قال مثقفون وأدباء: إن معرض جدة الدولي للكتاب لم يخيب تطلّعات منتظريه، وهو يعاود الظهور بحلّة جديدة، وبرنامج ثقافي ثر ومتنوع..، وقالوا: إن عودتة عكست حجم الدعم الذي تحظى به الثقافة والفنون من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين في ظل رؤية المملكة 2030، والدور الذي تقوم به وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة فيما يتصل بالجوانب الثقافية، والفعاليات.. وأشادوا بمعرض هذا العام مثمنين ما لمسوه من جودة التنظيم، وثراء البرنامج الثقافي.. حراك كبير يقول الدكتور عبدالله عويقل السلمي رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة: لا شك أن هذا الحراك الكبير الذي بدأ يتجلّى للعيان في الوسط الثقافي؛ هذا الحراك الذي استجاب كثيرًا لتطلعات الرؤية الثاقبة رؤية 2030، هو مطلب مهم وضروري جدًا، وقد ظهر الآن جليًا في هذه المعارض، التي ليست مجرد معارض كتب بقدر ما هي حالة من حالات الثقافة المتجلية في كل صورها، نحن نتحدث هنا عن ورش العمل، عن المحاضرات، عن الأمسيات، عن الندوات، عن البازارات، عن التنوع الموجود المختلف داخل أروقة أي معرض يقام، وأصبحت معارض الكتب مقصدًا سياحيًا، مقصدًا فكريًا، مقصدًا معرفيًا، مقصدًا يحقق كل المطالب لا يأتي فقط لأجل أن يشتري كتابًا؛ ولكنه يأتي ليستمع إلى محاضرة، يأتي ليتبضع، يأتي ليجد أيضًا مناطق المتعة والترفيه، ويجد مساحات من الأمسيات من المسارح، من ورش العمل، من التنوع، من التدريبات، من الأشياء المتنوعة.. لهذا أنا أرى أن هذه المعارض حركة قوية جدًّا بدأت تأخذ مسارًا أكبر، بدأت تحضر على مستوى تضاريس العمل الثقافي العالمي حقيقة، معرض الرياض وجدة لهما الآن مكانتهما بين كل معارض العالم، الكل يعرف توقيتهما وزمانهما ومكانهما، وأتوقع أن القادم سيكون أفضل بإذن الله. امتداد للنجاحات أما الدكتور محمد البركاتي رئيس جمعية الترجمة بالمملكة فيقول: تحتضن عروس البحر الأحمر هذه الأيام معرض جدة الدولي للكتاب بإشراف وزارة الثقافة بوزيرها الشاب المثقف سمو الأمير بدر بن فرحان، وتنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة التي يرأسها الكاتب والروائي د. محمد حسن علوان، يعود معرض جدة للنور، ليكون امتدادًا للنجاحات التي تحققها الهيئة والوزارة، فبجانب الاحتفاء بالكتاب وقيمته، نرى الحرص على تنظيم معرض ثقافي متكامل يجمع ما بين القراءة والموسيقى والمسرح والعديد من الفعاليات المتنوعة التي تستهدف جميع شرائح المجتمع بكافة اختلافاته ومكوناته. عمق ثقافي ويضيف البركاتي: ويؤكد المعرض على العمق الثقافي الذي تمثله جدة كذلك، بالمعرض الذي يحتفي بالكتاب في عادة سنوية ثقافية، وبمؤتمر للناشرين يستهدف الوصول إلى صناعة نشر عربية محمية ومحترفة، عبر لقاءات وندوات ستساعد مخرجاتها على تطوير سوق النشر العربي. ويستعرض بقوله: ومن خلال نظرة سريعة نرى أن المعرض يستهدف جملة من الأهداف على رأسها ترسيخ المكانة الثقافية، وإحياء سوق النشر في العالم العربي والاستثمار فيه الاستثمار الأمثل، وخلق مناخ ثقافي عام تمتزج فيه رفوف الكتاب بأنغام الموسيقى وعراقة المسرح، كما يستهدف دعم المواهب الشابة في الكتابة من خلال ورش عمل متنوعة، لدعم مسيرتهم في الكتابة، الأمر الذي قد يمكنهم من تحقيق التميز الذي ينشدونه في عالم الكتابة. خالصًا إلى القول: يحق لنا كسعوديين أن نبتهج بهذا المحفل الثقافي الذي نتمنى أن يتكرر في كل عام بروح مختلفة ومتجددة، تواكب المستجدات وتحقق التطلعات. القبة الجميلة ويقول الأديب حماد السالمي: مع زياتي الأولى لمعرض الكتاب وجدته في موقع رائع، وتحفة فنية، وهي القبة الجميلة التي تعكس حجم الاهتمام بالثقافة والأدب، وعند دخولي تفاجأت، وأدهشني التنظيم الرائع، والخدمة داخل المعرض بعدد كبير من بناتنا وأولادنا الشباب، وهم يستقبلون الزوار، ويساعدونهم في الحصول على ما يحتاجونه من دور النشر، التي تجاوزت المئات من جميع الأقطار العربية، والتي تعرض كنوزًا من العلوم والمعارف في شتى المجالات. ويتابع السالمي مضيفًا: عودة المعرض عودة محمودة ورائعة، ونتمنى استمرارية المعرض في نفس الموعد كل عام في جدة وغيرها من المدن السعودية، حتى يجد المثقف ما يحتاجه من ثقافة، فالحمد لله هناك دعم كبير من وزارة الثقافة في كل المدن السعودية، ونتمنى عودة سوق عكاظ، وأن يتم النظر في المكتبات التي تم قفلها واختفت الكتب من المكتبات. حياة مكثفة وتصف الدكتورة عهود حجازي يومها الأول في «كتاب جدة» قائلة: في اليوم الأول من زيارتي لمعرض الكتاب بجدة لهذا العام (2022) بدا لي أن الوصف اللائق به هو (حياةٌ مكثفة)، فهو المعرض الذي اتخذ من الدائرة شكلاً تنظيمياً له، فبدا للمرتاد مريحاً للتجول، وميسراً للوصول إلى كافة المرافق، فما بين المحاضرات الثقافية والندوات الفنية وأنشطة الأطفال وورش العمل، ومن الأمسيات الموسيقية والشعرية إلى المساحة المفتوحة لمتابعة مباريات كأس العالم لكرة القدم، من الكتب إلى المقاهي، ومن الترفيه إلى أركان القراءة. وتختم عهود بقولها: لا يمكن القول إن هذا المعرض مجرد رفوف صامتة تعرض الكتب، بل كلّ ما فيه ناطق بالحياة، وجاذب ليس للمثقفين فحسب، بل لكافة فئات المجتمع.
مشاركة :