جذبت كرة نارية فوق سماء ألبرتا العام الماضي، علماء الفلك الدوليين ومراقبي النجوم، والذين توصلوا إلى اكتشاف مثير حول الأصول الكونية لهذا النيزك. وتمكن علماء الفلك المحترفون والهواة، بقيادة علماء فيزياء النيازك في جامعة وسترن أونتاريو( أو جامعة أونتاريو الغربية) من التقاط صور ومقاطع فيديو لنيزك صخري انطلق في السماء فوق وسط ألبرتا ككرة نارية مذهلة، في عام 2021. وأظهروا الآن أن الكرة النارية التي نشأت في حافة النظام الشمسي، كانت على الأرجح مصنوعة من الصخور، وليس الجليد، ما يتحدى المعتقدات القديمة حول كيفية تشكل النظام الشمسي. وعلى حافة نظامنا الشمسي، وفي منتصف الطريق إلى أقرب النجوم، توجد مجموعة من الأجسام الجليدية التي تبحر عبر الفضاء، والمعروفة باسم "سحابة أورط". وتدفع النجوم العابرة أحيانا هؤلاء المسافرين الجليديين نحو الشمس، ونراهم كمذنبات ذات ذيول طويلة. ولم يرصد العلماء بعد أي أجسام في "سحابة أورط" مباشرة، لكن كل ما تم اكتشافه حتى الآن قادما من اتجاهها كان مصنوعا من الجليد. ومن الناحية النظرية، فإن فهم بدايات نظامنا الشمسي مبني على أساس أن الأجسام الجليدية فقط موجودة في هذه المناطق الخارجية وبالتأكيد لا شيء مصنوع من الصخور. وتغير هذا المفهوم في العام الماضي بعد رصد النيزك الصخري الذي حلّق في السماء فوق وسط ألبرتا على شكل كرة نارية، حيث توصل العلماء، منذ ذلك الحين، إلى أن جميع العلامات تشير إلى أن أصل الكائن كان تحديدا في منتصف "سحابة أورط". ونُشرت النتائج في مجلة Nature Astronomy. وقال دينيس فيدا، الباحث في فيزياء النيازك من جامعة ويسترن أونتاريو: "يدعم هذا الاكتشاف نموذجا مختلفا تماما لتشكيل النظام الشمسي، وهو نموذج يدعم فكرة أن كميات كبيرة من المواد الصخرية تتعايش مع الأجسام الجليدية داخل سحابة أورط. ولم يتم تفسير هذه النتيجة من خلال نماذج تشكيل النظام الشمسي المفضلة حاليا. إنها لعبة تغيير كاملة". ووصلت جميع الكرات النارية الصخرية السابقة من مسافة قريبة جدا من الأرض، ما جعل هذا الجسم - الذي قطع مسافات شاسعة - غير متوقع. ورصدت كاميرات رصدت كاميرات مرصد Global Fireball Observatory، التي تم تطويرها في أستراليا وتديرها جامعة ألبرتا، النيزك الصخري بحجم "الغريب فروت" (حوالي 2 كغ). وباستخدام أدوات Global Meteor Network، قدر العلماء من جامعة ويسترن أونتاريو أن الكرة النارية كانت تسافر في مدار مخصص عادة فقط للمذنبات الجليدية طويلة المدى من "سحابة أورط" البعيدة. وأثناء تحليقها، انحدرت كرة ألبرتا النارية إلى عمق أعمق بكثير في الغلاف الجوي من الأجسام الجليدية الموجودة في مدارات مماثلة، وتحطمت تماما مثل كرة نارية أسقطت أحجارا صخرية - وهو الدليل على أنها، في الواقع، مصنوعة من الصخور. وعلى العكس من ذلك، فإن المذنبات هي في الأساس كرات ثلجية ناعمة ممزوجة بالغبار والتي تتبخر ببطء مع اقترابها من الشمس. ويشكل الغبار والغازات الموجودة بداخلها الذيل المميز الذي يمكن أن يمتد لملايين الكيلومترات. المصدر: phys.org تابعوا RT على
مشاركة :