أكد نائب إيراني لـ «الجريدة» أن جهاز أمن «الحرس الثوري» منع طلاباً من التيار الأصولي من تنظيم مسيرة احتجاجية أمام السفارة الصينية في طهران، أمس، على خلفية الغضب الإيراني من بيان القمة الصينية - الخليجية، التي عُقدت الجمعة الماضية في الرياض، ودعت الجمهورية الإسلامية إلى التفاوض مع الإمارات لإنهاء النزاع بشأن 3 جزر، فضلاً عن مطالبتها بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة بشأن برنامجها النووي، ووقف تدخّلاتها في المنطقة ودعم المنظمات الإرهابية. وحسب النائب المنتمي للتيار الأصولي، فإن رئيس المجلس، محمد قاليباف، أبلغ النواب أن المرشد علي خامنئي دعا إلى تجنّب الحديث عن القضية، وطالبهم بالامتناع عن بحثها، مشيراً إلى أن النواب كانوا في طريقهم لإصدار بيان مشترك ينتقد الرئيس الصيني شي جينبينغ. وأضاف أن قاليباف قال للنواب في جلسة مغلقة إن زيارة نائب رئيس الوزراء الصيني هو تشون هوا لطهران، التي بدأت أمس، تأتي للتوضيح، وأنه أبلغ المسؤولين الإيرانيين أن جينبينغ وقّع على البيانات الختامية لقمم الرياض، الثنائية والخليجية والعربية، «مجاملة للمضيف السعودي»، وأنه يجب على الإيرانيين ألا يكبّروا الموضوع أكثر من اللازم، فالعلاقات الإيرانية - الصينية مازالت على حالها، ولم يتغيّر وضعها بعد زيارة الزعيم الصيني للمملكة. وتحوّل موضوع توقيع الرئيس الصيني، على بيانات الرياض، إلى مادة ساخنة في الصحف والمنصات الإصلاحية والأصولية، رغم تعميم رسمي طالبها بتجنّب الخطوة التي أغضبت الشارع، ووصفت بأنها «لطمة» أحرجت حكومة الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي التي ردت عليها بشكل خجول، قبل أن تضطر إلى استدعاء السفير الصيني لديها للتعبير عن «الاستياء الشديد». وفي وقت تشعر طهران بغصّة، بعد أن كانت تراهن على شراكة استراتيجية تمتد لربع قرن مع بكين بمواجهة الضغوط والعقوبات الغربية، أشار رئيسي، خلال استقباله المسؤول الصيني والوفد المرافق له، إلى أن بعض المواقف المعلنة خلال زيارة نظيره الصيني للمنطقة، «أثارت استياء وانتقاد الشعب والحكومة». وطالب رئيسي المسؤولين في بكين بـ «تعويض جدّي» عن مواقفهم تلك، رغم وصفه لزيارة الوفد الصيني بالمهمة. من جهته، شدد نائب رئيس الوزراء الصيني، على أن رغبة الصين في تطوير علاقات استراتيجية مع إيران «لن تتغير أبداً بغضّ النظر عن التطورات الإقليمية والدولية»، مؤكداً احترام بلاده الراسخ لـ «سيادة إيران وسلامة أراضيها وشرفها الوطني ومكافحة التدخل الأجنبي».
مشاركة :