بكل المقاييس سيسجل مونديال قطر ضمن واحدة من أكثر النسخة الاستثنائية في تاريخ بطولات كأس العالم منذ بدايته في عام 1930 لاسيما أنه يقام لأول مرة في التاريخ بالشرق الأوسط، كما أن نتائجه اعتبرها الكثيرون بمثابة تغيير في خريطة القوي العالمية لكرة القدم. مفاجآت مونديال قطر 2022 بدأت مبكرًا عن طريق المنتخب السعودي الذي نجح في صناعة الحدث بعدما أسقط المنتخب الأرجنتيني بقيادة ليونيل ميسي بهدفين مقابل هدف على أرض استاد لوسيل وسط الآلاف من عشاق الأخضر الذين جاؤوا للدعم والمؤازرة. البداية مع الأخضر هزيمة الأرجنتين على أيدي الأخضر لم يكن حدثًا عاديًا فقد سجل في التاريخ لعدة أسباب منها أنه أول فوز لمنتخب آسيوي على حساب الأرجنتين في تاريخ كأس العالم، كما أنه أول فوز لمنتخب عربي عبر التاريخ أمام الأرجنتين في المونديال أو في حضور ميسي بشكل عام في كل البطولات. كما أن فوز الأخضر كسر سلسلة عدم الخسارة لمنتخب الأرجنتين التي أستمرت لـ36 مباراة مُتتالية، وفوت عليها معادلة رقم إيطاليا العالمي صاحبة الـ 37 مباراة، ورغم هذا نجح المنتخب الأرجنتيني في استكمال مشواره نحو نصف نهائي المونديال، ويبدو أن ميسي أصبح قريبًا من تحقيق حلم العمر، والسير علي خطي الأسطورة الراحل دييجو أرماندو مارادونا المتوج بكأس العالم في المكسيك عام 1986. انتصار تونسي وبما أن هذا المونديال عربيًا، نجح المنتخب التونسي في تحقيق نتائج جيدة للغاية، وإن لم تكلل بالنجاح في التأهل إلي دور الستة عشر في المونديال، بعدما نجحت تونس في فرض التعادل السلبي على نظيره الدنمارك رغم أن البعض كان يعتبر المباراة ستكون بمثابة نزهة لرفاقة النجم إريكسن، إلا أن نسور قرطاج كانوا أقرب للفوز في فترات كثيرة بالمباراة. كما حقق المنتخب التونسي فوزًا تاريخيًا على نظيره الفرنسي "حامل لقب النسخة الماضية"، وذلك في الجولة الثالثة والختامية بدور المجموعات عن طريق القائد وهبي وهبي الخزري الذي سجل هدف المباراة الوحيد، لتغادر تونس المونديال مرفوعة الرأس ولم يعكر صفوها إلا هزيمة مفاجئة من المنتخب الأسترالي حرمها من تأهل تاريخي في المونديال. نجاح ياباني وفي مونديال قطر، نجح المنتخب الياباني في ترك بصمة لا تنسي، بعدما استهل مشواره في البطولة بقلب الطاولة على نظيره الألماني بتحويل تأخره بهدف للفوز بثنائية خلال المباراة التي جمعتهما في إطار المجموعة الخامسة على ملعب خليفة الدولي. واعتقد البعض أن ما فعلته الياباني مجرد مفاجأة بعدما خسر أمام كوستاريكا بهدف نظيف لكنه فاجأ العالم مرة أخري بالفوز علي المنتخب الإسباني، وتصدر مجموعته، وتأهل إلى دور الـ 16 للمونديال، كما أنه حقق رقمًا قياسيًا بأنه أصبح أول منتخب آسيوي يهزم بطلى عالم سابقين في كأس العالم. وعلى غرار المنتخب الياباني سار المنتخب الكوري الجنوبى بعدما حقق مفاجآة كبرى بالانتصار على منتخب البرتغال بهدفين مقابل هدف في الجولة الختامية لدور المجموعات، ليحتل المركز الثانى في مجموعة برصيد 4 نقاط، ويطيح بكل من الأورجواى وغانا خارج البطولة. ونجح المنتخب الأسترالى في تحقيق مفاجأة كبيرة بعد فوزه على نظيره الدنماركى في آخر جولات دور المجموعات ليحتل بها المركز الثاني في المجموعة خلف فرنسا حاملة اللقب، ليخالف كل التوقعات التي رشحت فرنسا والدنمارك للتأهل من المجموعة قبل انطلاق أحداث المونديال. سقوط برازيلي وعلى نهج المنتخب التونسى، سار المنتخب الكاميرونى بعدما حقق انتصار تاريخى على منتخب نظيف سجله محترف النصر فينسينت أبو بكر في الدقائق الأخيرة من عمر اللقاء، ليصبح أول منتخب إفريقي يهزم البرازيل في كأس العالم. ورغم الفوز التاريخى للمنتخب الكاميرونى على راقصى السامبا لكن هذا لم يشفع له بالتأهل إلى دور الـ 16 بعدما حل ثالثًا في مجموعة برصيد 4 نقاط، وصعدت كل من البرازيل وسويسرا على الترتيب. البعض اعتقد أن المفاجآت انتهت مع ختام دور المجموعات لكن مونديال قطر كان لايزال لديه الكثير يقدمه في الأدوار الإقصائية التي شهدت أشياء ربما تحدث في تاريخ بطولات كأس العالم، ونجح المنتخب الكرواتي في استكمال مسيرته في البطولة بعدما فجر مفاجأة كبري بإقصاء المنتخب البرازيلي من دور الثمانية بعد التعادل بهدف لكل فريق في الوقت الأًصلي ثم تم اللجوء إلى ركلات الترجيح التي يجيدها المنتخب الكرواتي جيدًا. مشوار أسطوري للمنتخب المغربي وبالتأكيد لا يمكن ذكر مفاجآت مونديال قطر بدون الحديث بالتفاصيل عن المسيرة الأسطورية للمنتخب المغربي في المونديال ونجاحها أن يصبح أول منتخب عربي وأفريقي يصعد إلى المربع الذهبي للمونديال. واستهل المنتخب المغربي مشواره في المونديال بتعادل سلبي أمام منتخب كرواتيا، وصيف النسخة السابقة، وبعد ذلك حقق انتصارا تاريخيا أمام بلجيكا بهدفين دون رد، وبعدها واصل سلسلة انتصاراته وفاز على كندا بهدفين لهدف. وفي دور الستة عشر نجح المنتخب المغربي في إقصاء نظيره الإسباني عن طريق ركلات الترجيح بعد تعادل الفريقين سلبيا دون أهداف في الأشواط الأصلية والإضافية، ثم تمكن من تحقيق انتصار تاريخى جديد على المنتخب البرتغالي بقيادة كريستيانو رونالدو بهدف نظيف دون رد ليصعد إلى المربع الذهبى لأول مرة. ولايزال هناك مساحة لمونديال قطر يفاجئنا بالكثير وربما يسجل بطل جديد للمسابقة في تاريخها الممتد منذ عقود إذا نجح المنتخب الكرواتي بالظفر باللقب، وأمّا إذا نال المنتخب المغربي البطولة سيكون الأحدث الأبرز في تاريخ كرة القدم العالمية منذ بدايتها وحتي الآن.. فهل يتحقق هذا الأمر؟
مشاركة :