تمر فترات كثيرة يكون فيها المرء فاقدًا الاهتمام بكل أمور حياته، أو بأشياء كان يحبّها في الماضي، أو يفقد الرغبة للبدء في أي شيء جديد، وربما يترك أمورًا قائمًة بالفعل دون حلّ أو إنجاز، وفي ظل كل ذلك لا يستطيع تفسير هذه الحالة. أخيرًا ظهر مصطلح فقدان الشغف وأصبح يستخدم بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وما لا يعرفه بعض الناس أن هذه حالة صحية عقلية تسمّى الأنهيدونيا، وتستدعي العلاج، كما ورد في موقع “onlymyhealth”. الأنهيدونيا حالة مشابهة للاكتئاب تتّسم بعدم القدرة على الشعور بالمتعة، وتسمى أيضًا انعدام التلذذ، وهى حالة صحية عقلية غالبًا ما تكون أحد أعراض الاكتئاب واضطرابات أخرى مثل الذهان والفصام واضطرابات الشخصية. يظهر هذا المرض في العلاقات التي يتمحور حولها الشخص، كعلاقته بنفسه وعلاقته بالآخرين، إذ يجد نفسه بلا تفاعل أو تجاذب أو رغبة في المواصلة. أكدت إحدى الدراسات الحديثة التي أجريت بخصوص مرض الأنهيدونيا أن نسبة الإصابة به كبيرة وشائعة، إذ إنها تصل إلى 40% في بعض المجتمعات، وتزيد إلى 50% في مجتمعات أخرى، كما أُثبت أن نسبة مَن يعترفون بالمرض لا تزيد على 5% من الحالات المصابة. تحدث هذه الحالة نتيجة لتغيّر يحدث في نشاط الدماغ، إذ يستجيب الجسم بشكل معين لهرمون السعادة (الدوبامين)، ولكن المصابين بانعدام التلذذ يعانون فرط نشاط في هذه الخلايا العصبية مما ينتج عنه هذه الحالة. يمكن أن تحدث أيضًا بسبب مرور الشخص بمراحل من حياته تعرّض فيها لنوبات اكتئاب، ما أدّى إلى ترسّب الحالة في ذهنه، وبمرور الزمن تأخذ قدرته على الاستمتاع بالحياة في التلاشي، حتى يظن أن هذا أمر طبيعي. إذا كانت الحالة متقدمة للدرجة التي يصعب فيها على الشخص ممارسة حياته العادية، فإنه بحاجة إلى اللجوء لمتخصص ليساعده، كي لا تتدهور وتحدث مضاعفات خطيرة، وقد يختار المعالج النفسي إحدى هذه الطرق أو أكثر للعلاج:
مشاركة :