نحن لم نحقق شيئا بعد، لكن كل فريق يواجهنا من الآن فصاعدا سيكون خائفا لأنهم يدركون أنهم يجب أن يكونوا في أفضل حالاتهم للتغلب علينا". وفي المؤتمر الصحفي نفسه، اعتذر مدرب البرتغال فرناندو سانتوس من جماهير المنتخب بعد الخسارة أمام المغرب في ربع النهائي والخروج من مونديال قطر. وقال سانتوس "أشعر بالحزن وخيبة الأمل... لو حالفنا بعض الحظ الليلة لخرجنا فائزين". وأضاف أن الحظ أدار ظهره لمنتخب البرتغال رغم أنه صنع العديد من الفرص التي تصدى لها الحارس ياسين بونو، لكن المنتخب المغربي فريق رائع لعب بشراسة وحماس واستطاع أن يحقق الفوز. ودافع المدرب عن قراره بإبقاء قائد المنتخب كريستيانو رونالدو على دكة البدلاء قبل إشراكه في الشوط الثاني، معتبرا أن ذلك لم يؤثر على الفريق وأنه غير نادم على هذا القرار. وذكر أن رحيله عن تدريب المنتخب أمر وارد إثر الخسارة، مشيرا إلى أنه سيجتمع مع رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم بعد العودة لمناقشة مستقبله. وكان منتخب "أسود الأطلس" قد قدم أداء مميزا في هذه البطولة، إذ تأهل عن دور المجموعات متصدرا مجموعته برصيد سبع نقاط بعد التعادل مع منتخب كرواتيا، وصيف بطل النسخة الماضية، والفوز على كل من بلجيكا وكندا، وصعد إلى ربع النهائي بعد إقصاء منتخب إسبانيا إثر الفوز التاريخي عليه بركلات الترجيح في دور الـ 16. ويلتقي منتخب المغرب في الدور المقبل بالمنتخب الفرنسي حامل لقب النسخة الماضية، الذي تأهل لنصف النهائي أيضا بعد فوزه على نظيره الانجليزي بهدفين لهدف في مباراة أخرى جرت مساء اليوم على استاد البيت المونديالي.

مشاركة :