وعد علماء الفلك بإلقاء نظرة إلى حافة الكون ولم يحنثوا. فقد تم عرض حافة الكون بواسطة تلسكوب الفضاء الذي يعمل بالأشعة تحت الحمراء. وهو تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي. وقد أرسل التلسكوب إلى الأرض صورا لأبعد وأقدم المجرات الأربع التي ظهرت من بين المجرات الأولى في هذا الجزء البعيد من الكون الذي تم توجيه التلسكوب إليه، ولا يبدو أن هناك شيئا أكثر بعدا. ولأول مرة تمكن العلماء من رؤية المجرات التي تشكلت بعد 350 مليون سنة فقط من الانفجار الكبير. وقال عالم الفلك، برانت روبرتسون، من جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز، إنها بعيدة بشكل خيالي. ولا شك أن المسافة تم تحديدها بشكل صحيح. وقالت عالمة الفلك، إيما كورتيسمن، من جامعة هيرتفوردشاير البريطانية :" من خلال تحليل طيف إشعاع التلسكوب الذي تم التقاطه، أدركنا أن المجرات المكتشفة ليست وهمية، لكنها في الواقع على حافة رؤيتنا ، أي أبعد قليلا مما كان ينظر إليه تلسكوب "هابل" المداري"، وأشارت إلى أن هذا الإنجاز مثير للغاية. وأضافت أن تلك المجرات البعيدة تتوافق مع الانحرافات الحمراء "10.38"، "11.58" ، "12.63" ، "13.20" ، وهذه الأخيرة تعادل مسافة حوالي 13.5 مليار سنة ضوئية. وتم تأكيد ذلك رسميا. يذكر أن الانفجار الكبير، الذي يمثل بداية كل الأشياء، حدث قبل 13.8 مليار سنة. ومنذ ذلك الحين، تمدد الكون وابتعدت مواليده الأولى. وعند مشاهدتها، يغرق علماء الفلك في أعماق الماضي، مثل علماء الآثار الذين يتعمقون في التربة. وهم يرون ما حدث عندما كان الكون حديث الولادة، لكنه على ما يبدو غني بالأحداث. ويُعتقد في الوقت الراهن أن الكون، قبل ولادة النجوم الأولى، كان مليئا بمادة غير شفافة واتحدت جزيئاته تدريجيا، مكوّنة هيدروجينا محايدا. أما النجوم الناشئة فقامت بتأيين الهيدروجين وجعلته يلمع. جدير بالذكر أن تلسكوب "جيمس ويب" يعمل في نطاق الأشعة تحت الحمراء، حيث تلتقط الكاميرا الحساسة (NIRCam) الأشعة الواردة من الأجرام الفضائية البعيدة، والتي تصل إلينا بشكل مشوّه. وكقاعدة عامة، يتم تحويله إلى المنطقة الحمراء من الطيف. وهذه الظاهرة تسمى بـ"الانحراف الأحمر". وهو ينشأ نتيجة توسّع الكون وابتعاد المجرات بعضها عن بعض. وكلما كانت المجرة أبعد، زادت سرعة ابتعادها وزاد أكثر الانحراف نحو الأحمر. المصدر: كومسومولسكايا برافدا تابعوا RT على
مشاركة :