قال المختص بشؤون الأسرى و المحررين الفلسطينيين، عبد الناصر فروانة اليوم الإثنين، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت (815) طفلا فلسطينيا منذ مطلع العام الجاري. وأوضح فروانة، أن اعتقال الأطفال ذكوراً وإناثاً، يندرج ضمن سياسة ممنهجة، دون مراعاة لصغر سنّهم وضعف بنيتهم الجسمانية وسوء الظروف الصحية لبعضهم، ومن دون توفير الحد الأدنى من حقوقهم التي يضمنها القانون الدولي، أو حاجاتهم الإنسانية. وأوضح، أن تلك الاعتقالات لم تراعِ القواعد النموذجية الدنيا في معاملتهم، بعد احتجازهم في مراكز التوقيف، أو ما بعد صدور الأحكام، فتوظف إمكاناتها الهائلة لتشويه واقعهم وتدمير مستقبلهم لخلق جيل مهزوز ومهزوم غير قادر على المقاومة أو المواجهة. وأوضح فروانة، أن الأطفال الفلسطينيون يدفعون ثمناً باهظاً جرّاء الاعتقالات المستمرة على مدار سنين الاحتلال الإسرائيلي، ومَن يقرأ شهادات مَن مرّ منهم بالتجربة يُصاب بالذهول والصدمة، ويكتشف أن مراكز الاحتجاز وأقبية التحقيق وزنازين التعذيب وغرف السجون، ليست سوى مسلخ للطفولة الفلسطينية. ولفت المختص بشؤون الأسرى، إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تخطئ إذا استمرت في اعتقادها أن تحقيق أمنها وسلامة مواطنيها سوف يتأتى عبر اعتقالها المواطنين العُزّل واستهدافها الأطفال الأبرياء. وشدد فروانة، على أن ما تقترفه دولة الاحتلال بحق أطفال فلسطين لم يحقق لها الأمن والسلام، ولن يحفظ مستقبلها من حقد دفين زرعته بفعل ممارساتها لدى الأطفال الفلسطينيين، ومؤجل الانفجار إلى حين البلوغ. وهذا لا يقود إلى أي نوع من السلام المنشود. فالسلام العادل يبدأ بإنهاء الاحتلال. ارجاع وجبتي طعام وفي سياق آخر، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن أسرى معتقل “عوفر”، قرروا اليوم الإثنين، إرجاع وجبتي طعام تضامنا مع الأسيرين المريضين بالسرطان ناصر أبو حميد، ووليد دقة. يذكر أن الأسير أبو حميد نُقل أمس بشكل عاجل من سجن “الرملة” إلى مستشفى مدني، بعد ارتفاع حاد في درجة حرارته، وهبوط في دقات القلب. والأسير ناصر أبو حميد واحد من 24 حالة يعانون من مرض السرطان والأورام بدرجات متفاوتة، بل هو يُعتبر من أصعب الحالات المحتجزة داخل سجون الاحتلال، ويبلغ من العمر (49 عاما) وهو من مخيم الأمعري/ رام الله، ومعتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن المؤبد و50 عاما. يذكر أن الأسير دقة نُقل مؤخرا إلى مستشفى “برزلاي” الإسرائيليّ، وتبين أنّه يُعاني من هبوط حاد في الدم، وبعد فحوص طبيّة خضع لها، تأكّدت إصابته بسرطان الدّم “اللوكيميا”. الأسير دقة معتقل منذ الـ25 من آذار/ مارس 1986، وتعرض لجملة من السّياسات التّنكيلية على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكل خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما واجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفيّ. يُشار إلى أن الاحتلال أصدر بحقه حُكمًا بالسّجن المؤبد، جرى تحديده لاحقا بـ(37) عاما، وأضاف الاحتلال عام 2018 على حُكمه عامين ليصبح (39) عاما.
مشاركة :