◄ كرواتيا تبحث عن لقبها الأول.. والتانجو يفتش عن النجمة الثالثة ◄ ميسي يسعى لمعانقة المجد في مشاركته الأخيرة بالمونديال الرؤية- وليد الخفيف ارتفع سقف آمال المنتخب الكرواتي لبلوغ نهائي المونديال للمرة الثانية على التوالي، لكن طموحه هذه المرة لا يتوقف عند الوصافة فقط، بل يضع عينه على اللقب. وفي المقابل تفتش الأرجنتين عن النجمة الثالثة منذ 1986 بعد أن تبددت مساعيها على مدار 36 عاما، وهي الآن باتت مهيأة أكثر من أي وقت مضى. ويلتقي المنتخب الكرواتي ونظيره الأرجنتيني اليوم في الدور نصف النهائي لبطولة كأس العالم قطر 2022، بحظوظ متساوية بحثًا عن مقعد في النهائي الكبير. ويأمل ميسي وجيله ممن تخطوا حاجز الثلاثين عامًا تتويج مسيرتهم بلقب كأس العالم، وهو الهدف عينه لجيل مودريتش ورفاقه، فنسخة قطر هي الفرصة الأخيرة لكليهما قبل أفول نجمهما وغياب اسمهما عن النسخة القادمة. ويشارك ميسي- 35 عاما- للمرة الخامسة في المونديال أمام لوكا مودريتش-37 عاما- الباحث عن لقب عالمي لبلاده، إذ يدرك كلاهما أن نسخة الدوحة هي الأخيرة لهما في مشوارهما بكأس العالم. ونجح المنتخب الأرجنتيني في تصحيح مساره بعد الخسارة أمام السعودية في المباراة الأولى محققا فوزين على بولندا وويلز تصدر بهما مجموعته، قبل أن يخوض معركة كروية حامية الوطيس أمام هولندا انتهت بخسارة الأخير بركلات الترجيح. أما كرواتيا فاستهلت مشوارها بالتعادل مع المغرب ثم الفوز على كندا والتعادل مع بلجيكا في مباراة آلت أفضليتها للشياطين الحمر، قبل أن يبدد الكروات أحلام الساموراي الياباني في دور الـ16 بعد التعادل بهدف لمثله في الوقتين الأصلي والإضافي واللجوء لركلات الترجيح لفض الاشتباك، وهو السيناريو نفسه الذي أقصى به الكروات البرازيل خارج أسوار الدوحة في واحدة من أكبر مفاجآت البطولة. وتعد المواجهة تحديا بين مدرسة أمريكا الجنوبية بخصائصها المهارية والفنية العالية الممتعة التي نسجت شعبية التانجو، والكرة الأوروبية التي يمثلها منتخب منظم تكتيكيا لا يمتع ولكنه يفوز. ويأمل المنتخب الأرجنتيني حسم المباراة في وقتها الأصلي، فسيناريو الوقت الإضافي وركلات الترجيح هو المفضل لكرواتيا التي نجحت في اجتيازه 4 مرات سابقة في الأدوار الإقصائية، وهو ما نفذته أمام اليابان والبرازيل في تلك النسخة. وحقق ميسي خلال 1001 مباراة كل الألقاب الممكنة مع برشلونة وباريس سان جيرمان الفرنسي ونال لقب كوبا أمريكا وشارة قيادة التانجو تزين ذراعه في نسخة 2021، إلا أنه لم يحقق لقب كأس العالم مثل الأسطورة مارادونا، وهو ما يطمح لتحقيقه في تلك النسخة. ويبدو أن الأرقام وضعت ليكسرها ميسي حيث يشارك في النسخة الخامسة مسجلا 10 أهداف في المونديال متساويا مع النجم السابق باتيستوتا، وتبدو الفرصة مواتية ليصبح الهداف التاريخي للأرجنتين حال قدرته على هز الشباك اليوم. وأصبح ميسي اللاعب الوحيد في التاريخ الذي صنع أهدافا في 5 نسخ مختلفة من المونديال، وعندما يشارك