تواصل شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» نموها المتسارع وترسيخ مكانتها واحدة من أسرع شركات الطاقة المتجددة نمواً على مستوى العالم، وذلك تماشياً مع الرؤية الاستشرافية السّباقة للقيادة الرشيدة لنشر حلول الطاقة الصديقة للبيئة، ودفع الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي لضمان مستقبل مستدام. واستعرضت وكالة أنباء الإمارات «وام» في تقرير لها جهود «مصدر» السبّاقة ومساهماتها في دفع عجلة التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة لتمكين أهداف الاستدامة والعمل المناخي في دولة الإمارات والعالم، لا سيما بعد امتلاك ثلاث من أبرز الشركات الوطنية لحصص في الشركة. وتسهم «مصدر» من خلال مشاريعها واستثماراتها في دعم توجهات القيادة وتطلعاتها المستقبلية في ترسيخ مكانة الإمارات الرائدة عالمياً مصدراً موثوقاً للطاقة، وتعزيز ريادتها في مجال الابتكار وبناء اقتصاد قائم على المعرفة وتنويع مزيج الطاقة. وتتوافق أهداف «مصدر» مع استراتيجية الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وتساهم بشكل فاعل في دعم استعداداتها لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP 28» العام المقبل. وتعمل شركة «مصدر» على تسخير خبراتها لدعم تطوير مشاريع الطاقة المتجددة وفي ضوء استعداد الإمارات لاستضافة الدورة المقبلة لمؤتمر «كوب 28» فإن «مصدر» تتطلع إلى التعاون مع شركائها لإحراز تقدم ملموس في مجال تحول الطاقة الذي من شأنه أن يعود بفوائد كبيرة على كل من النمو الاقتصادي والعمل المناخي. واستكمالاً لهذه الجهود فقد أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» وشركة مبادلة للاستثمار «مبادلة» وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» عن إنجاز الاتفاقية الاستراتيجية للاستحواذ على حصص في شركة «مصدر». وتهدف هذه الاتفاقية التي أعلن عنها في ديسمبر العام الماضي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، للمرة الأولى تزامناً مع عيد الاتحاد الـ 50 إلى تضافر جهود ثلاث من أبرز شركات الطاقة والاستثمار في أبوظبي لتوسيع نطاق عمليات «مصدر» وترسيخ مكانتها العالمية بما يشمل الطاقة المتجدّدة والهيدروجين الأخضر وغيرها من الابتكارات التكنولوجية الداعمة للطاقة النظيفة. مسيرة حافلة وكانت القيادة في الإمارات وجهت بإطلاق شركة «مصدر» في 2006، وتم تكليف معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، المبعوث الخاص للإمارات للتغير المناخي رئيس مجلس إدارة «مصدر» بالإشراف على تأسيسها، حيث كان يشغل في ذلك الحين مهمة رئيسها التنفيذي، وذلك للمساهمة في جهود التنويع الاقتصادي ومصادر الطاقة في الإمارات من خلال النهوض بتطوير ونشر وتسويق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. وعملاً بالشراكة الجديدة، تطمح «مصدر» لترسيخ مكانتها كشركة وطنية رائدة في مجال الطاقة النظيفة في الإمارات، وتسعى إلى تعزيز قدرتها الإنتاجية لتصل إلى 100 جيجاواط من الطاقة المتجدّدة بحلول 2030، علماً بأنّ النسبة الأكبر ستُعزى إلى التقنيات الحديثة لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، بما يسهم في ترسيخ مكانتها كشركة عالمية رائدة في هذا القطاع. كما تطمح «مصدر» إلى توسيع نطاق أعمالها الناشئة في مجال الهيدروجين الأخضر بوتيرة سريعة لتبلغ قدرة إنتاجية سنوية تصل إلى مليون طنٍ من الهيدروجين بحلول العام 2030، وهو ما يعادل تفادي أكثر من ستة ملايين طنٍ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. 