بعض الحوامل يتخوفن من الولادة الطبيعية بسبب ما يقال إنها قد تسبب هبوطا في أعضاء الحوض، وبحكم عولمة الثقافة، فقد تأثرت بعض الأخوات بما يُنشر عن ذلك في الغرب. هبوط أعضاء الحوض قد يتسبب في بعض المشكلات، منها سلس البول الذي يرافق العطاس أو الكحة أو الرياضة وما يشبهها من أنشطة، كذلك فإن هبوط الأعضاء التناسلية كجدار المهبل الأمامي أو الخلفي أو قمة المهبل قد يسبب إزعاجا للمرأة، وربما يؤثر على العلاقة الزوجية الجنسية، وأحيانا يجعل تفريغ قناة المستقيم من البراز صعبا، وأحيانا قد يتسبب في خروج بعض البراز الصلب أو السائل أو مادة مخاطية من فتحة الشرج عند الانحناء في حالات الركوع أو السجود مثلا. ولو أخذنا نسبة حدوث هذه الاضطرابات تفصيلا عند الحوامل في فترة ما بعد الولادة، فسنجد أن حوالى الربع يعانين من قدر من عدم التحكم في البول، وخمسة عشر في المائة تقريبا يعانين من قدر من الهبوط في الأعضاء التناسلية، وأما عدم التحكم في البراز، فيحدث بنسبة نصف في المئة، وإذا ما قارنا نسبة حدوث ذلك بعد الولادة المهبلية بنسبة حدوثها بعد العملية القيصرية المبرمجة نجدها تقدر بـضعفين إلى ثلاثة أضعاف. الذين قاموا ببحث هذه المضاعفات وجدوا أن المسألة بحاجة إلى مزيد من الدراسات المحكمة لبيان هذا الأمر، وأخذوا على معظم هذه الدراسات افتقارها إلى تفاصيل عن طول فترة الولادة، وطبيعة إتمام الولادة في حالة الحاجة إلى الولادة باستعمال الأجهزة أو بشق العجان، إلى ذلك فإنها لم تراع احتمالات وجود عوامل أخرى قد تزيد من حدوث هذه المضاعفات كوزن الأم الزائد وحجم الطفل، والإمساك المزمن. المجالس الطبية تدعو لمزيد من الأبحاث، وإن مما يدعو إلى مزيد البحث أن حوالي عشرة في المئة من نساء أمريكا تجرى لهن جراحات لاستعادة التحكم في البول، كما أن حوالي ربع مليون امرأة تُجري لهن عمليات ترميم العجان. أيضاً لا تشجع معظم المجالس العلمية على اعتبار الحيثيات التي ذكرناها سبباً كافياً للتحول عن الولادة الطبيعية إلى القيصرية، بين حين وآخر تبرز بعض الآراء التي تعتمد على سياسات تمكين المرأة، وترى أن للحامل الحق في اختيار طريقة الولادة التي تريدها، ولو كان ذلك دون مبرر طبي مقنع. ما ننصح به هو ممارسة تمارين عضلات الحوض بعد الولادة وقبلها، وجعلها جزءاً من الرياضة اليومية، والاستعانة ببرامج العلاج الطبيعي إذا كان تقييم الطبيب للحامل بعد الولادة يظهر الحاجة لذلك. [email protected]
مشاركة :