في مباراة اليوم سيعادل ميسي لوثار ماتيوس في عدد المباريات البالغة 25 مباراة بالمونديال، ولو شارك في النهائي أو الثالث والرابع فسيصبح أكثر لاعب مشاركة في المونديال بـ26 مباراة. وقد تكون هذه النسخة هي الأخيرة أيضا للجناح آنخل دي ماريا الذي تحوم حوله شكوك المشاركة في مباراة اليوم ضمن التشكيلة الأساسية، حيث شارك كبديل في المباراة الماضية أمام هولندا إلا أنه صنع الفارق. أما كتيبة كرواتيا- وصيف بطل النسخة الماضية- فينصب تفكيرهم على تخطي عقبة الأرجنتين أولا لبلوغ النهائي، ومن ثم التفكير في الخطوة التالية دون النظر للطرف الآخر بحسب ما صرح زلاتكو داليتش المدير الفني للمنتخب. وإذا كانت المهارة سلاح الأرجنتين لتحقيق الفوز في موقعة اليوم، فالخبرة والعطاء واللياقة البدنية العالية والانضباط التكتيكي والتنظيم الدفاعي والهجوم المرتد أسلحة تشهرها كرواتيا لمواجهة منتخب بلاد الفضة. والتقى الطرفان الكرواتي والأرجنتيني مرتين في كأس العالم، فاز المنتخب الأرجنتيني في المباراة الأولى 1-0 بدور المجموعات في نسخة 1998 ثم فاز المنتخب الكرواتي 3-0 في دور المجموعات لمونديال 2018، وستكون مباراة اليوم هي الأولى في تاريخهما بالأدوار الإقصائية. وتبدو طريقة لعب المنتخب البرازيلي والأرجنتين متقاربة لحد كبير في بحثهما عن بناء الهجمات من أسفل والتدرج بالكرة للأمام وتدويرها في منطقة المناورات وتنويع الهجوم بين الأطراف والعمق، بيد أن المنظومة الدفاعية الكرواتية نجحت في تقليص خطورة البرازيل والعودة بعد التأخر بهدف وجر السامبا نحو الوقت الإضافي وركلات الترجيح وهو السيناريو الذي يأمل المنتخب الأرجنتيني تجاوزه. ويعد ميسي ومهارته الاستثنائية وظهوره اللافت، أحد أهم نقاط القوة في منتخب الأرجنتين، إلا أن الاعتماد عليه كحل وحيد يبدو نقطة سلبية. واعتمد ليونيل سكالوني في المباراة الأخيرة أمام هولندا على تكتيك جماعي مختلف عن الذي اتبعه في دور المجموعات، ما يعزز فرص الفاعلية الهجومية للأرجنتين عبر حلول متنوعه. ويعد رودريجو دي بول لاعب وسط الارتكاز أحد أهم أعمدة الأرجنتين خاصة من الناحية الدفاعية، نظرا لقدرته على الضغط والاستخلاص بدون أخطاء والبدء في بناء الهجمات بتمرير سهل دقيق للأمام، كما يقدم الفاريز أداء جيدا في الهجوم فضلا عن تحركاته المزعجة على الأطراف، وكان لتألق حارس المرمى إيميليانو مارتينيز دوره البارز في العبور من فخ الطواحين ويعول عليه سكالوني للتصدي لمحاولات كرواتيا. في المقابل ظهرت كرواتيا بقدرات مغايره عندما استحوذت على الكرة بنسب أعلى من البرازيل، ليعكس ذلك دقة التسليم والتسلم وجودة الانتشار الذي منح حامل الكرة حرية الخيارات، وقدم الكروات درسًا في استثمار الفرص، فمن فرصة واحدة سجلوا التعادل أمام 13 محاولة برازيلية. ويتمتع الكروات بتنظيم دفاعي متين بفضل ثلاثي خط الوسط الذي يقوده المخضرم مودريتش وبروزوفيتش وكوفاسيتش، فضلا عن صلابة جفارديول قلب الدفاع.
مشاركة :