مقالة خاصة: مسنة من مدينة الناصرة تضفي البهجة والسرور على وجوه الأطفال خلال أعياد الميلاد

  • 12/12/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تقضي المسنة فيوليت زكريا ساعات الصباح من كل يوم سبت في تجهيز منزلها بالزينة والبالونات استعدادا لاستقبال أطفال الحي مساء. واعتادت فيوليت التي أصبحت معروفة لدى الجميع باسم "ماما فيوليت" منذ عدة سنوات على فتح منزلها الكائن في حي "شيكون العرب" بمدينة الناصرة العربية في شمال إسرائيل للأطفال وعائلاتهم للاحتفال والغناء في مواسم أعياد الميلاد المجيدة. وفي أجواء مليئة بالدفء داخل منزل فيوليت، يجتمع الجميع من أطفال وشباب وكبار السن حول كرسي تجلس عليه المسنة تروي لهم الحكايا وتحدثهم عن طقوس عيد الميلاد المجيد. وتقول التسعينية "أقوم بهذه الطقوس منذ عدة سنوات في مواسم أعياد الميلاد، وأشعر بسعادة غامرة عندما أرى الابتسامة على وجوه الأطفال". وتعمل فيوليت على شراء الهدايا للأطفال لتقديمها لهم في نهاية اليوم، كما تقوم بتزيين منزلها بالبالونات والأضواء وشجرة العيد، وبإعداد كميات كبيرة من الحلويات. وأضافت فيوليت في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "بيتي هو عنوان للمرح والفرح بالنسبة للأطفال في كل عام، فهنا يضحكون ويلعبون ويأكلون الحلويات ويلهون مع بابا نويل على موسيقى عيد الميلاد، كما يتعرفون على معاني العيد". ويبدأ المسيحيون الاحتفال بأعياد الميلاد المجيد بدءا من ليلة 24 ديسمبر حتى أوائل يناير من العام المقبل، حيث عادة ما تبدأ الاحتفالات بإضاءة شجرة الميلاد (الكريسماس). وحول لقب "ماما فيوليت" تقول "لقد اعتاد الجميع كبارا وصغارا وحتى الشبان على منادتي باسم ماما فيوليت، وأنا أحب هذا الأمر، فأنا في هذا الحي والدة الجميع، استمع لهم وأمرح معهم وكذلك يأتون إلي إذا كانت لديهم مشاكل". وبعد انتهاء الحفل من مساء كل سبت، يتجمع الأطفال حولها وهي تجلس على كرسي لالتقاط الصور التذكارية، حيث تحتفظ بهم في ألبوم صور كبير. وتقول "الأهالي هنا يرسلون أولادهم الصغار لأنهم يشعرون بالأمان عندي، وهنا يمكن أن يتعلموا أيضا تقاليد أعياد الميلاد المجيدة". وأضافت وهي تجلس على كرسي وترتدي قبعة بابا نويل وتحمل صورا عديدة "هؤلاء الأطفال في هذه الصور أصبحوا الآن رجالا وتزوجوا وأصبحوا يرسلون أولادهم عندي للاحتفال كل عام". وأوضحت أنها على الرغم من تقدمها بالعمر وتجاوزها سن التسعين عاما إلا أنها لا تشعر بالتعب والإرهاق خلال احتضانها الأطفال، ولا خلال تحضير الزينة والمأكولات والحلويات، بل أن التعب يختفي عندما ترى الابتسامة على وجوه الأطفال. وخلال الاحتفالات التي تستمر لساعات، تعمل فيوليت على تقديم الحلويات الخاصة بعيد الميلاد والتي تعمل على تجهيزها بنفسها، وتوزيع قبعات بابا نويل على جميع المتواجدين في صالون منزلها. ومن جانبها، تقول انطوانيت حنا تعيش في نفس حي فيوليت أنها اعتادت أن تذهب هي وأطفالها مساء كل سبت من شهر ديسمبر على مدار السنوات الماضية للاحتفال في بيت فيوليت. وأضافت انطوانيت وهي أم لخمسة أطفال "ابنتي الكبرى عمرها 15 عاما، وما زالت تأتي معي كل عام لمنزل فيوليت للاحتفال". وأوضحت أن سبب استمرار الأهالي في إرسال أبنائهم إلى منزل فيوليت هو أنها "أم الجميع بلا استثناء فهي ليست أم للأطفال فقط، ولكنها أم للكبار أيضا، وأن منزل فيوليت يمثل الأمان، كما أنه يضفي على حياة الصغار السعادة".

مشاركة :