40 دولة وتنتشر محفظة مشاريع «مصدر» في أكثر من 40 دولة حول العالم، تفوق قيمتها الإجمالية 20 مليار دولار. وخلال العام الماضي وحده، وسعت «مصدر» محفظة مشاريعها للطاقة النظيفة بنسبة 40 % لتبلغ قدرتها الإنتاجية الإجمالية أكثر من 15 جيجاواط، فضلاً عن مساهمة هذه المشاريع في تفادي إطلاق قرابة 19.5 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً. وتضم مشاريع «مصدر» على الصعيد العالمي العديد من المشاريع المميزة، من ضمنها 3 مشاريع في المملكة المتحدة وهي مصفوفة لندن، التي تعد إحدى أكبر محطات طاقة الرياح البحرية في العالم قيد التشغيل، ومحطة «هايويند سكوتلاند»، أول محطة طاقة رياح بحرية عائمة على مستوى تجاري في العالم. فضلاً عن محطة «دادجون» لطاقة الرياح البحرية التي تتألف من 67 توربيناً وتبلغ قدرتها الإنتاجية 402 ميغاواط. وتتولى الشركة تطوير وتشغيل محطة طاقة شمسية كهروضوئية باستطاعة 230 ميجاواط في أذربيجان، إضافة إلى تطوير أول محطة طاقة شمسية عائمة في إندونيسيا، تبلغ قدرتها الإنتاجية 145 ميجاواط. ولدى «مصدر» العديد من الاستثمارات العالمية المهمة، كمساهمتها في صندوق للاستثمار في تطوير البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية الذي أطلقته وزارة الخزانة البريطانية، واستثماراتها في مجموعة واسعة من محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بالولايات المتحدة. ووقعت الشركة العديد من الاتفاقيات خلال العام الحالي شملت تطوير مشاريع في مصر وتركمانستان والأردن وأذربيجان وكازاخستان وغيرها. كما سجّلت «مصدر» مشاركة فاعلة في مؤتمر COP27 الذي أقيم في مدينة شرم الشيخ المصرية. الهيدروجين الأخضر وكانت «مصدر» سباقة نحو الاستثمار في مجال الهيدرجين الأخضر، إذ تعمل الشركة حالياً على قيادة مبادرات نوعية في هذا القطاع الحيوي، ومن ضمنها تأسيس مشروع محطة تجريبية في مدينة مصدر، المدينة المستدامة الرائدة في أبوظبي، لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام وإنتاج الكيروسين من الكهرباء لأغراض النقل والطيران بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين. وتندرج هذه المبادرة أيضاً في إطار «تحالف أبوظبي للهيدروجين» الذي تم تشكيله بموجب مذكرة تفاهم بين «مبادلة» وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» والشركة القابضة ADQ، ويهدف إلى تطوير اقتصاد الهيدروجين في الدولة. كما تم الإعلان العام الماضي عن توقيع شركة «أدنوك» وشركة «بي بي» وشركة «مصدر» اتفاقيات للتعاون الاستراتيجي لتوسعة مجالات الشراكة الثنائية بين الإمارات والمملكة المتحدة في مجال الاستدامة، بما في ذلك تطوير مركزين للهيدروجين النظيف في الإمارات والمملكة المتحدة بطاقة إنتاجية تبلغ 2 جيجاواط. وشهد مؤتمر COP27 أيضاً توقيع «مصدر» وائتلاف شركائها «إنفنيتي باور القابضة»، وشركة «حسن علام للمرافق»، اتفاقية إطارية مع مؤسسات مصرية حكومية رائدة لتطوير مشروع للهيدروجين الأخضر بقدرة 2 جيجاواط ضمن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. أسبوع أبوظبي للاستدامة لا تتوقف جهود «مصدر» على المشاريع والاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة، بل تتجاوز ذلك إلى تنظيم فعاليات وإطلاق مبادرات استراتيجية ومنصات معرفية لبناء حوار فعّال في مجال الاستدامة. ومن بين هذه المبادرات الاستراتيجية أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي انطلق في 2008 بهدف تسريع الجهود الهادفة لتحقيق التنمية المستدامة ودفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي والبيئي. وسيسهم أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023 الذي يعقد في الفترة بين 14 إلى 21 يناير المقبل، بدور حيوي في ضمان المحافظة على زخم الاهتمام والجهود في الفترة بين مؤتمري المناخ «COP27» و«COP28» حيث سيوفر منصة لتحفيز الحوار الفعال بين مختلف الشركاء حول العالم من أجل التوصل إلى حلول عملية لمواجهة التحديات المناخية. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :