أكدّت النائبة الأوروبية اليونانية إيفا كايلي المتورطة في فضيحة فساد مالي مدوّية يُعتقد أنّها متّصلة بقطر، براءتها في انتظار صدور قرار قضائي في القضية، مشيرة الى أنها “لم تكن تعلم” بوجود الأموال التي ضبطتها الشرطة في شقتها ببروكسل. وقال محاميها ميخاليس ديميتراكوبولوس الأربعاء لفرانس برس إن النائبة السابقة لرئيسة البرلمان الأوروبي ستبقى رهن الاحتجاز، وأن موعد جلسة مثولها أمام القضاء حُدد في 22 كانون الأول/ديسمبر. ويُشتبه بأن كايلي تلقت مبالغ من الدوحة للدفاع عن مصالح الإمارة التي تستضيف حاليًا مباريات كأس العالم لكرة القدم. وسيقرر القضاء البلجيكي الأربعاء أيضًا بشأن مواصلة توقيف الأشخاص الثلاثة الآخرين المسجونين وبينهم النائب الأوروبي بيير أنطونيو بانزيري وفرانشيسكو جورجي وهو صديق كايلي. وقال المحامي ميخاليس ديميتراكوبولوس لوكالة فرانس برس أن كايلي “لا علاقة لها بالأموال النقدية التي عُثر عليها في منزلها .. هي لم تكن تعلم بوجود هذه الأموال”. وأضاف أن موكّلته، التي أُقيلت الثلاثاء من منصبها كنائبة لرئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، “بريئة”، نافياً “الشائعات الكاذبة” بأنّها تلقّت رشى من قطر. – ضغط للاستقالة من البرلمان الأوروبي – غير أن أكياسًا مليئة بأوراق مالية تبلغ قيمتها 150 ألف يورو وُجدت في شقتها في بروكسل، وفق مصدر قضائي بلجيكي. ولفت المحامي إلى أنّ فرانشيسكو جورجي، شريك حياتها، يمكن أن تكون لديه “هو وحده إجابات حول وجود هذه الأموال”. وجورجي إيطالي يعيش مع كايلي في بروكسل وقد أوقفته السلطات في إطار القضية نفسها. وضُبط والد كايلي وبحوزته حقيبة تحوي على 750 ألف يورو نقدًا. وأخيرًا، تمت مصادرة 600 ألف يورو من منزل بيير أنطونيو بانزيري وهو نائب اشتراكي إيطالي سابق في البرلمان الأوروبي يترأس حالياً منظمة غير حكومية في بروكسل. نفت قطر بشدة هذه الاتهامات، لكن مصدرا قضائيا أكد لوكالة فرانس برس أن محققين بلجيكيين يشتبهون بهذا البلد. كانت إيفا كايلي، مقدّمة البرامج التلفزيونيّة السابقة البالغة 44 عامًا والتي انتُخبت في كانون الثاني/يناير 2022 نائبةً لرئيسة البرلمان الأوروبي، قد زارت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر قطر حيث أشادت في حضور وزير العمل القطري علي بن صميخ المرّي بالإصلاحات التي نفّذتها البلاد في مجال ظروف العمل. وأقصيت الجمعة من الحزب الاشتراكي اليوناني الذي كانت تعتبر فيه شخصية مثيرة للجدل، كما أقصيت الإثنين من كتلتها السياسية في البرلمان الأوروبي. وصوت أعضاء البرلمان الأوروبي بغالبية 625 صوتا من أصل 628 الثلاثاء لإقالتها من منصبها كنائبة لرئيسة البرلمان الأوروبي. ووفقًا لمصادر داخل الحزب الاشتراكي اليوناني “باسوك كينال”، فإن قيادة هذا الحزب التي واجهت في تاريخها قضايا فساد أخرى، تضغط أيضًا على إيفا كايلي للتخلي عن مقعدها كنائبة في البرلمان الأوروبي. – “هجوم” على الديموقراطية” – اقترح رئيس الحزب الاشتراكي اليوناني نيكوس أندرولاكيس الثلاثاء على الجمعية العامة في البرلمان الأوروبي إنشاء “هيئة خاصة مسؤولة عن فحص أصول أعضاء البرلمان الأوروبي والطريقة التي حصلوا بها عليها”. واعتبرت ميتسولا هذه القضية “هجومًا” على الديموقراطية. وتسببت هذه الفضيحة أيضًا في صدمة في اليونان التي تعجّ بقضايا فساد تثير سأم السكان. وعبّر العديد من اليونانيين عن خجلهم لرؤية مقدمة البرامج التلفزيونية السابقة في قناة “ميغا” متورطة في مثل هذه الفضيحة. وأعلنت هيئة مكافحة غسل الأموال اليونانية الاثنين تجميد كل أصولها. ولطالما تطرقت الصحافة اليونانية إلى الروابط المميزة التي تجمع إيفا كايلي بالقطب الروسي اليوناني كبريتي إيفان سافيديس، وهو مالك نادي باوك لكرة القدم ونائب سابق في مجلس الدوما في روسيا. ويلتقي رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس الذي لم يدل بأي تعليق بشأن الفضيحة بعد، نظراءه الأربعاء في بروكسل لحضور قمة للاتحاد الأوروبي مع قادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
مشاركة :