الفن في فسحاته المتعددة بالأمكنة والأرجاء حيث اللغة ترجمان بهاء في حضرة السحر الدفين، المكان مكانة واللون دليل جمال وابداع ، هكذا هي لعبة التلوين عند الفنان الذي أحب الفن والفنانين ليفتح الباب والقلب لكلماتهم الملونة بالرسم واشتقاقاته الشتى. والباب هنا هو الرواق بمدنين وو والمهرجان متعدد العناوين والأوقات، والقلب هو الفرحة الشاسعة بالفن والفنانين في غبطة لا تضاهى هي من شغفه الأول بالفن التشكيلي منذ طفولة وشباب والى الآن. الفنان التشكيلي لطفي القلفاط من أبناء سدويكش بجزيرة الأحلام جربة التي ألهمته الرسم والتلوين فغدا في لوحاته مراوحا بين تخير الألوان الملائمة لما انطبع بداخله من غرام للفن ليضفي على اللوحة وهو يحاولها ويحاورها شيئا من الزخرف ورقصات الخط العربي لتبدو القباب والأبواب ومشاهد الجمال بجربة في معمارها المعتق. يفعل ذلك بمرسمه بجربة ميدون الذي صار ورشة ومعرضا جماعيا مفتوحا لفناني تونس لتنطلق من كل ذلك أفكار لبعث وتنظيم مهرجانات وملتقيات للفنون الجميلة بين الورشات والمعارض والندوات وبراعات الأطفال وللمقيمين بجربة نصيب ولزائريها من المتقصدين للسياحة والاستجمان لعل بينهم فنانين ومحبين للفن، .يحتضن مواهبهم ويكرم روح الفن وعشقه بداخلهم. شارك في عديد الفعاليات التشكيلية بتونس وخارجها ونظم الملتقيات التونسية والدولية للفن التشكيلي ويمثل عديد التظاهرات الفنية بالخارج في تونس ومنها ملتقى الفنون التشكيلية للفنان بيكاسو باسبانيا في تونس و هكذا.. من ذكرياته بمهرجان ربيع الفن بجربة لقاءاته مع الفنان الراحل عم الهادي التركي ذات فعاليات بجربة ليشد على يديه ناصحا ومشجعا وموجها، .أنهى مؤخرا فعاليات تشكيلية هي " مؤانسات فنية " وقد جمعت فنانين تونسيين وأجانب ليقول عنها "، .كانت ذكريات وأوقات طيبة مع أصدقائي في مؤانسات فنية من 17 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بنزل جربة أتونتيك ميدون، شكرا لكم جميعا لقد كنتم رائعين"، ليضيف بخصوص كلمات الهادي التركي عنه قائلا "من الذكريات الجميلة التي غيرت وأثرت في مسار حياتي زيارة الفنان التشكيلي الكبير عم الهادي التركي عليه رحمة الله من مدة طويلة لأول معرض شخصي لي في دار الشباب سدويكش جربة. حيث كان عم الهادي طيب الخلق وحسن الأخلاق فنانا على مستوى عال من الرقيّ الإنساني .الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته. كان ذلك في مهرجان ربيع الفنون بسدويكش جربة ذات ربيع". هكذا وبين زرقتين من بحر وسماء وبياض في الجدران والقباب تمضي الكلمات الملونة بالابداع حيث المجال للانصات للعناصر والتفاصيل في ضروب من تشكيل الحال والأحوال…هكذا وبإشراف من قبل المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمدنين كانت أنشطة تظاهرة "مؤانسات فنّية" باعداد وتنسيق من قبل الفنان التشكيلي ابن جربة لطفي القلفاط وذلك بإفتتاح المعرض الجماعي للفنون التشكيلية “موآنسات فنية” في أجواء إحتفالية رائعة مع حفاوة وترحاب من قبل مديرة الفضاء السياحي “جربة أوتنتيك ” سامية بربوش. ضيوف الدورة عبروا عن تجارب وأساليب فنية متعددة حيث تحدث بعضهم عن الفعالية منهم الفنان التشكيلي كريم الظاهري من سيدي بوزيد ليقول "أنا فنان وخطاط وشاركت في عديد الفعاليات بتونس وخارجها منها في المرسى وقرطاج وجينيف… وهذه المشاركة بجربة ميدون جيدة من حيث التنظيم والاقامة وفيها تجارب مختلفة لفنانين بينهم الهاوي والعصامي والأكاديمي وسعدت بحضور فن الخط العربي بشكل مهم…". فعالية مميزة مديرها الفنان التشكيلي الجربي لطفي القلفاط صاحب رواق الفنون بميدون حيث الحضور المميز للفنانين التونسيين والعرب في سياق برنامج من الأنشطة المتصلة بالورشات الفنية والمعارض هو بمثابة فكرة المؤانسات الفنية حيث الفن يحدث الامتاع والمؤانسة وهو يكون بين الناس وازدان فضاء جربة أوتنتيك الفندق السياحي بميدون بأعمال الفنانين التي تنوعت حسب عدد من التجارب والأساليب والأجيال الفنية المشاركة، هذا الفضاء السياحي على غاية من الأناقة من خلال لمسات فنية وجمالية أبدعت في ابتكارها صاحبة الفندق السيدة سامية البربوش. هذا المهرجان الجمالي "مؤانسات فنّية"” هو بمثابة الملتقى الجامع لمجموعة من الفنانين بجزيرة الأحلام جربة وقد وجهت هيئة التظاهرة الدعوات لعدد من الفنانين من مختلف جهات البلاد التونسية ومن المشاركين الأجانب نذكر فاليري بيرولت وايزابيلا كانت وبريجيت ماتريس وغيرهم. فعاليات وورشات ومعارض وتنوع لحضور الفنانين التشكيليين من حيث الأنواع والأجناس الفنية وكذلك التجارب والأجيال في سياق تظاهرة جمالية ضمن الأنشطة المتعددة للفنان لطفي القلفاظ الذي يعشق فنه وفن المبدعين من الفنانين ويشجع الشبان كما أنه يعشق لقاءات الفن والفنانين من خلال حبه لتتنظيم الفعاليات التشكيلية، .فنان وحلم واشق للفن بحجم ما في الجزيرة جربة الملهمة من جمال وابداع وعراقة عبر التواريخ والأزمنة.
مشاركة :