سيكون مونديال 2022 آخر نسخة من بطولة كأس العالم يشارك فيها 32 منتخبًا، وسيكون العدد موعودا بارتفاع عدد المشاركين إلى 48 منتخباً بدايةً من النسخة التالية عام 2026 والتي ستُلعب في 3 دول من أمريكا الشمالية هيالولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا. وحرص الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» على مدار السنوات الفائتة على السعي إلى الحد وتقليل الأخطاء التحكيمية، والتي من شأنها أن تؤثر بشكل أو بآخر على نتائج المباريات التي تقع تحت أي مسمى من خلال التعويل على تقنيات عالية الجودة والدقة تساعد حكم الملعب وحامل الراية و«الفار» على اتخاذ القرارات الصحيحة. وشهدت الفترة الماضية توجه الاتحاد الدولي لكرة القدم«فيفا» للاستفادة من التكنولوجيا للحدمن الأخطاء التحكيمية، إذاستخدم تقنية الفيديو المساعد «VAR» في مونديال روسيا 2018، ونالت إعجاب المراقبين والمحللين، ثم اعتمد تقنية شبه آلية للكشف عن التسلل تطبق الآن في منافسات كأس العالم 2022، ونستعرض لكم في التقرير التالي أشهر 5 حالات أخطاء تحكيمية في تاريخ بطولات كأس العالم. لمسة يد مارادونا (المكسيك) تُعد مواجهة الأرجنتين وإنجلترا في ربع نهائي مونديال1986 الذي أقيم في المكسيك واحدةً من المباريات التاريخية التي مازالت خالدة لدى الرياضيين والمتابعين، والتي سجل فيها النجم الأرجنتيني مارادونا ثنائيةً افتتحها عند الدقيقة (51) بعد محاولته الارتقاء لكرةٍ بالرأس؛ لكنه وضع الكرة في الشباك مستخدماً يده. وعرف مارادونا كيف يخدع الحكم التونسي علي بن ناصر، الذي احتسب الهدف رغم اعتراضلاعبي إنجلترا، وهو الهدف الذي علّق عليه الأسطورة الراحل بالقول إن «يد الرب»ساعدته في هز شباك الإنجليز، وقد انتهت المباراة بفوز الأرجنتين على إنجلترا بنتيجة 2-1. وقال الحارس الإنجليزي السابق بيتر شيلتون الذي تلقى مرماه هدفا تاريخيا باليد من الأرجنتيني دييغو مارادونا: ما لم يعجبني أنه لم يعتذر أبدا، ولم يقرّ في أي مرحلة أنه قام بالغش، ورأى الحارس المميز سابقا أن مارادونا كان يتمتع بالعظمة، لكنه لم يكن صاحب روح رياضية، ويبقى دون أي شك أعظم لاعب واجهته في حياتي. وأكد الحكم التونسي السابق علي بن ناصر، الذي أدار المباراة الشهيرة بين المنتخبين بالبطولة، واحتسب هدفا للنجم الراحل دييغو مارادونا من لمسة يد أثارت الجدل حتى يومنا هذا، أنه لا يتحمل مسؤولية احتساب الهدف غير الصحيح. وقال بن ناصر في تصريحات تلفزيونية آنذاك: عندما هزت كرة مارادونا الشباك كان لديّ شك أن الهدف غير صحيح، فنظرت على الفور إلى حكم الراية وكان بلغاري الجنسية وأنا عائد في طريقي إلى منتصف الملعب، فوجدته يتجه معي نحو دائرة المنتصف اعترافا منه بصحة الهدف فأخذت برأيه على الفور. هدف هيرست (إنجلترا) في نهائي بطولة كأس العالم 1966 بين منتخب إنجلترا (البلد المستضيف)ومنتخب ألمانيا، سجل غيف هيرست هدفاً مشكوكاً في صحته، وفقًا لمحللين، لصالح منتخب الأسود الثلاثة،عندما سدد اللاعب الكرةبقوة لتضرب العارضة وتسقط خلف الحارس الألماني قبل أن يبعدها المدافع برأسه إلى ركنية، ولم يكن أمامحكم المباراة السويسري جوتفريد دينست إلا احتساب الكرة هدفاً. وكانت المباراة تشير إلى نتيجة التعادل 2-2قبل أن يسجل هيرست الهدف الثالث لإنجلترا في الوقت الإضافي قبل أن يضيف المنتخب المستضيفهدفه الرابع، لتحقق لقبها