التدليك وسيلة لتحسين جودة الحياة

  • 12/11/2022
  • 19:46
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بحثا عن الراحة وتخفيف الآلام وتجديد النشاط والوصول للراحة النفسية والاسترخاء البدني الذي يبحث عنه عموم الأشخاص كبارا أم صغارا، ذكورا أو إناثا في ظل صخب الحياة وضغوطات العمل التي أصبحت تستحوذ على ساعات كثيرة من أيامنا، يأتي التدليك أو المساج كوسيلة مألوفة ومحببة وآمنة وذات شعبية واسعة عالميا يتقبلها كل إنسان، فقد يكون الحصول على جلسة تدليك بعد يوم عمل شاق أو حتى الحصول عليها في وقت إجازتك من أفضل القرارات التي تتخذها لتخفيف الضغوط البدنية والضغوط الذهنية،عوضا عن ذلك فإن للتدليك فوائد جمة لإسهامه في تخفيف أعراض كثير من الأمراض، كآلام العضلات والعظام وتخفيض ضغط الدم وتعزيز المناعة وتعزيز الجهاز اللمفاوي وتحسين الأداء الذهني للشخص للوصول للراحة والاسترخاء.مدارس مختلفة إن التدليك هو أحد الممارسات الشعبية التي تطورت مع تطور العلوم والمدارس في شتى أصقاع العالم، لتسريع وقت التعافي واستعادة حيوية الجسم، فأصبح هناك مدارسة مختلفة وطرق متنوعة مما جعلت التدليك ينقسم إلى قسمين رئيسين وهما التدليك الاسترخائي والتدليك العلاجي، فظهرت لنا مدارس التدليك السويدي (Swedish)، تدليك الأنسجة العميقة (Deep Tissue)، التدليك الرياضي (Sport)، تدليك ما قبل الولادة (Prenatal)، التدليك الصيني (TuiNa)، التدليك التايلاندي (Thai)، تدليك الأنسجة الناعمة (Soft tissue)، التدليك الياباني (Shiatsu)، التدليك الانعكاسي (Reflexology)، تدليك الأحجار الساخنة (Hot Stone)، تدليك الزيوت العطرية (Aromatherapy)، التدليك التجميلي (Cosmetic) وغير ذلك، كما أن هناك التدليك الطبي والذي يكون ضمن مقررات العلاج الطبيعي والعلاج الفيزيائي.فإن لكل نوع من أنواع التدليك المذكورة فوائده الخاصة وأساليبه المتفردة التي تتطلب شخصا متقنا حاصلا على تدريب وترخيص من أحد المعاهد أو الكليات المعتمدة حول العالم والتي تمنح دبلومات في التدليك، مما يجعل هذه الممارسة أكثر أمنا وذات جودة متميزة، حيث إن هناك كثير من المعطيات التي يتطلب من الممارس معرفتها قبل البدء بالتدليك، مما يعطي نتائج إيجابية، كما أنه لابد من أخذ موافقة الطبيب المشرف على حالة الشخص إن كان يعاني من مرض مزمن أو مرض غير معلوم السبب.تظهر الدراسات العلمية اليوم أن العلاج بالتدليك يعمل على تحسين وظائف الجهاز المناعي الليمفاوي، ويساعد أيضا على تنظيم الهرمونات، ويمكنه أن يمنع العديد من الأمراض والاضطرابات، ووفقا لبيانات جمعية العلاج بالتدليك الأمريكية حصل 25 بالمئة تقريبا من البالغين الأمريكيين على خدمة العلاج بالتدليك مرة واحدة على الأقل خلال العام 2016، وكان لديهم مجموعة واسعة من الأسباب التي دفعتهم للقيام بذلك، حيث يدرك الكثير من الناس فوائد تدليك الجسم الصحية، ويختارون واحدا من بين العديد من أساليب مساج الجسم آملين الشفاء من أعراض أو إصابات معينة، وتحسين صحة الجسم بشكل عام، فحسب إحدى الدراسات فإن الشعور بالهدوء والاسترخاء بعد التدليك يساعد بشكل كبير في تقليل التوتر والقلق إذ يعتقد أن له تأثيرا يزيد من استجابة الجهاز السمبتاوي مما يقلل من مشاعر القلق، كما يسهم التدليك في زيادة مستويات الدوبامين الذي يحفز استقرار المزاج، و أيضا يساعد العلاج بالتدليك الذين يعانون من الأرق وفشل القلب الاحتقاني.كذلك للتدليك نتائج إيجابية وفعالة في تخفيف آلام العضلات والعظام كآلام الظهر والرقبة والركبة والصداع، حيث إن بعض المواضع تحتاج التدليك مدة قليلة من الزمنوبعضها تحتاج مدة زمنية أطول لأسباب يعرفها المختص، ويمكن زيادة فعالية جلسات التدليك من خلال جلسات التدليك المنتظمة بشكل شهري، ومن ناحية أخرى قد يكون الرياضيون أو المهتمون بالرياضة بمختلف أنواعها بحاجة أكثر من غيرهم لبرامج التدليك إذ يسهم التدليك المنتظم في تحسين أداء التمارين وزيادة قوة العضلات بالإضافة إلى فاعلتيه في تقليل التوتر كما أسلفنا الأمر الذي ينعكس على الأداء الرياضي بصورة مباشرة، ووفقا لأبحاث طبية فإن العلاج بالتدليك يسهم في تعزيز قدرة الجهاز المناعي من خلال زيادة نشاط الخلايا التائية القاتلة في الجسم التي بدورها تقاوم مسببات الأمراض.و ختاما، إن العلاج بالتدليك أحد ممارسات الطب البديل والتكميلي شيوعا منذ القدم و في مختلف دول العالم، و قد يكون ارتبط بممارسات خاطئة لدى الممارسين غير المختصين مؤخرا ، إلا أنه لا يزال اليوم يعتبر وسيلة ناجحة ويلقى رواجا واسعا، فهو رافد اقتصادي مهم ، ففي عام 2020 وعلى الرغم من وجود كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية هناك زيادة بنسبة 9٪ في دخل مراكز التدليك تجاوزت 90 مليون دولار ، كما أضافت المعدات المستخدمة في التدليك ما يقارب 3 بليون دولار إلى الاقتصاد المحلي ، و المتوقع أن تكون هناك زيادة سنوية بمعدل 3٪ في الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات القادمة ، و لهذا لا بد من إعادة النظر من قبل الجهات المعنية في هذه الممارسة و ترتيب أوراقها وإيجاد التنظيم الكامل للتدليك و تصنيف و ترخيص ممارسيه من قبل الجهات المعنية و هذا مما يصب في دعم برنامج جودة الحياة أحد برامج رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وقد يساعد إنشاء معاهد مختصة بالتدليك في دعم عجلة الاقتصاد و جعله ضمن القطاعات المستهدفة للمستثمرين لضخ أموال تدعم الاقتصاد المحلي بإنشاء مراكز متخصصة و منتشرة في مناطق المملكة العربية السعودية ، مما يساهم في جعل المملكة العربية السعودية بيئة جاذبة للسكن و الإقامة و الزيارة.[email protected]

مشاركة :