دبي – (رويترز): ذكرت وكالة ميزان للأنباء التابعة للسلطة القضائية في إيران أن طهران نفذت أمس حكم الإعدام شنقا في العلن في رجل أدين بقتل اثنين من أفراد الأمن وذلك في ثاني إعدام مرتبط بالاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال أقل من أسبوع. وقالت ميزان: «أعدم ماجد رضا رهنورد شنقا علنا في مدينة مشهد هذا الصباح.. وكان قد حكم عليه بالإعدام بتهمة الحرابة بعد قتله اثنين من قوات الأمن طعنا». وذكرت وكالة فارس شبه الرسمية للأنباء أن رهنورد قتل اثنين من أفراد الباسيج وهي قوة من المتطوعين وأصاب أربعة آخرين. وتقف قوة الباسيج التابعة للحرس الثوري الإيراني في طليعة حملة الحكومة على الاحتجاجات. وقالت ميزان إن رهنورد اعتقل بينما كان يحاول الفرار من البلاد قبل 23 يوما. وأضافت أن محكمة أعلى أيدت الحكم. وبثت وسائل إعلام إيرانية حكومية لقطات لرجل قالت إنه رهنورد وهو يطعن رجلا آخر سقط أمام دراجة نارية متوقفة قبل أن يطعن آخر بعد ذلك مباشرة ثم يلوذ بالفرار. وقال حساب (1500 تصوير) الذي يحظى بمتابعة كبيرة على تويتر: «اتصلوا (السلطات) بأسرة رهنورد في السابعة صباحا وأبلغوها أن تذهب إلى مقبرة بهشت رضا.. أعدمنا ابنكم ودفناه». وكانت إيران قد أعدمت يوم الخميس شابا آخر يدعى محسن شكاري بعد إدانته بطعن حارس أمن بسكين وإغلاق أحد شوارع طهران وذلك في أول إعدام من نوعه بعد اعتقال الآلاف بسبب الاحتجاجات ما أثار موجة تنديد غربي. وذكرت جماعات حقوقية أن شكاري تعرض للتعذيب وأجبر على الإدلاء باعتراف. وقال مولاي عبدالحميد وهو رجل دين سني معارض إن إعدام شكاري مخالف للشريعة وفقا لما جاء على موقعه. وانتقد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إعدام رهنورد (23 عاما) ووصفوه بأنه «عمل إجرامي» من جانب المؤسسة الدينية لردع المعارضة. من جانبها قالت وزيرة خارجية ألمانيا آنالينا بيربوك إن الإعدامات الأخيرة في إيران «محاولة سافرة لترهيب» المحتجين، وأوضحت بيربوك قبل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «هذه الإعدامات محاولة سافرة لترهيب الشعب ليس لنهيه عن ارتكاب جرائم بل لعدم التعبير عن آرائه في الشارع لأنه يريد ببساطة العيش بحرية». وقالت منظمة العفو الدولية إن السلطات الإيرانية تسعى إلى إعدام ما لا يقل عن 21 شخصا في إطار ما وصفتها بأنها «محاكمات صورية تهدف إلى ترهيب المشاركين في الانتفاضة الشعبية التي تهز إيران». وحذّرت منظمات حقوقية يوم الأحد من أن الكثير من الإيرانيين معرضون لخطر الإعدام الوشيك في إطار موجة الاحتجاجات التي تعتبرها إيران «أعمال شغب» وتقول إن خصومها الأجانب يشجعونها. وأعلن القضاء الإيراني إدانة 11 شخصا بالإعدام حتى الآن على خلفية الاحتجاجات، لكن نشطاء يقولون إن نحو 12 آخرين يواجهون تهماً قد تؤدي إلى إنزال عقوبة الإعدام في حقهم. وتهزّ احتجاجات إيران منذ حوالي ثلاثة أشهر إثر وفاة الشابة مهسا أميني بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق. ودخلت المظاهرات شهرها الثالث وتحولت إلى ثورة شعبية للإيرانيين الغاضبين من مختلف أطياف المجتمع وصارت أحد أكبر تحد للنظام منذ ثورة 1979. وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن 488 محتجا بينهم 68 قاصرا قتلوا حتى الأحد. وأضافت أن 62 من أفراد الامن قتلوا أيضا. وعبرت عن اعتقادها أن السلطات اعتقلت ما يصل إلى 18259 محتجا. وبينما تقول الامم المتحدة ان الاحتجاجات أودت بحياة أكثر من 300 قالت هيئة أمنية ايرانية رفيعة المستوى إن 200 بينهم أفراد من قوات الأمن لقوا حتفهم في الاضطرابات.
مشاركة :