الوحيد في المونديال، بعد التغلب على ألمانيا بنتيجة 4-2. وقاد هذا الهدف (المشكوك في صحته)غيف هيرست إلى الدخول في تاريخ كأس العالم، إذ صارأول لاعب يسجل 3 أهداف (هاتريك) في نهائيات بطولات كأس العالم. إلغاء هدف لامبارد (جنوب إفريقيا) ألغى الحكم الأوروغواياني خورخي لاريوندا هدفاً صحيحاً لنجم منتخب إنجلترا فرانك لامبارد، بعد أن تخطت الكرة خط المرمى خلال مباراة إنجلترا وألمانيا، والتيانتهت بفوز ألمانيا بنتيجة 4-1في منافسات دور الـ16 لكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا. واعتبر مدرب منتخب إنجلترا الإيطالي فابيو كابيللو أن عدم احتساب حكم المباراة للهدف الصحيح الذي سجله فرانك لامبارد كان نقطة التحول في المباراة التي انتهت بفوز ألمانيا الساحق على إنجلترا 4 ـ 1 وبلوغها الدور ربع النهائي. وقال كابيللو إنّ حادثة لامبارد كانت الأبرز في المباراة، وارتكب الحكم أحد أكبر الأخطاء. وعقب هذه الحادثة ببضعة أشهر، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» تطبيق تكنولوجيا خط المرمى بعد أن فشل حكم المباراة ومساعدوه في رؤية الكرة رغم أنها تجاوزت خط المرمى بوضوح. ركلة جزاء لألمانيا (إيطاليا) احتسب الحكم المكسيكي صاحب الأصول الأوروغوانية إدغاردو كوديسال مينديز ركلة جزاء مشكوكًا في صحتها، وفقًا لمحللين، لصالح منتخب ألمانيا الغربية ضد الأرجنتين في المباراة النهائية لمونديال إيطاليا 1990، والتي انتهت بنتيجة 1-0 للألمان، وجاء الهدف من هذه الركلة التي احتسبها الحكم لمنتخب المانشافت. وقال إدغاردو كوديسال في تصريحات صحفية، بعد مرور 30 عاماً على هذه الواقعة، إنه لو طُبِّق القانون حينها لكان حرم الأسطورة الأرجنتينية، دييغو أرماندو مارادونا، من المشاركة في المباراة. 3 بطاقات صفراء لسيمونيتش (ألمانيا) أشهر الحكم الإنجليزي غراهام بول البطاقة الصفراء 3 مرات في وجه الكرواتي جوزيب سيمونيتش، خلال مباراة كرواتيا ضد أستراليا، في الجولة الثالثة من دور المجموعات لمونديال ألمانيا 2006، وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 2-2. ومنح الحكم الإنجليزي غراهام بول البطاقة الحمراء للكرواتي سيمونيتش بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثالثة، رغم أنّ الأخير نال بطاقتين صفراوين وأكمل اللعب من دون أن ينتبه الحكم لذلك على الإطلاق. الأكثر وحشية (إسبانيا) بينما التعادل كان سيّد الموقف في لقاء المنتخبين الفرنسي والألماني في مونديال 1982، مرر بلاتيني كرة في العمق لباتيستون الذي دخل بديلاً قبلها بدقائق معدودة، ولم تدم مغامرة باتيستون في الملعب أكثر من 8 دقائق، لأنه بعد تمريرة بلاتيني انفرد بهارالد بشوماخر حارس مرمى ألمانيا، وسدد باتجاه المرمى لكن الأخير صدمه بقوة متعمدا فوقع على الأرض دون أن يحرك ساكناً مغشيا عليه، وظن زملاؤه أنه توفي وصرخ بلاتيني طالباً النجدة، في الوقت الذي نهض فيه شوماخر ولم يكترث بما فعل، وراح يلاعب الكرة من دون أن ينال أي عقاب من الحكم ولا حتى فكّر أن يمنح فرنسا ركلة حرة. وروى باتيستون الذي فقد اثنين من أسنانه جراء هذا التدخل الذي حصل عند مشارف منطقة الجزاء: كنت باتجاه المرمى وكان شتيليكه ورائي وشوماخر أمامي، وقلت في نفسي إذا سددت الكرة ساقطة فسأسجل، كنت في كامل لياقتي وشعرت بأني قادر على التسجيل، لكني لا أعرف ماذا حصل بعد ذلك.
مشاركة :