سجل المنتخب المغربي إنجازا تاريخيا وأصبح أول فريق عربي وإفريقي يبلغ المربع الذهبي لكأس العالم بعد فوزه المثير على نظيره البرتغالي 1-صفر يوم أمس على استاد الثمامة في دور الثمانية لمونديال 2022. ويدين المنتخب المغربي بالفضل في هذا الفوز ليوسف النصيري مهاجم إشبيلية الإسباني الذي أحرز هدف الحسم في الدقيقة 42. ونجحت ثلاثة منتخبات إفريقية من قبل في بلوغ دور الثمانية بكأس العالم هي الكاميرون (1990) والسنغال (2002) وغانا (2010)، لكن أسود الأطلس أصبحوا «أمس» أول منتخب عربي وإفريقي يتأهل للمربع الذهبي. وحافظ المنتخب المغربي على مكانته كأقوى خط دفاع في مونديال 2022 حيث اهتزت شباكه مرة واحدة فقط. وقدم منتخب المغرب مسيرة متميزة في المونديال، حيث تصدر مجموعته بسبع نقاط من التعادل سلبيا مع كرواتيا ثم الفوز على بلجيكا 2-صفر وعلى كندا 2-1 ثم الفوز التاريخي بركلات الجزاء الترجيحية على إسبانيا في دور الستة عشر. وللمباراة الثانية على التوالي قرر فرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي الإبقاء على كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء والاعتماد على جونكالو راموس منذ البداية أمام المغرب. وكان رونالدو قد تواجد على مقاعد البدلاء في مباراة دور الـ16 أمام المنتخب السويسري يوم الثلاثاء الماضي، التي انتهت بفوز البرتغال 6-1. والتقى المنتخبان المغربي والبرتغالي مرتين من قبل في كأس العالم وانتهت الأولى بفوز المغرب 3-1 بدور المجموعات لمونديال 1986 ثم فازت البرتغال 1-صفر في مونديال 2018. ودخل المنتخب المغربي المباراة بأداء حذر في البداية، لكن سرعان ما دخل أجواء المباراة بشكل سريع وأصبح يجاري منافسه البرتغالي في الهجمات. وبقيادة جواو فيليكس وجونزالو راموس وإلى جانبهم برونو فيرنانديز حاول المنتخب البرتغالي تسجيل هدف مبكر، لكنه فوجئ بدفاع قوي من جواد اليامق ورومان سايس، إلى جانب تألق الحارس ياسين بونو. وفي الدقيقة 30 سدد جواو فيليكس كرة من خارج منطقة الجزاء، لكنها اصطدمت بالمدافع جواد اليامق وكادت تهز شباك بونو لتتحول إلى ضربة ركنية لم تسفر عن جديد. وسدد سفيان بوفال كرة من خارج منطقة الجزاء، لكن الحارس دييجو كوستا أمسك بها بسهولة في الدقيقة 34. وفي الدقيقة 42 نجح المنتخب المغربي في تسجيل هدف التقدم عن طريق يوسف النصيري، عندما تلقى كرة عرضية من زميله عطية الله، ليوجهها بضربة رأس في الشباك لحظة خروج الحارس دييجو كوستا للإمساك بها. ولم تشهد باقي دقائق الشوط الأول أي جديد، ليطلق الحكم صافرة نهايته بتقدم المغرب 1-صفر. مع بداية الشوط الثاني، دخل كريستيانو رونالدو بدلا من روبن نيفيز، فيما دخل جواو كانسيلو بدلا من رافائيل جويريرو. وبدا المنتخب البرتغالي أخطر في الدقائق التالية لنزول هذا الثنائي، فيما اضطر المنتخب المغربي إلى إجراء تبديل اضطراري بخروج رومان سايس المصاب ونزول أشرف داري. وفي الدقيقة 59 ارتقى جونزالو راموس لكرة عالية من الجهة اليمنى، ليوجهها بضربة رأس لكنها مرت إلى جوار القائم الأيمن لياسين بونو. وسدد برونو فيرنانديز كرة قوية من على حدود منطقة الجزاء، لكن ياسين بونو أمسك بها ببراعة في الدقيقة 65. وحاول منتخب البرتغال تنفيذ ضربة ركنية بطريقة مختلفة، حينما لعبها كانسيلو أرضية باتجاه برناردو سيلفا أمام مرمى بونو، لكن الأخير لم يلحق بها في الدقيقة 72. وفي الدقيقة 75 أضاع البديل وليد شديرة فرصة تسجيل الهدف الثاني للمنتخب المغربي، بعد جملة رائعة وتبادل مميز للكرات بين لاعبي المغرب، لكن شديرة لم يحسن التحكم بها أمام مرمى دييجو كوستا. وتصدى ياسين بونو لفرصة خطيرة من جواو فيليكس، الذي سدد كرة قوية في الدقيقة 81، ليبعدها إلى ضربة ركنية لم تسفر عن جديد. وفي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه وليد شديرة مهاجم المغرب، ليكمل الفريق المباراة بعشرة لاعبين. ونجح المنتخب المغربي في الحفاظ على نتيجة تقدمه حتى أطلق الحكم صافرة نهاية المباراة بفوزه 1-صفر. رقم جديد للنصيري بات يوسف النصيري الهداف الأول لمنتخب المغرب في تاريخ نهائيات كأس العالم، بعدما وصل إلى هدفه الثالث الذي أحرزه أمام البرتغال، كما عادل رقم الثنائي السعودي سامي الجابر وسالم الدوسري ولاعب تونس وهبي الخزري. وسجل المنتخب المغربي إنجازا تاريخيا وأصبح أول فريق عربي وإفريقي يبلغ المربع الذهبي لكأس العالم بعد فوزه المثير على نظيره البرتغالي 1-صفر أمس السبت على استاد الثمامة في دور الثمانية لمونديال 2022. ماذا قال وليد الركراكي؟ قال مدرب المنتخب المغربي بعد نهاية المباراة: «مرة أخرى واجهنا فريقاً كبيراً مثل البرتغال. رأيتم الإصابات ومن بقي على الميدان. كان علينا أن نكتب التاريخ لإفريقيا. أنا سعيد جداً. نتقدم بمواهبنا ورغم الإصابات التي حصلت تمسكنا وخلقنا هذه الروح الجماعية من أجل الشعب المغربي وكذلك إفريقيا عادت إلى الساحة لتتجاوز سقف التوقعات. من الصعب بالنسبة إلى مدربين مثلنا يدربون في إفريقيا وكان هنا شكوك بشأننا، سعداء من اجل المغرب.. أشكر كل الجماهير والطاقم الفني والاتحاد المغربي للعبة». سانتوس: نحن محبطون أما مدرب البرتغال فقال: «لاعبونا محبطون وأريد أن أشكر الشعب البرتغالي على كل الدعم والتعاطف الذي أظهره تجاهنا. نحن منزعجون لأننا ندرك أننا نملك الكثير من المهارات وأردنا الفوز ومنح الفرح لشعبنا، لذا نشعر بالحزن والخيبة لأننا لم نفعل ذلك. كنا نعرف جيداً خصمنا والتحديات التي تنتظرنا وخصوصاً من الناحية الفنية، وشاهدنا مباريات المغرب ونعرف أنه كان علينا التغلب على التحديات التي فشلت اسبانيا في التغلب عليها.. كان علينا أن ننهي الهجمات وتسجيل الأهداف.. يجب أن نمنح الفضل للمنتخب المغربي. سجل المغرب في الشوط الأول وأعتقد أنه ليس من العادل أن نخسر ولكن هذه هي كرة القدم».
مشاركة :